موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٥ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي المقدس في ختام دورته الاستثنائية السادسة عشرة

وكالات :

 

انعقد المجمع الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، برئاسة البطريرك يوحنا العاشر، في دورته الاستثنائية السادسة عشرة في البلمند في 25 نيسان 2023. وبعد الصلاة، تناول الآباء أولاً قضية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم واستنكروا الصمت الدولي المطبق تجاه القضية التي أكملت عقدًا من الزمان، ودعوا إلى فكِّ لغز لهذا الملف الذي يختصر شيئًا مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.

 

وإذ يأتي هذا الاجتماع في غمرة الفصح المبارك، وبعد الزلزال المدمّر الذي ضرب غير منطقة من أرض البطريركية الأنطاكية، رفع آباء المجمع الشكر إلى المسيح القائم الذي حلّ اقتدار الموت الذي أتى به هذا الزلزال وجعل من شهادة الشعب المؤمن في الأرض الانطاكية الأمّ خير شاهد على قوة قيامته المجيدة. ومن هنا، شارك آباء المجمع صاحبَ الغبطة الاعتزاز الذي كان عبّر عنه بالشعب الانطاكي الأرثوذكسي وبصلابته وتمسّكه بإيمانه رغم المحنة التي حلّت به، الأمر الذي اختبره والوفد المرافق خلال زيارته الافتقادية إلى المدن الانطاكية المتأثّرة بالزلزال. وسأل آباء المجمع الرب من أجل أن يقدّر الأبرشيات الانطاكية لكي تستمر بسعيها بشتّى السبل للتخفيف من هذا المُصاب الأليم، ويشكر المؤمنين في الوطن وبلدان الانتشار، وجميع الذين هبوا لمساعدة الإخوة المنكوبين على المحبة التي اظهروها.

 

ورفع آباء المجمع صلاتهم من أجل العالم الارثوذكسي أجمع سائلين الرب القائم من بين الأموات أن يحفظ كنيسته من الانقسامات. وعبّروا عن تضامنهم مع الإخوة في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الذين يعانون من ويلات الحرب ومن ظلم الاضطهاد الديني. وناشدوا قادة هذا العالم إلى أن يلتفتوا إلى ما يتعرض له أبناء هذه الكنيسة وقادتها من تمييز وتعدٍّ على حقوقهم الإنسانية ومن انتهاك لحرياتهم الدينية، التي وصلت لدرجة طردهم من أديرة اللاڤرا في كييڤ التي أعادوا بناءها من الدمار الذي طالها في السابق.

 

كما توجّه آباء المجمع بالمعايدة القلبية للطوائف الإسلامية الكريمة بحلول عيد الفطر المبارك، الذي يعود هذه السنة في أجواء تبعث الرجاء في العالم العربي لاسيما في جو التقارب الذي يبادر إليه القادة بحكمةٍ تستدعي كل تقدير وثناء لأنّها تقدّم السلام بين شعوب هذا الشرق وتعليه على كل اعتبار آخر. ورفعوا الدعاء من أجل أن يسدّد الرب خطى القادة والرؤساء إلى كل عمل صالح كي تنعم شعوب المنطقة بحياة سلامية تليق بطيبة اهلها وبشهادة التآخي التي تدعوهم السماء إليها.

 

تبلّغ المجمع رسميًا من صاحب الغبطة كتاب الاستقالة الذي تقدّم به سيادة راعي أبرشية حمص وتوابعها المطران جاورجيوس أبو زخم. كما اطلعوا من صاحب الغبطة على الإجراءات التحقيقية التي اتخذها غبطته ورأي اللجنة التي شكّلها بشأن الظروف والأحداث المحيطة بالاستقالة. وقد قبل المجمع المقدّس استقالة المطران جاورجيوس أبو زخم وأعادهُ إلى الحالة الرهبانية داعيًا له أن يمضي بقية عمره مشمولاً برحمة الرب وسلامه.

 

وفي الختام، سأل آباء المجمع المقدّس من أجل أبناء الكنيسة الأنطاكية وبناتها أينما حلّوا كي يحفظهم الرب من الاضطرابات التي تتكاثر أسبابها في العالم، مثلما يسألون أبناءهم وبناتهم في كل الأبرشيات أن يصلوا من أجلهم كي تبقى خدمتهم مرضيةً للرب وغير معابة قاطعِين باستقامة كلمة حقّه.