موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠٢١

أحد الشعانين

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
كل عام وأنتم بخير

كل عام وأنتم بخير

 

الرسالة

 

مبارك الآتي باسم الرب إلهنا

اعترفوا للرب فإنه صالحٌ وإن إلى الأبد رحمته

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيليبي (4: 4–9)

 

يا أخوة اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا. لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس يوحنا (12: 1- 18)

 

ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ:«اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ». فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا، لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ. وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا.مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. مَلِكُ إِسْرَائِيلَ.» وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ». وَهذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلاً، وَلكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ، حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هذِهِ لَهُ. وَكَانَ الْجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ يَشْهَدُ أَنَّهُ دَعَا لِعَازَرَ مِنَ الْقَبْرِ وَأَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. لِهذَا أَيْضًا لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هذِهِ الآيَةَ.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

 

سمي يوم الأحد من أسبوع الآلام بهذا الاسم، لأنه "بعد تنبؤات يسوع عن الآمه الخلاصية" تم الترحيب بالمسيح في المدينة المقدسة أورشليم. يدخل المسيح المدينة بدون رفاهية كملك منتصر، جالسًا على جحش بن آتان بمفرده، بدلاً من بتلات الورد والاحتفالات، يرفع الأطفال الصغار أشجار النخيل، بدلاً من الترحيب بهم من قبل القادة السياسيين والدينيين في المكان.

 

المسيح يدخل أورشليم "وحده". هو يسير ويرحب به الإسرائيليون بامتياز كملك. لا يهتم كثيرًا بالتكريم، ولا يقتصر على العيد، ولا المجد المؤقت، بل يمضي إلى الصليب والقيامة. إن دخول المسيح إلى أورشليم هو في النهاية دخول الشهادة إلى حياة الرب الأرضية، وفي غضون الأيام القليلة سيشهد ويرفع على الصليب ليغلب الموت ويمنحنا الحياة.

 

بعد إقامة لعازر قام السيد المسيح بزيارة لبيت لعازر صديقه قبل الفصح بستة أيام، وهو في بيت عنيا على مقربة من أورشليم. جاءت زيارته هذه كإعداد للاحتفال بالفصح، ليعلمنا أن نهتم بإعداد أنفسنا لهذه المناسبة العظيمة. إذ جاءت الساعة لصلبه جاء بنفسه وهو يعلم أنهم سينصبون له الشباك، لكنه جاء إلى العالم خصيصًا لتقديم نفسه ذبيحة حب عنا.

 

لأنه يعلم أنه بعد قليل سيفارقهم حسب الجسد. إنها زيارة وداعية، يترك بصمات حبه وكلمات تعزية وداعية تسندهم في يوم التجربة الذي كاد أن يحل.

 

ينقسم المقطع الإنجيلي لهذا اليوم الى مقطعين يَذكُران أحداثاُ حصلت في مكانٍ ووقتٍ مختلفَين. أحداث المقطع الأوّل حصلت في بيت عنيا، البلدةِ التي أحيا فيها الربُّ يسوع لعازر، وقد عيّدنا لهذا بالأمس، وفيها أنّ أمرأةً تُدعى مريم أخذت رِطلَ طِيبٍ كثير الثمن، وأفاضَتْهُ على قَدَمَيْ يسوع، وعَمَلُها لاقى شَجْباً عَلَنِيّاً مِن يهوذا الإسخريوطيّ، الذي رأى فيه تبذيراً وَهَدْراً مؤسِفاً للمال. أمّا المقطع الثاني فيذكر دخولَ السّيِّدِ الى أورشليم، وهذا عيد أحد الشعانين.

 

لماذا رتبت الكنيسةُ المقدَّسةُ أن تقرأ المقطع الأوّلَ اليوم، ولم تكتفِ بالمقطع الثّاني حول دخول الرّبّ الى أورشليم؟ نصنع اليوم تذكاراً لهذه المرأة التي أفاضت طيباً على قدمَيْ يسوع؟ إلامَ  يُشِيرُ عملُها؟ تدخل المرأةُ بِجُرأةٍ أمام الجميع، وقد أتت بقارورةِ عِطرٍ كثيرِ الثَّمَن، لِتَدْهَنَ قَدَمَيْ يسوع.

 

وهذا العطر هو من الناردين ، نوع من الأطياب الثمينة التي تنافس بها القدماء، وذُكر في سفر نشيد الأناشيد . أما كونه خالصًا فيعني أنه نقي غير مضاف إليه أي إضافات أخرى ليصير كالمرهم.

 

في الحقيقة أنه مشهدُ غريبُ في مجتمعٍ يهوديٍّ يَرى المرأة أدنى من الرجل. في مجتمعٍ يَشكرُ فيه الرجلُ اللهَ لأنّه خلَقهُ ذَكَراً لا أُنثى. ما الذي أعطاها هذه الشجاعة اللافِتَةِ التي تعرّضها للانتقاد والتحقير. وما ردّةُ فعل يهوذا الإسخريوطيِّ إلّا تعبيراً عن هذا الموقفِ. إلّا أنَّ موقفَ يَسوعَ مختلف: "دَعْهَا، إنَّما حَفِظَتْهُ ليومِ دفني" (يوحنا 12: 7).

 

لقد عَلِمَتِ المرأةُ أنَّ الرّبَّ رَدَّ لها كرامتَها، وإنسانيّتَها، وأعطاها كنزاً لا يُنتزع من قلبها. أفاضت ليس بضعَ قَطَراتٍ بل قارورةً كاملةً، جرّةً مِنَ الطِّيبِ قد يَستغرقُ استِهلاكُها سِنينَ طويلة.  رُبّما يَسأل أي منا: هل الرّبُّ يسوعُ يُحِبُّ النّارَدِين؟ هل يهمّه هذا النوع من العِطرِ لِدَفْنِه؟

 

طبعاً، الأجابة لا، فالرّبُّ يسوعُ لَم يُعطِ تلاميذَهُ تعليماتٍ حول تدبير أمور دفنه. الرّبُّ خَلَقَ النبات، وأفاضَ طِيبَ الزُّهُورِ والرَّياحينِ في الأرضِ لِفَرَحِ الإنسانِ وَحُبّاً به. هو حَلاوَةُ الدُّنيا وَطِيبُ العالَمِ وَنُورُهُ وَجَمالُه. لماذا، إذاً، يَنتَهِرُ الرّبُّ يَهُوذا؟ لا بل يُسْكِتُه، ويَطلبُ منه بِحَزْمٍ، وأمامَ الجميع، أن يتركها وشأنها؟ قلب يهوذا لَم يَكُنْ لديه مكانٌ يَتَّسِعُ لِلحُبّ، فالذي يُحِبُّ يُقَدِّر، ولا يرى أيّةَ تقدمةٍ للحبيب الفادي ضَياعاً، لا بل يراها ضئيلةً جدّاً، لا تُذكَر، كعربون شُكرٍ وَحُبٍّ لِلفادي. ولكن، لِمَ هذا الكلام قبل الدُّخول إلى أورشليم؟

 

في اليوم التالي، ضجّت المدينة بـ"الجمع الكثير" الذي دخل مع يسوع منادياً به كملك. لكنّ هذه الحفاوةَ الظّاهرةَ انقلَبَتْ إلى بُرُودة، ثُمَّ إلى كَراهيةٍ وغَضَبٍ، حين صرخ الجمع لبيلاطس "اصلِبْهُ اصلِبْهُ".

 

وتلاشى مَشهَدُ الحُشُودِ الغفيرةِ الذتي كانت في استقبالِ الربِّ يومَ الشّعانين، عندَ الصّليب. لَم نَعُدْ نَرى في المَشهَدِ إلّا مريمَ واقفةً معَ النِّسْوَةِ "حاملاتِ الطِّيب" اللواتي أَتَينَ لِيَشْهَدْنَ بعد ذلك على القيامة المجيدة.

 

تميّزَتِ امرأةُ العهد الجديد، وهكذا كُلُّ امرأةٍ مسيحيّةٍ، بالجرأة الإيمانيّة. هذه الجرأة الإيمانيّة التي تنمو في قلبٍ تائبٍ ومتواضع، تَكْسِرُ فِعلةَ حوّاءَ الأُولى الّتي استَعملَتْ جرأتَها للاستعلاء على الله وَكَسْرِ الشَّرِكَةِ معه، فنالت رائحة الفساد والموت. هنا نرى مريم، أو المرأة،  تأتي وتعاكس هذا الفعل القديم، فتتقدّمُ بجرأةٍ لِتَكُونَ مع الرّبِّ يسوع، وعند قدميه، أي تحت طاعته: "ربِّي ومَلِكي"، "ها أنذا أَمَةٌ لِلرَّبّ".

 

هلم بنا اليومَ، معَ جموعِ أورشليمَ، كبارًا وصغارًا، نستقبلِ المسيحَ الآتيَ راكبًا على جحشٍ بعْـدَ انتصارِه على الموتِ لـمّا أقامَ لعازرَ منَ القبرِ بعدَ أربعةِ أيّامٍ من دفنِهِ ميتًا.

 

نستقبلُهُ حاملينَ السعفَ والأغصانَ كما فعلَ أطفالُ أورشليمَ وسكانُها أجمعينَ، ولكنَّها ليست سعفَ النخلِ وأغصانَ الزيتونِ وإنّما هي سعفُ الفضيلةِ وأغصانُ البرِّ، تلكَ السعفُ والأغصانُ التي بدونِها لا يَستطيعُ المرءُ أنْ يلاقيَ السيّدَ لهُ المجدُ ويستقبلَهُ.

 

أليسَ لنا التأكيدُ أنَّ إلهَ السّلامِ لنْ يكونَ معنَا إلاّ إذَا عملْنا "بما هو حقٌ، بما هو طاهر، بما هو سارٌّ، بما صيتُه حسنُ".

 

حريٌ بنِا أنْ نتذكّرَ هذَا ونحنُ على عتبةِ الدّخولِ في الآلامِ والقيامةِ بعدمَا عبرْنا مسافة صومنا الأربعيني. وكنَّا في الصومِ، بواسطةِ الصلاةِ، وبواسطةِ الجهادِ الموصولِ ضدَّ مشتهياتِ النفسِ والأهواءِ، وبواسطةِ أعمالِ المحبّةِ والرّحمةِ، نستعدُّ للبلوغِ إلى الأسبوعِ العظيمِ المقدّسِ.

 

ولنْ يكونَ لنَا نصيبٌ في استقبالِ المسيحِ المائتِ الظافرِ إلاّ إذَا تزيّنَّا بالفضائلِ، وهذَا يكلّفُنَا توبةً ودموعًا، وكفًّا عنْ رذائلَ اعتدْنَا عليْهَا وشرورٍ ألفْناها.

 

والتوبةُ ليستْ موسمًا نتممُ بشكلٍ آليٍّ فنأتي الأسبوعَ المقبلَ إلى الكاهنِ مسرعينَ ونطلبُ إليهِ أنْ يصلّيَ على رأسِنا، التوبةُ الصّادقةُ موقفٌ داخليٌّ واعٍ نتّخذُهُ دائمًا فيما نحنُ على وجهِ البسيطةِ متطلّعينَ إلى وجهِ المسيحِ المنتصرِ على الموتِ والغالبِ الشرَّ ومخلّصِنا منَ الخطيئةِ.

 

المسيحيّ الرّاغبُ حقًّا أنْ يذوقَ القيامةَ توّابٌ دائمًا، يعرفُ نفسَه خاطئًا ولكنّه في الوقت عينِه واثقٌ أنَّ الربَّ المخلّصَ يقبلُ التوّابينَ ويلبسُهم الحلّةَ البهيّةَ الجديدةَ، حلّةَ الخلاصِ. ويعرف أيضًا أنّهُ بالتوبةِ يموتُ ويحيا إنسانًا جديدًا. بسعفِ الفضائلِ والبرِّ والتّوبةِ النّصوحِ وثمارِها نخرجُ اليومّ لاستقالِ المسيحِ.

 

ها هوذا الرّبُّ يسوع الفادي والمخلِّصُ آتياً لِيَعْبُرَ بأحبّائِهِ التّائبِينَ مِن وادي ظلام الموت والخطيئة إلى ضِفَّةِ الحياة والفرح والنور، إلى القيامة، إلى الشّركة معه. ونحن من هؤلاء.

 

الطروباريات

 

طروباريَّة الشَّعَانين باللَّحن الأوَّل

أيُّها المسيحُ الإله، لـمَّا أقَمتَ لعازَرَ مِنْ بينِ الأمواتِ قَبْلَ آلامِكَ، حَقَّقْتَ القِيامَةَ العامَّة. لذلِكَ، وَنَحْنُ كالأطفالِ، نَحْمِلُ علاماتِ الغَلَبَةِ والظَّفَرِ صارِخِينَ نحوكَ يا غالِبَ الموت: أوصَنَّا في الأعالي، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ.

 

قنداق أحد الشَّعَانِين باللَّحن السَّادِس

يَا مَنْ هُوَ جَالِسٌ على العَرْشِ في السَّماء، وراكِبٌ جَحْشًا على الأرض، تَقَبَّلْ تَسابيحَ الملائِكَةِ وتماجِيدَ الأطفال، هاتِفينَ إليكَ: أَيُّها المسيحُ الإله، مبارَكٌ أنتَ الآتي، لِتُعِيدَ آدَمَ ثانِيَةً.