موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٩ مايو / أيار ٢٠٢١
29 أيار: البابا بولس السادس.. بابا التجديد والحوار والرحالة والمجمع

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد جوفاني باتيستا مونتيني في 26 أيلول عام 1897، في بلدة كونسيسيو شمال بريشيا بإيطاليا، لعائلة من الطبقة المتوسطة. وبعد الدراسات اللاهوتية والفلسفة حاز على درجة الدكتوراة في القانون الكنسي. وسيم كاهنًا في 29 أيار 1920. أصبح مساعدًا للبابا بيوس الثاني عشر لفترة، قبل أن يصبح حبرًا أعظمًا في 21 حزيران عام 1963، حتى 6 آب 1978، خلال حقبة ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني.

 

هو بابا الكنسية الكاثوليكية؛ دعي باسم "بابا التجديد" و"بابا الحوار" و"بابا المصالحة" و"البابا الرحالة" و"بابا المجمع".

 

"بابا التجديد": فتعود إلى التجديدات الإدارية والطقسيّة العديدة التي أدخلها مبتدئًا بالقداس الإلهي حسب الطقس اللاتيني والذي لم يكن قد عدّل منذ مجمع ترانت المسكوني عام 1563، مرورًا بغيرها من القضايا الطقسية البارزة التي أقرها المجمع الفاتيكاني الثاني وعلى رأسها لغة الطقوس الدينية، إلى جانب التجديدات الإدارية التي شملت الكوريا الرومانية ومجمع الكرادلة، إلى جانب الرهبانيات وإشراك العلمانيين في إدارة الكنيسة بشكل أكبر. فضلاً عن تخفيف مظاهر العظمة والبذخ المرافقة لشخص البابا، واستحداث إدارات ولجان ومجامع جديدة في الفاتيكان ومأسستها.

 

و"بابا الحوار" و"بابا المصالحة"؛ لأنه أبدى انفتاحًا كبيرًا على غير الكاثوليك، سيمّا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والتي توجت برفع الحرم المتبادل منذ العام 1054م بين الكنيستين من مكان إعلانه في آيا صوفيا، وكذلك الحال مع الأنغليكان.

 

وأما "البابا الرحالة؛ لأنه أول بابا يغادر الفاتيكان في رحل خارجيّة حول العالم منذ أن اعتكف البابا بيوس التاسع عام 1870، كما أنه أكثر بابا قام برحلات حتى زمنه، شملت مناسبات هامة كإلقاء أول خطاب لبابا الكنيسة الكاثوليكية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما زار "الأراضي المقدسة" بين 4-6 كانون الثاني 1964، فتوّجه البابا إلى عمّان حيث التقى الملك حسين، ومنها انتقل برًا إلى القدس وزار كافة الأماكن المسيحية، فضلاً عن لقائه أثيناغوراس، بطريرك القسطنطينية المسكوني.

 

كما يعرف بأنه "بابا المجمع"، نسبة إلى المجمع الفاتيكاني الثاني الذي أكمل دوراته الثانية والثالثة والرابعة، وختم أعماله وأصدرها بدساتير ووثائق، في 8 كانون الأول 1965، وأشرف على تطبيق مقرراته.

 

رقد في الرب في 6 آب عام 1978 (عيد التجلي). أعلن تطويبه في 9 تشرين الأول عام 2014، وقديسًا في 14 تشرين الأول 2018 من قبل البابا فرنسيس، خلال قداس إلهي ترأسه في ساحة القديس بطرس. وقد وصف البابا فرنسيس البابا سلفه بولسَ السادس بالبابا العظيم والمسيحي الشجاع والرسول الذي لم يعرف الكلل. وقال: "لا نستطيع اليوم أمام الله إلا أن نقول كلمة بسيطة وصادقة: شكرًا أيها البابا العزيز والحبيب بولس السادس! شكرا لشهادتك المتواضعة والنبوية في محبة المسيح وكنيسته".