موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الثلاثاء، ٢٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٢
حديث "الحلال والحرام" يعود للواجهة.. جدل بعد تهنئة الطيب بالميلاد ومسؤول بالأزهر يعلق
صورة لشجرة عيد الميلاد في دبي بالإمارات في 19 كانون الأول 2022

صورة لشجرة عيد الميلاد في دبي بالإمارات في 19 كانون الأول 2022

وائل الغول – الحرة :

 

أعادت تهنئة شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، لقيادات كنسية والمسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد، الحديث مجددًا عن "الحلال والحرام" في تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وسط تمسك بعض الدعاة بتحريم ذلك، فيما يوضح المشرف العام على الفتوى بالأزهر لـ"الحرة" حقيقة الأمر.

 

وهنأ الطيب القيادات الكنسية والمسيحين بأعياد الميلاد، وقال عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، "أهنئ إخوتي وأصدقائي الأعزاء البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد". وتابع إمام الأزهر، المؤسسة السنية الأكبر في العالم، قائلا "أدعو الله أن يعلو صوت الأخوة والسلام، ويسود الأمان والاستقرار في كل مكان".

 

 

رئيس هيئة علماء المسلمين

 

وقبل ذلك، كشف رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ محمد العيسى، عن عدم وجود نص شرعي يمنع تهنئة غير المسلمين بعيد الميلاد،  أو غيره من الأعياد الأخرى. وتحدث عن صدور فتاوى من علماء كبار في العالم الإسلامي عن "جواز " تبادل التهاني مع غير المسلمين، مؤكدًا أنه "لا يجوز الاعتراض على أي مسألة تتعلق باجتهاد شرعي". وأوضح العيسى أن "الاعتراض فقط يكون في المسائل المجمع عليها إجماعًا قطعيًا، وليس ظنيًا"، مؤكدًا أن تهنئة غير المسلمين "مصلحة ظاهرة"، تخدم سمعة الإسلام.

 

والأحد، نشرت صحيفة "المجلس" الكويتية، تصريحات للداعية الكويتي، عثمان الخميس، يقول فيها "لا يجوز تهنئة غير المسلمين على عيد ديني". وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تتحدث عن "الحلال والحرام" فيما يتعلق بتهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وانقسمت الآراء بين مؤيد لذلك وبين معارض "يحرم" الأمر. وشن المعارضون لتهنئة "غير المسلمين" بأعيادهم، هجومًا على شيخ الأزهر، ووصل الأمر لتأكيدهم أن الطيب قد أخطأ شرعًا بتلك التهنئة.

 

 

ما رأي الأزهر؟

 

المشرف العام على الفتوى بالأزهر ووكيله السابق، عباس شومان، يؤكد "عدم وجود نص ثابت من القرآن والسنة" يحرم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.

 

وفي تصريحات لموقع "الحرة"، يشير شومان إن حالة الجدل حول تهنئة غير المسلمين بأعيادهم "قديمة جديدة متكررة" منذ عقود طويلة ولم تحسم رغم "سهولة وبساطة الأمر". ويقول شومان "الأمر بسيط المعتقد بالتهنئة يهنئ وغير المعتقد بها يترك الأمر ولا يعنيه"، وتابع: "ليس من حق أي شخص أن يدعي أنه أعلم من شيخ الأزهر حتى يعلم ما يجوز وما لا يجوز".

 

وعن "جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم"، يقول شومان "نحن في الأزهر نرى أنها مسألة واضحة لا تحتاج إلى نقاش لأن الإسلام أعطى حقوق كثيرة لغير المسلمين المقيمين في دول المسلمين وهم جزء لا يتجزأ من الدولة". وحسب حديثه فإن الأزهر يتبنى "المواطنة" ويرفض مصطلح "الأقليات" والذي لا وجود له في الشرع الإسلامي، ويقول إن "النبي محمد كان يجمع بين الفريق والفريق ويصفهم بالأمة".

 

ولا يوجد ما يحرم "تهنئة غير المسلمين بأعيادهم" سوى بعض النصوص التي يتم "تفسيرها بشكل خاطئ" وهي بعيدة عن ذلك تماما، وفقا لعباس شومان. ويستشهد عباس شومان في حديثه بعدد من الآيات القرآنية، مؤكدًا أن القرآن أمر بـ"البر لغير المسلمين"، متسائلا في استنكار "هل البر يتحقق مع تحريم تهنئتهم والتنغيص عليهم في أيام فرحتهم؟!".

 

 

لماذا الهجوم الآن؟

 

وفقًا لرأي شومان فإن الهجوم لا يستهدف "شيخ الأزهر"، ويقول إنها "حالة من العشوائية الموجودة حاليًا في المجال الديني والذي يتطفل عليه أشخاص غير مؤهلين على الإطلاق للتعامل مع القضايا الدينية ومع ذلك ينصبون أنفسهم علماء ويشرعون للناس ويعقبون". ويتحدث شومان عن منهج يطلق عليه "خالف تعرف" يلجأ إليه البعض للحديث عن شيخ الأزهر لـ"حتى ينال الشهرة" واصفًا ذلك بـ"أسلوب رخيص".