موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٤
ارتفاع الإنفاق العسكري العالمي للعام التاسع على التوالي

فاتيكان نيوز :

 

أظهر التقرير السنوي للمعهد الدولي للبحوث حول السلام أن الإنفاق على التسلح شهد ارتفاعًا ملحوظًا للعام التاسع على التوالي، حيث وصلت النفقات إلى ذروة غير مسبوقة بلغت 2443 مليار دولار، حيث أنفق حلف الناتو لوحده نسبة 55% من المبلغ الإجمالي.

 

وأشار التقرير إلى أنه منذ العام 2009 زادت الاستثمارات العسكرية في جميع المناطق الجغرافية في العالم، حيث يتصدر اللائحة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. وتوقف التقرير عند الحرب الدائرة في أوكرانيا التي أدت إلى تخصيص حصص متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري.

 

فيما يتعلق بالشرق الأوسط فقد شهدت المنطقة ارتفاعًا في حجم النفقات العسكرية خلال عقد من الزمن، وصل إلى نسبة 9%، لتتصدر المملكة العربية السعودية القائمة على المستوى الإقليمي، وتليها إسرائيل التي رفعت إنفاقها العسكري خلال الأشهر الماضية بنسبة 24% بسبب الحرب الدائرة في غزة. واعتبر التقرير أن هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط خلال عام 2023 تعكس الوضع المتغير بسرعة في المنطقة، من تحسن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة إلى اندلاع حرب كبرى في غزة والخوف من نشوب صراع إقليمي.

 

في حديثه لموقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني، لفت السيد ماوريسيو سيمونشيلي، نائب مدير المعهد الدولي لبحوث أرشيف نزع السلاح، إلى أن الإنفاق العسكري زاد بشكل كبير نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 ومع تجدد الأزمة في الشرق الأوسط. واعتبر أن حلف الناتو فقد دوره كهيئة تحكم في منطقة شمال الأطلسي، مشيرًا إلى أن المعطيات تدل إلى أن دولاً مثل الصين والهند واليابان وتايوان تعمل على زيادة تسلحها، بينما تظل الصين ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة.

 

بالنسبة للأوضاع الراهنة في القارة الأوروبية قال إنه خلال العام 2023 زادت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد نفقاتها العسكرية، وقال إن الصراع المسلح الدائر في أوكرانيا يؤدي إلى تفاقم العلاقات الدولية، لافتًا إلى أنه لا يوجد –أقله لغاية اليوم– مجال للحوار بين روسيا والدول الغربية، وأضاف أن الطرفين يفكران فقط في زيادة الميزانية العسكرية. وقال إن هذا الأمر يؤدي إلى إعادة إحياء الحرب الباردة التي تتكرر في الألفية الجديدة.

 

واعتبر أنه إزاء المشهد الدولي الراهن اليوم ولكي نعود إلى الحديث عن نزع السلاح، لا بد أن نعمل من أجل خفض التصعيد في الصراعات الحالية. وقال إن "التفكير في حل المشاكل الدولية عن طريق القوة هو وهم محض"، وهذا ما يعلمنا إياه التاريخ، إذ يتبين لنا أنه في كل مرة حاول فيها الإنسان حل المشاكل بالعنف تُخلق الظروف لاندلاع حروب جديدة ولتأجج أحقاد استمرت لعقود.

 

في ختام حديثه، أكد سيمونشيلي أنّ المحاولة التي يجب القيام بها ينبغي أن تهدف إلى خفض التصعيد والتخلي عن الرغبة في حل المشاكل بالأسلحة، بما في ذلك التلويح باللجوء إلى السلاح النووي، كما هددت روسيا، ولا بد أن تُطلق مفاوضات تقود إلى السلام المنشود.