موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٦ مايو / أيار ٢٠٢٠
المطران بولس ماركوتسو يقدّم استقالته بسبب السن القانونيّة.. ويشكر الجميع
المطران بولس ماركوتسو يترأس قداس العذراء أم الكنيسة في مزار سيدة لورد - ناعور

المطران بولس ماركوتسو يترأس قداس العذراء أم الكنيسة في مزار سيدة لورد - ناعور

أبونا :

 

وجّه المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين (سابقًا في الناصرة)، رسالة إلى البطريركية اللاتينية؛ أساقفةً وكهنةً ورهبانًا وراهبات ومؤمنين، أبلغهم فيها بأنه، وبحسب السن القانونية في الكنيسة اللاتينية، قد قدّم استقالته بين يدي قداسة البابا فرنسيس، وشكر البطريركية اللاتينية على كلّ التعاون والعمل المشترك.

 

وفيما يلي النص الكامل لرسالة الشكر كما وصلت لموقع أبونا، والمؤرخة في 25 نيسان الفائت:

 

إلى أحبّائي الإخوة

الأساقفة والكهنة،

والرهبان والراهبات، 

وسائر أبناء الكنيسة والأصدقاء الكرام،

تحيّة فصحية طيّبة وبعد.

 

بالأمس، 24 نيسان 2020، أتممت خمسًا وسبعين عامًا من عمري، والحمد لله. إن بلوغ هذا سنّ بالنسبة للأسقف، كما تعلمون، هو حدث خاصّ إلى حد ما. وفي الواقع وبحسب قانون الكنيسة، يُطلب من الأسقف، في ذلك السنّ، تقديم الاستقالة من منصبه إلى قداسة البابا. وهذا بالضبط ما فعلته، من خلال رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس، عن طريق سيادة القاصد الرسولي في القدس. وأنا أنتظر الآن ردّ الكرسي الرسولي، الذي قد يصل قريبًا أو في غضون بضعة أشهر أو أكثر. ومع ذلك فإن القاصد الرسولي طلب مني أن أستمرّ في أداء واجباتي الراعوية المعتادة في الوقت الحاضر. وهذا الموقف ثبّته أيضًا سيادة المدبّر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس. متى قبل قداسة البابا الاستقالة، يمكنني أن أصبح، إذا جاز القول، أسقفًا متقاعدًا.

 

متقاعد؟ بمعنى أنه، عندما يقبل البابا الاستقالة، لن أتحمل بعد ذلك أي مسؤولية رسمية. ولكن سيكون لدي دائمًا عمل جيد وجميل أقوم به في الأرض المقدسة. سأضع نفسي تحت تصرّف البطريركية اللاتينية بالكامل كي أقوم بعمل مفيد وبما تسمح لي الصحة القيام به. وبصراحة أخوية، لدي من البرامج والأمور المثيرة للاهتمام ما يكفي للقيام به لخير إخوتنا في كنيستنا المحلّية.

 

احتفلت في عام 2018 باليوبيل الفضّي للسيامة الأسقفية، وفي العام المنصرم 2019، باليوبيل الذهبي للسيامة الكهنوتية. وهذا العام، بعيد ميلادي الـ75 مع الاستقالة القانونية المرتبطة به. إنها سلسلة من المناسبات تدعوني جميعها إلى تقديم الشكر للرب وإلى التعبير عن امتناني العميق لكم جميعًا أيضًا. أشكركم بصدق على مشاركتكم الروحية والاجتماعية في هذه المناسبات اليوبيلية بشكل عام، وفي عيد الميلاد الـ75 الأخير بشكل خاص، من خلال الرسائل والبطاقات، والمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والواتساب (وأرى أن هذه الشبكة الاجتماعية قد أضحت الأكثر استعمالاً في أيامنا لهذه المناسبات!).

 

أتقدّم بالشكر، بشكل خاصّ، للرعايا والجمعيات الرهبانية والمؤسّسات الرعوية التي دعتني بمناسبة اليوبيل أو بمناسبة عيد ميلادي (بغضّ النظر عن أزمة كورونا!)، للاحتفال بتقديم الشكر للرب ولكم ولأبناء الكنيسة، من خلال عمل ليتورجي أو اجتماعي. وهذا ما يشجّعني على أن أكرّر القول مع المزمور 115: "ماذا أردّ إلى الربّ عن كلّ ما أحسن به إلي؟ أرفع كأس الخلاص... وباسم الرب أدعو، أمام كل شعبه، في ديار بيت الرب، في وسطك، يا أورشليم".

 

إن علامات الأْخوّة والصداقة هذه ليست مدعاة للسرور فحسب، ولكنها تحقّق أيضًا نموًّا في العلاقة الإنسانية والشركة الكنسية. من ناحيتي، أعد بأن أذكر باستمرار كل واحد منكم أمام الرب، وفقًا لما يكتبه القديس بولس: "نشكر الله دائما في أمركم جميعا ونذكركم في صلواتنا، ولا ننفكّ نذكر ما أنتم عليه... من نشاط الإيمان وجهد المحبة وثبات الرجاء. فمن هو رجاؤنا وفرحنا واكليل فخرنا عند ربنا يسوع؟ أما هو أنتم؟ بلى، أنتم مجدنا وفخرنا" (1 تسالونيقي 1، 2-3، 19-20).

 

أنتهز هذه الفرصة لأجدّد لكم تهاني القلبية بزمن فصح سعيد ومبارك، وبأعمق مشاعر الامتنان، أعبّر لكم عن أحرّ تمنّياتي بالصحة الجيدة وبالمثابرة في العمل الرعوي (في هذا الزمن الصعب!) وبكلّ خير في الرب القائم وفي مريم الكلية القداسة. مع البركة والدعاء، وبكلّ محبّة، أخوكم.

 

† المطران جاتشينتو- بولس ماركوتسو

أسقف عمواس الفخري

النائب البطريركي اللاتيني في القدس وفلسطين