موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ يوليو / تموز ٢٠٢٢

إذهب واعمل كذلك

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
الأب منويل بدر

الأب منويل بدر

 

الأحد الخامس عشر (الإنجيل لو 10: 25-37)

 

بعد انتهاء السنة الدراسيّة وبداية العطلة الصيفية، يكون الطّلاب قد أنهوا المواضيع المقررة واطَلعوا على محتواها، ليس فقط حفظا، بل وأيضا عملا. فصول محبّة الله والقريب في التوراة كثيرة ويطّلع عليها كل مسيحي، ليعرفها ويمارسها. منذ الصغر، نعرف أنّ إنجيل اليوم يحمل عنوان إنجيل السّامري، وهو من أجمل أمثال يسوع وأعمقِها، محتواه قصّة غير مُعقَّدة. بنهاية لها تعبير كبير وهي نهاية سعيدة، Happy end، كما في الأفلام. الإنسان كائن اجتماعي، أي لا يقدر أن يعيش كل حياته كناسك لوحدِه في صومعة، بعيدا عن النّاس، بل هو يحتاج الآخرين، كما أنَّ الآخرين أيضاً يحتاجونه. الإنسان يعرف كيف يتصرّف مع أصحابه ومعارفه، ويبقى عادة خفيّا ولا أحج يسأل عن ذلك. أمّا كيف يتصرّف مع أعدائه فهذا نعيشه يوميا، قولا وعملا، في الجرائد وفي الأخبار المُصوَّرة. فهي أفلام مرعبة مخيفة، يُثبت ذلك وجود الشّرطة الدائم في المدن والأماكن العامّة. وها إنجيل اليوم يُقدَّم لنا مشهداً واقعياً نتعرّف من خلاله عن تصرّف الأعداء والأصدقاء في حادث مُعيّن، حكاه لنا يسوع، بعد سؤاله من قٍبل معلّم ناموس، الذي أراد أن يعرف بالضبط من هو قريبه أو من هو عدوّه. فاليهودي قديما واليوم لا يعرف ان يتصرّف إلا إذا وجد ذلك مذكورا في توراته أو في وصايا الكهنة التي وصلت إلى 614 وصية. هذا العالٍم كان متحيّرا من كثرة الأوامر والوصايا، فجاء إلى يسوع يسأل، برأيك من قريبي؟ هل هو، مثلما كان هو وشعبه يفتكر، فقط ذاك الّذي أعيش معه أو بقربه أو له معي قرابة دمويّة، وهذه القرابة هي على درجات، أي نصف قرابة مثلا من أب يهودي، أو ربع، أي من أم يهودية؟ كما كان أبناء إبراهيم يعتقدون، أو من هو؟، فافهمه يسوع أنَّ القريب هو كلُّ إنسانٍ حولي، معروف أو غير معروف، إذا ما وقع في ضيق أو محنة، لا يستطيع الخروج منها بسهولة، فتُسرِع أنت لنجدته. نعم، كلّ واحد هو قريبي، حتى وإن كان من غير جنسي أو ديني! كما جاء في التّوراة: أحبب قريبك كنفسك. والقريب هو كلُّ غريب وقع في مشكلة. جاء جواب يسوع، بشكل قصّةٍ مُعبِّرة: لِنَقُل قصّة، ممكن تحدث كل يوم وكلَّ ساعة أمامنا، وهي قصة مساعدة عدوّ، تُعلِّمُ السّائل أن ينسى ويتناسى كلَّ ما في قلبه، من بغضٍ وعداوة، أمام الحاجة والألم. شعوب كثيرة سلكت مسلك رؤساء الكهنة وأكثروا الوصايا للشعب حتى يبقي خاضعا له، مثل حكومات المستعمرين في القرون الوسطى، أو حكومة الخميني وطالبان في الوقت الحاضر، فهم لم يتركوا باباً أو مجالاً بلا قوانين: مثل عدم استعمال الراديو والتلفزيون أو الزينة والماكياج للمرأة، بل إرغامها على التخفي الكامل وعدم اختلاطها بالحياة العامة ووو,,, يقال إن عدد الوصايا في العالم تزيد على 40 مليون وصية لتنظيم حياة الإنسان!. لكن ماذا تنفع القوانين؟ الحرف يقتل وأما الرّوح فيحيي. إذ كلَّما زادت القوانين، كلّما زادت الجرائم! لذا قال بولس: المحبّة لا تصنع شرّاً بالقريب. بل المحبّة هي تكميل النّاموس (روم. 10:13). 614 وصّية لمعلّم الناموس كانت كثيرة وبلبلة لرأسه، لذا جاء وسأل: ما هي أهم وصية بينها كلِّها؟ فانحبست الأنفاس حواليهم، لان هذا العالِم سأل باسم الكثيرين حوله، وكلُّهم صمتوا ليسمعوا جواب يسوع. فاستغربوا أن هذا الرابي الجديد لم يُجاوب بوصيّة جديدة، لكن بقصّة خفّفت عنهم الكثير من حِمل الوصايا، التي يعرفونها. وبالتالي جعل الكثيرين يعرفون ما هي الوصية المهمة. علّمهم إياها من جديد، من خلال تصرّفِ سامريٍ بسيط. هذا والسُّمراء كانوا مُعتَبرين لا قيمة لهم بين الشعب، لذا طُردوا من أورشليم وسكنوا السامرة، التي تبعد حوالى 160 كم إلى الشمال من هيكل أورشليم، منتظرين مجيء المخلص، ليأخذهم معه ويرجعهم إليها.

 

 نهاية هذه القصة أنّ السامري أنقذ حياة عدوِّه رحمةً عليه. فيها دعس يسوع على ضعف تفكير العلماء، وأراهم اتجاها أصلح لتصرفهم: إذ ما عاد القريب قريبا، لكن حاجة الإنسان المصاب على طريقي، هي التي تُقرّب الناس لبعضهم، فيصبحوا إخوة وأقرباء. المهم رأى عدوّا له مُحطَّما على حافة الطريق، وأشفق عليه.  فمن هذه القصة نكتشف، كم هو عميق شعور المؤاساة، عند رؤية الألم في قلب الإنسان. ففي حالة كهذه، يلين القلب، مهما كان قاسياً ومتصلِّباً، إن شاهد حتى عدوّه مُهدّداً. فمن يشعر لألم غيره، هو المسيحي السامري الصحيح، كما في قصة اليوم.

 

معرفة أو عدم معرفة الشخص، لم تلعب للسّامري البسيط أيَّ دورٍ، بل الذي لعب دورا، هو مشاهدتُه للمتألم، الّذي هو بأمسّ الحاجة للمساعدة، وإلا حدث له ما ليس في الحسبان، رأه فأشفق عليه (آية 33). (محبة القريب تُغلق العين وتفتح الذراعين، القديس فنسانس). بينما اللاوي والكاهن، فقد فشلا في طريقة تصرّفهما لهذا المحتاج، بسبب أنانيّتهما، إذ الأناني لا يُفِّكر إلا في نفسه، وأهملا ما تعلّما عن وصبة محبة الله والقريب. أمّا السّامري فلم يتوقّف ليُلقي محاضرة ضد اللصوص قَطّاعيّي الطّرق، بل لم يتوانَ من تقديم المساعدة الأولية الفوريّة للمنكوب، والّتي نجّت له حياته من الموت الأكيد، ثمَّ غسل له جراحَه ومسحها بالزيت الشافي، ثمّ أوصله إلى المضافة القريبة على دابّته، التي هي بمثابة سيارة الإسعاف اليوم. ثمّ أقام له مُمُرِّضا للاعتناء به والسّهر عليه. وآخر ما آخِر زاره في اليوم التّالي، ليطمئنَّ على صحّته. فبهذه الطريقة صار عدوُّه قريبَه. ويمكن كان مارس مثل هذا العمل عدة مرات فاكتسب هذه الخبرة: أنت لست بعيداً عن ملكوت الله".

 

أمّا تصرّف الكاهن واللاوي قبله فهو عمل مُخزي من الاثنين، هو عِلْمٌ وإيمان بلا عمل، فلا قيمة له. قال الإنجيل عن كلِّ واحد: شاهده ومضى. من يعرف لماذا هما لم يقفا ويقوما بالمساعدة، يمكن يُعذرهما، فهما كاهنان وكانا قد غسلا أيديهما، مثلنا اليوم مع الكورونا، كما تأمر الشريعة، ولا يحوز لهما لمس نجس، لئلا يُحرَما من خدمة الهيكل. وأما تفكير يسوع فهو غير تفكيرهما، عندما يتعلّق الأمر بالإنسان. فهو يريد أن يُعلّمنا درسا من هذه القصة المأساوية، أن خدمة بل ومساعدة المتألم لها أولويّتُها وهي أهم من التّعلّق بقوانين بشرية. فخدمة المريض، أهم من واجب الصلاة والذَهاب إلى الكنيسة وتركه لوحده. بل خدمة المريض هي عمل مُقدّس "رحمة أريد لا ذبيحة". أما ما يُطهِّر الإنسان، فما هو غسل يديه بالماء لكن بأعمال محبّة وتضميد جراح المتألم. للسائل، ماذا عليّ أن أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟ أجابه يسوع بممارسة محبة الله أوّلا ومحبّة القريب، لكن عمليّا لا يوجد محبّتان مختلفتان بل محبّة واحدة بوجهيها. كما يقول يوحنا في رسالته: إنّ الله محبّة. فمن لا يحب قريبه الذي يراه فكيف باستطاعته أن يحبَّ الله الّذي لا يراه؟ فبالنّسبة للسّامري نستطيع أن نقول: إنَّ كلَّ ما قام به كان خسارة له: تأخيرُه عن رحلته، حجز مكانٍ في العيادة ودفع المُمرَّض، الّذي أيضا ما كان يعرفه، وذلك ليهودي وصاحب تجارة، صار ضحيّة لقُطَاع الطُّرق. يدفع كلَّ ذلك وهو على عِلْمٍ أنّه لن يسترجع أيَّ شيء من هذه التكاليف، التي ما كان حسب لها حساباً، وهذا أيضا غير معقول ليهودي، أقول لكل يهودي، إذ اليهودي لا يتكرّم بشيء مجّاناً، بل دائماً مع فائدة عالية. لكنّه كان صافي العقل ويعرف كلَّ ذلك. إذ كان يعرف، أنّ مَن يعمل الخير لقريبه، هو ربح عند يهوى. فاستغلَّ المناسبة قدام ربّه، عندما شاهد المجروح على حافّة الطريق يتصارع مع الموت، وعرف أنّه أغنى نفسه بعمل الرّحمة هذا، وخلّص هذا الجريح، حتّى ولو كان يُعتَبر عدوّاً. الإيمان بدون الأعمال مائت. نعم الله يحسب فقط الأعمال لا الأقوال، أمَا كتب يعقوب: "ماذا ينفع يا إخوتي، إن قال أحد، إنَّ له إيماناً ولكن ليس له أعمالا، هل يقدر الإيمان أن يُخلِّصه؟... لأنه كما أن الجسد بدون روح ميّت، هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمالٍ ميّت (يعقوب 2: 14 و 26).

 

من هو قريبي؟ إنَّ جواب يسوع يعني: أنّنا نحن، بوسعنا أن نجعل من كلِّ إنسانٍ قريباً لنا، وليس فقط قريبي الدّموي. وهذا السامري أرانا، كيف أنَّ ذلك ممكن، إذ هذا مُتعلِّقٌ بأعمالي أنا. كل واحد متألم هو قريبي. كل واحد مظلوم أمامي هو أخي، ويجب أن أُساعده. قال أدولف كولبنج، مؤسس نقابة العمّال المسيحيين في بداية قرن الصناعة: المحبة تشفي كل الجروح، وأما الكلمات فقط بدون العمل، فهي تزيد الجروح. ولنا في تعامل رئيسة حكومة ألمانيا، أنجيلا ميركل عام 2015، درساً مثاليّاً في المحبّة، وذلك عندما فتحت حدود بلادها لألاف اللاجئين، فقد مارست محبّة القريب لألاف المحتاجين بشعارها: نحن نقدر(أن نساعدهم). بعكس جنود الحكم الإسلامي داعش IS الذين كانوا واقفين وسلاحهم بيدهم أمام كلِّ لاجئ: إمّا أن تُصبح مسلماً أو الموت بالسّلاح. وكيف نقول عن معاملتهم للنساء حيث كان الاغتصاب البرنامج اليومي، إذ عليهن أن يلدن جنودا كثيرين لمنظّمتهم. فمن يشاهد هذه الأعمال البشعة، لا يحق له أن يعمل مثل اللاوي ورئيس الكهنة: قيل عن كلِّ واحدٍ منهم: شاهد ومضى.

 

إذن لا يحق لي أن أستبعد أحدا أو أتركه وشأنه، إذ بالتالي قدام الدّيان العادل، سنسمع ما علّمنا إياه يسوع: الحقَّ أقول لكم، إنّ كلَّ ما فعلتموه لاحد هؤلاء الصّغار فلي فعلتموه. فيا مسيحي! إذهب واعمل كذلك.

 

 

إذهب واعمل كذلك

 

التَّوراةُ كتابُ الحياةِ أقْرأُ فيها يوميّاً ما طاب لي

أتَصَفَّحُ الأَناجيلَ لِأَسْمعَ صوتَكَ الخفِيَّ مِنْ عَلي

 

اليومَ كانَ آخِرُ فَصْلٍ في متّى لَكِنَّهُ الأوّلُ للحياه

أعْجَبَني فأغْمَضْتُ الجَفْنَ بعد القراءةِ لِفَهْمِ معناه

 

فيهِ قُلْتَ اذْهَبوا وبَشِّرو وادْعوا بِالخَيْرِ للجميع

إكْسبوهم بالأقوال والأمثال فهِيَ غِذاءٌ للقطيع

 

فَهِمْتُ أنَّ أقوالَكَ وأمْثالَكَ لا تَعْتَمِدُ على الأوامر

ولا على الوصايا بَلْ أَعْمالٌ إنْسانِيَّةٌ فَهذي أكابر

 

عندما كُنْتُ صَغيراً علّمْتَني كيفَ أُصْبِحُ كبيرا

وعندما صِرْتُ كبيراً علَّمْتَني أَنْ أرْجَعَ صغيرا

 

عندما كنتُ جوعاناً مِن خُبزِكَ اليومِيِّ أطعمتني

وعندما كنتُ عَطشاناً فمِنْ مائِكَ العذْبِ أسقيتني

 

عندما كُنْتُ سَجيناً ما زارَنِي سِواكَ فِيْ زنزانتي

وعندما كُنْتُ مظلوماً ما أعادَ لِيْ سِواكَ كرامتي

 

عندما كُنْتُ لوحديْ مَتْروكاً وصوتيْ غيرُ مسموع

شاهَدْتُّ بَصيصاً مِنْ نورٍ كأنَّهُ على عامودٍ مرفوع

 

عندما كنتُ بلا مأوى فَتَحْتَ لِيْ أنتَ بابَ بيتِك

وعندما كنتُ مُنهَكا ما آواني سِواكَ في شقتِك

 

عندما كُنتُ واقفاً في البَرْدِ قاسَمْتَني مِعطفك

فَدَخَلَتْ في قلبي حَرارَةٌ كانَتْ حُبَّكَ وعَطْفَك

 

عندما كنتُ خائِفاً شَعَرْتُ بِالأمانِ في خيمتِك

وعندما كُنْتُ عَليلاً عالَجْتَني مَجَّاناً في عيادتِك

 

عندما كُنْتُ طَريحَ الفِراشِ ومُتْعَباً بلا عمل

اعْتَنَيْتَ بِيْ أنتَ فعادَتْ لِيَ الصِّحَةُ والأمل

 

عندما انْحنى ظَهْري تَحْتَ صَلِيبٍ ثقيل

أرْسَلْتَ ليْ سِمعاناً قيروانِيَّاً حتّى يُعيل

 

أخَذَ الصّليبَ عنّي وشدَّني بِيَدِيْ لئلا أميل

فزالَ عنّي انْحِناءُ ظَهري بِوُجودِ الزميل

 

عندما سالَ عَرَقُ جبيني على وجْهي بغزارة

أرْسَلْتَ لِيْ فيرونكا بمنديل مسحتني بجدارة

 

عندما كُنْتُ وحِيداً لا قريبُ لا غريبُ بجنبي

أرْسَلْتَ ليْ مَنْ ساعَدَني فبالشُّكرِ فاضَ قلبي

 

عندما فَقَدّتُّ وَظيفَتيْ وما بَقى لِيْ أيُّ مُعين

بَعَثْتَ لي أنتَ فَرَجاً حَيْثُ لَقيتُ عَمَلاً أمين

 

عندما وقَعَ السّيفُ عَلَيَّ وآلَمَتْني الجروح

فَهِمْتُ ما التَّواضُعَ فَتَبَدَّلَ فِيَّ كلُّ الطموح

 

عندما حَزِنْتُ وغابَتْ عَنْ قلبيَ الأفراح

بَرَزَتْ فِي الأُفْقِ نَجْمَةٌ طَرَدَتِ الأتراح

 

عندما اعْتَدى عَلَيَّ أفراد مِنَ العَصابَةِ السوداء

أرْسَلْتَ لي سامِريّاً أسْعَفَني وألْقى عليَّ الرداء

 

عندما جالَ الأَسَدُ حَوْلِي وحاوَلَ ابتلاعي

أخْفَيْتَني في قارَبِ الأمانِ فزالَ صراعي

 

هذه الأَعْمالُ هِيَ كُنوزٌ لنا مُسْبَقَةٌ في السماء

لا نَحْمِلُها مَعْنا بَلْ تَسْبِقُنا وَهْيَ عَلامَةُ الولاء

 

إذْهَبْ واعمَلْ أنتَ كذلِكَ فيعلو شَأْنُكَ أمامي

وعندَ وصولك ما أنتَ بِحاجَةٍ لتَرْتَعِدَ قدامي

 

سِيُناديكَ مَلاكي باسْمِكَ الكَريمِ قُدّامَ الملا

ويُرْسِلْكَ إلى الجنّةِ لِتُرنِّمَ مَعَ جَوْقَةِ العُلا

 

أنتَم مِنْ مُبارَكِيْ أبي مَكانُكُمْ عَنِ اليمين

لأنّكم اعْتَرَفُتْمْ بيْ فأجْرُكُمْ خَلاصٌ أمين