موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢

أسوار الدول الغنية تزداد ارتفاعًا!

م. هاشم نايل المجالي

م. هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي :

 

دائماً هناك اخلاقيات في التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، مع العلم ان الدول الغنية تستغل خيرات الدول الفقيرة بالقوة والنفوذ والبلطجة بانواعها، وفي عالم متغير وتسوده الفوضى العارمة والحروب الفتاكة والهجرات القسرية، لا بد من وجود قوارب نجاة تنقذ البشرية عامة من الغرق في هذه الحروب، لكننا نجد ان قوارب النجاة، يستخدمها اصحاب النفوذ من الاغنياء والاثرياء من تلك الدول.

 

اما الفقراء فعليهم السباحة في مياه البحار المتلاطمة، فلا يسمح لأي منهم ان يصعد الى قارب النجاة هذا هو ما يحصل بين الدول الفقيرة النامية والدول الغنية الرأسمالية، حيث تحدث الفوضى ليغرق من يغرق، فالدول الكبرى تقدم الضعفاء قرباناً في ساحة المعركة بين المتقاتلين، فلا يوجد هناك سبب او داعي لبقائهم على قيد الحياة.

 

وترفض الدول الكبرى المساومة على نمط الحياة، ولكن في ظل شح موارد العالم بسبب الحروب العالمية، والصراعات القائمة بينها، واستنزاف القدرات العسكرية والدفاعية، وشح الموارد الغذائية والطاقة والغاز اصبح هناك مساواة في المعاناة.

 

حيث ستتغير انماط الحياة الاستهلاكية عند الاغنياء كما هو الحال عند الفقراء، حتى باستخدامات الطاقة الكهربائية، فالتضخم وانقطاعات الكهرباء عن المصانع والشركات والخدمات بانوعها، حتى الهواتف النقالة وفقدان الاتصال والتواصل، وحرب الاقمار الصناعية وغيرها.

 

سيؤدي الى فقدان الدول الغنية الى كثير من الامتيازات والرفاهية المعيشية،، والنزول عن عروشهم الى الطبقة الفقيرة في التقشف، خاصة ان الشتاء القارس على الابواب.

 

ومع انعدام وسائل التدفئة ذات الرفاهية العالية، سيتم استخدام الوسائل التقليدية التي يستخدمها الفقراء، الصوبات ومواقد الحطب والالبسة الدافئة.

 

اي ان على الجميع اتباع سياسة معيشية واحدة، للتقليل من الاثار السلبية الناتجة عن انعكاسات الحروب العالمية على الحياة المعيشية والخدماتية، حيث سيكون هناك طلب شديد على المواد الغذائية الاساسية، والتي هي في الأساس تعتمد على المزارع والفلاح.

 

والمصانع تعتمد على العمال، فلا يخوت فاخرة للاثرياء، بل سيكون هناك قوارب نجاه فقط، تعتمد على التجذيف بسواعد الفقراء، فالله يمهل ولا يهمل.

 

جريدة الدستور الأردنية