موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠٢٤

أم الجمال.. الموقع الأردني السابع على لائحة التراث العالمي

د. جورج طريف

د. جورج طريف

د. جورج طريف :

 

في خطوة إيجابية أخرى أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، عن إدراج أم الجمال موقعا أردنيا سابعا على لائحة التراث العالمي لليونسكو، التي تضم البترا وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط وذلك استنادا لمعايير اليونسكو لما تضمنه الملف الأردني والذي تم تقديمه سنة 2022م من قيمة عالمية استثنائية، واستيفائه أيضًا لمتطلبات السلامة والأصالة ونظام حماية وإدارة كافٍ لضمان الحفاظ على الموقع.

 

أم الجمال هي المدينة النبطية الثالثة بعد البترا وأم الرصاص التي تبعد قرابة 86 كيلومترا عن العاصمة الأردنية عمان بالقرب من مدينة المفرق القريبة من الحدود الأردنية السورية والتي مثلت امتدادا لحكم الأنباط شمالا وشاهدا على قدرة الأنباط على بناء منظومة ذكية مستدامة على الرغم من شح المياه وتمثل المنعة التي تمتع بها أهل المنطقة في ذاك الوقت وحتى اليوم، كما أنها تمتاز بأروع البوابات الحجرية وهي تعرف باسم «الواحة السوداء» وذلك لما بها من أعداد كبيرة من الأحجار البركانية السوداء.

 

اشتهرت أم الجمال تاريخيًا بأنها كانت ملتقى لطرق القوافل التجارية التي تربط الأردن بسوريا وفلسطين والعراق والجزيرة العربية،وكانت ضمن المدن العشر الديكابوليس وعرفت باسم كانثا، وفي القرن السادس الميلادي جرى حدث تاريخي في مدينة أم الجمال تمثل بتدشين كاتدرائية المدينة، فجاءت وفود من مختلف الأبرشيات المجاورة في الأردن وسوريا وفلسطين للمشاركة في حفل التدشين حيث كانت أم الجمال آنذاك في أوج عزهاومجدها.

 

وقد ورد اسم مدينة أم الجمال وكاتدرائيتها ضمن المدن والمراكز في خريطة فسيفساء مادبا وبينت لما كانت تتمتع به من الأهمية في الصحراء الأردنية، سكنها الأمويون وعاشت المدينة في ازدهار امتدادا لازدهارها في العهود النبطية والرومانية والبيزنطية، ولما انتقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد زمن العباسيين هجرها سكانها.

 

إنضمام أم الجمال الى لائحة التراث العالمي لليونسكو جاء خلال الاجتماع السادس والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في الهند ويعتبر هذا الإدراج نموذجا للإنجاز والتناغم بين المؤسسات الوطنية المتمثلة بوزارة السياحة والآثار وبلدية أم الجمال ودائرة الآثار العامة ويعد في الوقت ذاته بداية الطريق في جهود الأردن الحثيثة في إدراج العديد من المواقع الأردنية التي تستحوذ على قيم عالمية استثنائية وتشكل إرثا إنسانيا متميزا لكن الأهم من كل ذلك هو المحافظة على الموقع وحمايته من العبث ومتابعة ابراز أهميته كموقع سياحي اصبح مدرجا على المواقع السياحية والتاريخية في خريطة العالم.

 

(الرأي الأردنية)