موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
الإعلامية الأردنيّة لينا مشربش تكتب: قصتي مع كورونا... من الإصابة إلى الشفاء - الحلقة الأولى
كتبت الإعلامية الأردنيّة لينا مشربش مقالات في صحيفة اللويبدة، بعد أن أصيبت بداء الكورونا أثناء زيارتها لابنها الدارس في لندن. وقد طلب رئيس تحرير أبونا منها أن تنشر أيضًا فوق صفحات موقع أبونا، لتعميم الفائدة، والإصغاء لهذه الخبرة الإيمانية والإنسانية.
الإعلامية لينا مشربش تكتب خبرتها الشخصية مع كورونا (الحلقة الأولى من ثلاث حلقات)

الإعلامية لينا مشربش تكتب خبرتها الشخصية مع كورونا (الحلقة الأولى من ثلاث حلقات)

لينا مشربش :

 

حالة من القلق والخوف عشتها ولم أختبرها من قبل، هل ستنتهي حياتي هنا هكذا بعيدًا عن أهلي ووطني! هل جئت إلى لندن لكي أُدفن فيها! كان هدفي لزيارة ولدي للإطمئنان عليهما والعودة، لكنني اليوم أصارع فايروسًا قاتلا أربك العالم بل شله تمامًا "كوفيد 19 " فهل سأنجو؟

 

بدأت أعراض كورونا تظهر عليّ من خلال أوجاع في المفاصل والعظام، ثم بدأت الكحة فقلت في نفسي مناعتي قوية سأكون بخير، وبعد خمسة أيام بدأت حرارتي ترتفع مصحوبة بتعرق وقشعريرة استمرت مدة أحد عشر يومًا. يا إلهي ساعدني ما هذا الامتحان الصعب! أشعر بالضعف والهزيمة. وعندما بدأت أنفاسي تتسارع والكحة تشتد إرتعب أولادي وطلبوا سيارة الإسعاف عندها قلت في أعماقي إذا كانت هذه إرادتك يا الله فأنا مستعدة.

 

لم أكن معزولة عن أخبار العالم وإن كنت معزولة بالجسد، لكنني كنت أتابع لحظة بلحظة من على سريري إنتشار الفيروس وعدد الاصابات اليومية والموتى في كل بلد وأتألم مع كل مشهد حزين. الإنسانية تعيش فترة مظلمة، حائرة، عاجزة. وأنا أرقد متألمة أشعر بكل هذا الوجع فأنا جزء منه وفي قلب المعاناة، صارت أوجاعي جسرًا يربطني مع الإنسانية في عالمنا الواسع. يبدو أننا في الألم نصبح ندرك أفضل ونفهم قيمة الحياة وأولياتها.

 

يا إلهي كم نحن ضعفاء، فايروس صغير شلّ العالم، أنظمة صحية متطورة إنهارت، إقتصاد العالم في خطر. الناس في عزلة عن بعضهم البعض وحركتهم ممنوعة ما هذا الكابوس ومتى ينتهي؟

 

لم ينقطع تواصلي اليومي مع الأردن كما العالم وكنت أتابع وأتلقى الإتصالات والرسائل الالكترونية من الأهل والأصدقاء تشددت بهم وتقويت بصلواتهم، وصممت أن أنتصر.

 

أدركت فعلاً أن العالم من دون الله عاجز لا يستطيع شيئًا، هل يؤدب الله العالم على شروره؟ جوهر الله المحبة ونبع الخير والصلاح. الله يشرق شمسه على الأشرار والأخيار.

 

نحن في تجربة صعبة وستمرّ، لكن لنجعل الألم وسيلة تضامن مع أسرتنا البشرية لكي نرى خلف هذا الألم وجه الله المحب.

 

(يتبع...)