موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٩ مارس / آذار ٢٠٢٤

الأب رفعت بدر يؤكد الحاجة لتقديم العون لمساعدة الفقراء

لأهميّة التقرب إلى الله والقريب خلال هذا الزمن

لأهميّة التقرب إلى الله والقريب خلال هذا الزمن

تالا أيوب :

 

قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر إنه في هذه الأيام، يأتي الزمن الأربعيني، ليمتد على مدار أربعين يومًا، مبينًا أنّ الكنيسة قسمته على أنه زمن «الصادات» الثلاثة الذي يتضمن الصوم والصلاة والصدقة.

 

وركز في حديثه لـ«الرأي» على أهميّة التقرب إلى الله خلال هذا الزمن، عبر تكثيف الصلوات والمشاركة في الطقوس الدينية، مع التذكير بأن الصوم ليس مجرد حرمان للنفس بل يجب أن يكون مصحوبًا بالتفكر في حاجات الآخرين، وبالأخص الموجوعين والمرضى والمحتاجين والفقراء.

 

ولفت إلى أن الزمن الأربعيني الذي سيبدأ في الأردن في الـ20 من الشهر الحالي، يأتي في زمن الحرب والكراهيّة والدمار والقتل والتهجيّر والتجويع، مبينًا أنّ الحاجة لتقديم العون للمحتاجين والجياع، أكثر من أية سنة مضت، وبالأخص في غزة المنكوبة، حيث لنا أشقاء وشقيقات يعانون الأمّرين يوميًا، في نقص الأمور الأساسيّة. وأشار إلى رسالة البابا فرنسيس في رسالة الصوم الأربعيني لهذا العام التي تحثّ على التوقف للصلاة وقبول كلمة الله، ومساعدة الفقراء والمحتاجين مثلما فعل السامري الصالح.

 

وذكر أنه في معظم كنائس الأردن، نشاطات، وبالأخص في لجان العمل الخيري، والتي توجد في كل كنيسة تقريبًا لجنة معنية بتجميع المال والمواد الغذائيّة للعائلات الفقيرة التي يخجل بعضها عن الإعراب عن حاجتها. وقال: «لكن الكنيسة، مع المتطوعين فيها، تبصر آلام العائلات الخجولة وأوجاعها الصامتة وتقدّم لهم كل ما تجود به قلوب الناس وأياديهم في هذا الزمن المقدّس».

 

وتابع أنه «لذلك توضع صناديق خاصة في الكنائس، ومنها مكتوب عليها القيم والفضائل الكبيرة: الصدقة والمحبة والخدمة والسلام...، ومنها أيضا حصالات صغيرة للأطفال»، مشددًا على أنه جانب تربوي مهم لأن نعلم الأطفال حب العطاء.

 

وذكر أنه في أحيان كثيرة توضع شجرة أمام الهيكل، ويأتي شخص ويقطف منها ثمرة مكتوب عليها مواد غذائية يحتاجها الناس، فتجمّع الناس ما تجود به، وما يقرؤونه على الورقة المقطوفة، وبالتالي تتجمّع في الكنيسة هذه الطرود الغذائيّة التي توزّع على الفقراء والعائلات المحتاجة في هذا الزمن.

 

ودعا الأب بدر إلى الله -سبحانه وتعالى- أن تصمت آلة الحرب في هذا الزمن المقدّس، الذي يتجاور به الصائم المسلم في شهر رمضان المبارك مع أخيه الصائم المسيحي في الزمن الأربعيني المقدس، وكلاهما يعبدان الله الواحد، ويصليان معًا من أجل السلام والعدالة.

 

واختتم حديثه بدعائه أن يستتب السلام، وأن تخف الضغوطات على الشعب المنكوب في غزة، وأن تصلهم المساعدات بشكل مستمرّ، سواء أكان بإنزالات جويّة تقودها صقور القوات المسلحة وسلاح الجو الأردنيّة، أو أيضًا بالشاحنات التي تحمل إغاثات إنسانيّة، مؤكدًا على أن هذا هو جوهر العيد في هذا العام.