موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٧ مايو / أيار ٢٠١٥
المطران سليم الصائغ: الحياة المكرسة هي من أعمال الروح القدس

تقرير: منير بيوك ، تصوير: نعمان القزعة :

 

قال المطران سليم الصائغ، النائب البطريركي السابق للاتين في الأردن، أن الكنيسة الكاثوليكية تعيش خلال هذه الأيام "سنة الحياة المكرسة، وهي السنة التي نتقرب بها من الله لزيادة عدد المكرسين الذين يقدمون الخدمات الرعوية لمجتمعات عطشى إلى نعمة الله ورحمته".

 

وأضاف، في محاضرة ألقاها يوم الثلاثاء في كنيسة الفادي الإنجيلية الأسقفية العربية، في العاصمة الأردنية عمّان، تحت عنوان "سنة الحياة المكرسة"، أن المشكلة الكبرى التي تواجه المجتمعات هي مشكلة الإيمان التي يبدأ علاجها من خلال الأسرة.

 

واستعرض المطران الصائغ واقع المجتمعات الحالية التي تميل إلى طلب الرفاهية والإباحية، مشيراً إلى أنه يجب تحذير المسيحيين من الانغماس في الانحراف، ومستذكراً ما ورد في الكتاب المقدس من أن الشهوات وحب المال هو أصل كل الشرور. ودعا المسيحيين إلى ضبط النفس، مؤكداً أنه على المؤمن أن يكون سيد نفسه وأن لا يكون عاجزا عن الالتزام بوصايا الله.

 

ومشيراً إلى أن العالم يزداد وثنية في حين يتقلص عدد الكهنة والمسيحيين يوماً بعد يوم، قال المطران الصائغ إن هذا الوضع يؤلمنا ولكن لا يخيفنا، مقتبساً ما ورد في الكتاب المقدس "لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سُرّ أن يعطيكم الملكوت (رومية 10: 9) وقول السيد المسيح لتلاميذه: "أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملّح؟ (مت5: 13)".

 

وأكد المطران الصائغ أن سنة الحياة المكرسة تطلب من الله البركة والرحمة حتى يكون المكرسين شهوداً للمسيح ويعملون في خدمة الكنيسة. كما دعا إلى الصلاة من أجل المكرسين حماية لهم من المخاطر التي تحدق بهم، في حين وجّه إلى المكرسين دعوة لعدم الانغماس بالأمور الحياتية بل بالاستمرار بتثقيف أنفسهم بأن ينهلوا من كلمة الله باستمرار. واستعرض أهمية الصلاة من أجل المكرسين والكهنة الجدد، داعياً إلى وحدة العائلات المسيحية وتماسكها لتردع الشباب عن الضياع الذي تعيش به المجتمعات في الوقت الحالي.

 

وقال إن الحياة المكرسة هي من أعمال الروح القدس، فالحياة المكرسة هي البداية لحياة جديدة، ودعوة من الله، وسر من أسرار محبة الله واعتنائه بالكنيسة. وللمكرس رصيد إنساني من الصدق، والإخلاص والعدل والمحبة إضافة إلى الرصيد الروحي الإيماني. وأضاف أن المكرس يتنازل عن حقوقه الطبيعية ليرتبط بالرب يسوع وبذلك يكون أباً وأماً لمئات المؤمنين من أبناء الرعية ويتعامل معهم بروح الأبوة لخدمتهم الروحية.

 

ودعا النائب البطريركي السابق للاتين في الأردن المسيحيين للتحلي بروح الفقر، مشيراً إلى أن ذلك يعني أن تكون سيداً على المال لا عبداً له وتستغل الفائض من المال لعمل الخير، حيث أن السعادة تكمن بمساعدة الغير. وأضاف أنه في حين أن الفقر ليس شر، إلا أن المكرسين اختاروا الفقر للشهادة للمسيح كما أن اللباس الكهنوتي هو شهادة له أيضاً.

 

واختتم المطران سليم الصائغ محاضرته مؤكداً أن الفقراء يلجأون للكهنة الذين ينذرون الفقر، فالكاهن هو مسيح آخر وأن السعادة التامة لا تكون إلا باتباع الرب يسوع.