موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأحد، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
الأب نجيب بعقليني: حقوق الإنسان إنكار مُتعمّد

الأب نجيب بعقليني :

 

في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10 كانون الأول) تحت شعار "الكرامة والحريّة والعدالة للجميع"، والذكرى السنوية الثلاثين لإنشاء مفوضية الأُمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، تساءل الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس جمعيّة عدل ورحمة: أين نحن اليوم من القِيم التي أطلقتها شرعة حقوق الإنسان؟ هل اختفى أثرها إزاء بؤر العنف غير المسبوق في مناطق عدة من العالم؟

 

أوضح الأب نجيب بعقليني أن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو وثيقة بارزة وإنجاز مهمّ، لأنها حقوق عالمية غير قابلة للتجزئة أو للتصرف، وتعترف بالمساواة في الكرامة وبقيمة كلّ إنسان". تابع: "منذ خمس وعشرين سنة تُناضل جمعيتنا من أجل تطبيق شُرعة حقوق الإنسان. وفي هذا اليوم بالذات نختتم الاحتفال باليوبيل الفضي لجمعيتنا تحت شعار "لم ولن نكلّ..."" لافتًا إلى أنه "من خلال خبرتنا العملانية والعلميّة والحقوقية والإنسانيّة لاحظنا تجاهلًا لحقوق الإنسان، أو بالأحرى إنكارًا متعمدًا وتغاضيًا لا سيما في البلدان النامية ومنها وطننا لبنان وبلدان المنطقة".

 

أضاف: "نعم تطال انتهاكات فاضحة ومُخزية حقوق الإنسان الأساسية والسياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية، في ظلّ ما يحصل من كوارث إنسانية وإبادة للشعوب، وممارسة أبشع أنواع القتل والتعذيب والحرمان لا سيما في البلاد التي تسيطر عليها الحروب". أكد أن "عالمنا يقف متفرجًا على كل هذه الانتهاكات وهو غارق في الدموع والإنكار، تاركًا القيم والمبادئ في مهبّ الريح وفي دوامة الزوال. عالمنا ترك منطق القوة يتفوق على منطق العقل". تساءل: "هل يتطوّر "عالمنا" نحو الأسوأ؟ هل تعبت البشرية من إنسانيّتها؟ ألسنا بحاجة إلى الأمل والرجاء كي نبقى متّحدين ومستعدين للتغيير والصمود بهدف توفير حياة كريمة لأجيال الغد؟ مستقبل البشريّة وحقوق الإنسان بيد الإنسان نفسه".

 

وطالب الأب بعقليني "أصحاب القرار وكلّ أفراد المجتمع بالمحافظة على الحياة البشرية من خلال تطبيق شرعة حقوق الإنسان، لتبقى الحياة مصانة، ومعاشة بكرامة وحريّة وسلام". كما دعا إلى "العمل بأمل ورجاء بعيدًا عن الإحباط واليأس من الواقع المعاش في هذا الزمن الصعب، الذي يُنذر بتراكُم الأخطار وتكرارها على الإنسانيّة جمعاء، لا سيما الحرب الدائرة في منطقتنا". وحثّ الأفراد على التمسّك بالعزيمة والقوة والإصرار على النهوض بالمجتمع وإبعاد شبح الحرب والقتل والدمار. وقال "نعم علينا النضال المستمر من أجل تحقيق الأهداف النبيلة والسامية التي ترتقي بإنسانيّة الإنسان".

 

أخيرًا أشار الأب بعقليني إلى أن جنيف ستستضيف في 11 و12 كانون الأول اجتماع القادة من أنحاء العالم للبحث في قضايا الإنسان الملحّة ومستقبل حقوق الإنسان وهي: السلم والأمن، التكنولوجيات الرقمية، المناخ والبيئة، التنية والاقتصاد.