موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠٢١
ماذا يقول الأب عكشة في الذكرى الثامنة لاختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي؟
أمين سرّ لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين، في المجلس البابويّ للحوار بين الأديان في حاضرة الفاتيكان

أمين سرّ لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين، في المجلس البابويّ للحوار بين الأديان في حاضرة الفاتيكان

المونسنيور خالد عكشة :

 

من أفضل الصدقات في الاسلام "الصدقة الجارية"، "والتي تعود بالخير على صاحبها حتى بعد موته".

 

وقياسًا على هذا، فهناك جرائمٌ نستطيع أن نصفها ب"الجارية"، لأنها تسبّب معاناة مستمرّة لأكثر من َطرف. ولا بُدّ أنّه من "الجرائم الجارية" خطفُ الأبرياء، بصرف النظر عن المخطوفين وعن هُوية مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة وأهدافهم ووسائلهم. ومن ضمن ويلات الحرب الأهلية في لبنان، كما هو معلوم، مصيرُ المخطوفين، الذي يُقلق ذويهم ليلَ نهار، فهم لا يعلمون هل هم أمواتٌ ليكلوهم الى رحمة الله، أم أحياءٌ ليعملوا المستطاع للعمل على تحريرهم. لذلك نستطيع القول: إنّ جريمة الخطف مركّبةُ بالإضافة الى كونها جارية.

 

وهناك ظروف تزيد الجريمةَ شناعةً، ومرتكبيها مسؤولية، كما هو الحال بالنسبة للأسقفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي المخطوفين منذ ثماني سنوات. فلرجال الدين، وعلى الخصوص عندما يكونون في موقع المسؤولية، كرامةٌ خاصٌة وحرمة، بصرف النَظَر عن الديانة أو الطائفة التي ينتمون اليها. وإذا أضفنا الى ما سبق أن الأسقفين كانا يقومان بمهمة انسانية في إطار الحرب في سوريا، ظهرت لنا جريمة اختطافهما في كل فداحتها ومأساويتها.

 

لسنا هنا، أيها الاخوة والأخوات، لشتم الخاطفين ولا للندب أو البكاء على الأسقفين وعلى غيرهم من المخطوفين من كافة الأديان والطوائف، ولا حتى لمجرّد استنكار هذه الجريمة.

 

هدفنا، بل أهدافنا، أرفعُ وأبعدُ من تلك المذكورة بكثير، وهي من وجهة نظري:

 

- أن نُحيي ذكرى الأسقفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي؛

 

- أن نصلّي من أجل إطلاق سراحهما إن كانا على قيد الحياة، كما نأمل، وأن نرسل اليهما في هذه الحالة، ومن خلال خاطفيهم، رسالة تضامن وتقدير وعرفان ومودّة؛

 

- أن نخاطب ضمائر الخاطفين وحسّهم الإنساني كي يحرّروا الأسقفين أو يكشفوا عن مصيرهما إن تم قتلهم؛

 

- أن ندعو كلّ السلطات المعنيّة في كلّ البلدان ذات العلاقة إلى تكثيف الجهود للكشف عن مصير الأسقفين حنا واليازجي؛

 

- أن نقول "لا" للخطف بصرف النظر عن هوية المخطوف أو المخطوفة على صعيد العرق أو الدين أو الطائفة أو الانتماء السياسي.

 

وفي الختام، نسأل الله مُحبّ البشر أن يعزّز فينا الرجاء لعالم تنتفي منه كلّ الجرائم، وتسوده المحبّة والرحمة والاحترام المتبادل والتعاون على البرّ والاحسان.