موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢

الصحافة الأردنيّة في مئة عام

جانب من حفل إشعار الكتاب

جانب من حفل إشعار الكتاب

الاب رفعت بدر :

 

«الصحافة الأردنيّة في مئة عام».. تختزل بثلاثمئة صفحة، وهي من خطّ الدكتور الأستاذ عصام سليمان الموسى. عندما نسمع هذا الاسم نعود إلى اسم الأب، سليمان الذي دمغ هذه العائلة بالفكر والثقافة والتأريخ، لذلك انتقلت هذه «العدوى» إلى ابنه الكريم عصام سليمان الموسى الذي ارّخ للصحافة الاردنية عبر مئة عام، ورعى وزير الدولة لشؤون الاعلام فيصل الشبول، قبل ايام، الحفل الذي اقامه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام لاطلاق الكتاب الذي نشر في مئوية الأردن، بدعم من وزارة الثقافة الأردنيّة ويحمل عنوان هذا المقال: الصحافة الاردني في مئة عام.

 

يقول الموسى في الكتاب: «على جميع الأطراف أن تعترف بأنّ حرية الصحافة المسؤولة هي الطريق الآمن للمستقبل». وهكذا شقّ الأردن درب النجاح والتميّز على مستوى العالم بأن يبقى آمنًا مستقرًا بفضل قيادته الحكيمة، وبفضل وعي شعبه، وبفضل جميع المكوّنات التي أسهمت معًا في بناء الأردن وتقويته، وجعله منارة عالميّة.

 

مئة عام من تأسيس أول صحيفة في الأردن، إلى وضعنا الحالي، كجزء من السيناريو العالميّ، نجد أنّ الانتقال لم يكن سهلاً من الصحافة الورقيّة إلى الصحافة الإلكترونيّة والسوشيال ميديا وما تحمله من آمال وتطلعات وأفراح ومسّرات، إلى أيضًا ما تحمله من وجع راس وأهات... كلّ ذلك يحتاج إلى تربيّة إعلاميّة سليمة، وذلك يحتاج أيضا الى مربين ومعلمين واساتذة ومتخصصين بالاعلام، وهنا أشكر الدكتور عصام، المرّبي الفاضل للإعلاميات والإعلاميين في الأردن بأنّه أسهم في رفد الحركة الأكاديميّة الإعلاميّة بهذا المجهود الصادق الذي يؤرخ بين يدينا بكتاب.

 

تحدثت في الندوة عن الدكتور عصام القادم من عائلة مثقفة، الا انني ايضا تحدثت عن المجهود المسيحي الصحفي في هذا الوطن. فالمسيحي ما كان أبدًا متفرجًا على قضايا بلده ووطنه ومجتمعه، وعالمه العربيّ، وعالمه الإنسانيّ. المسيحيّ مسهم إيجابيّ في رفد حركة الصحافة، وفي إعلاء شأن وطنه في كلّ المحافل. إنني لا أتكلم عن الأستاذ عصام من هذا المنظور كمواطن مسيحي فقط، بل أتكلم عمّا يحتويه كتابه في هذا الشأن، وهو أنّ المسيحيين موجودون وحاضرون في كل صفحة من الكتاب، وكانوا –وما زالوا– مساهمين منذ بدء الحركة الصحافيّة الأردنيّة إلى اليوم، عبر الصحافة الورقيّة والإلكترونيّة والسوشيال ميديا.

 

نقول مع الدكتور عصام: «هنالك أزمة حاليًا بعدم وجود أقلام صحفيّة بقوة الأقلام الكارزميّة في بعض الصحف نتيجة موت أصحابها». نترحّم هنا على كلّ إنسان رفد الحركة الصحافية والإعلامية في الأردن بحياته التي تميّزت على مواقع العمل الصحفي. وهنالك أسماء عديدة يعدّدها في نهاية الكتاب. ونقول: رحمهم الله. ودعاؤنا أن يمّن الله على أمتنا، وعلى وطننا بأقلام جديدة تخدم الوطن، وتخدم الإنسانيّة، وفيها الـ content creatorأو صنّاع المضمون النقي والصحي والضروري والمهم والمفيد...

 

نشكر الدكتور عصام الموسى، ونتمنى له الصحة والشفاء، وكل مئوية وصحافتنا وقيادتنا ووطننا بالف خير.