موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
الكنائس الكاثوليكية في مصر معالم ومعاني: كاتدرائية سان مارك بحي شبرا
كاتدرائية سان مارك (القديس مرقس) في حي شبرا، شمال العاصمة المصرية القاهرة

كاتدرائية سان مارك (القديس مرقس) في حي شبرا، شمال العاصمة المصرية القاهرة

دراسة وتحقيق ناجح سمعان :

 

تقع كنيسة سان مارك في حي شبرا ذي الأغلبية المسيحية بمدينة القاهرة. وتعد الكنيسة بمثابة المركز الرئيسي للنشاط الرعوي والإداري لجمعية الآباء المرسلين الأفارقة حيث يقوم الآباء الأفارقة بتقديم الخدمة الروحية لأبناء الرعيّة، فضلا عن معايشة المرسلين الأفارقة روحانيتهم الخاصة في خدمة العمل الرسولي في أفريقيا السمراء.

 

لمحة تاريخية

 

يرجع تاريخ كاتدرائية القديس مرقس مباشرة إلى تاريخ وجود المرسلين الأفارقة بمصر (جمعية الإرساليات الإفريقية). حيث يبدأ تاريخ جمعية الإرساليات الإفريقية في مصر في تشرين ثاني نوفمبر 1877، مع وصول الأب أوغسطين ديوريه (في وقت لاحق عُيِنَ كنائب رسولي في مصر الجديد) والأب جالن. وكان هذا بناء على طلب من مجمع إنتشار الإيمان في الفاتيكان للأب أوغسطين بلانك، الرئيس العام لجمعية المرسلين الأفارقة في ذلك الوقت، بعمل إرسالية لمصر، ومع وصول الآباء الأفارقة إلى مصر، وبالتعاون مع راهبات سيدة الرسل، بدأوا العمل متعاونين سويًا في خدمة الكنيسة المحلية في مختلف المجالات: القداسات، التعليم المسيحي، الصحة، التعليم ومشاريع للتنمية البشرية. وأسسوا العديد من الرعايا والمدارس في دلتا النيل وحول القاهرة.

التعريف بالكنيسة

 

كبرى الكنائس التي تم تأسيسها في مصر، بل وأفخمها معماريًا، هي كاتدرائية القديس مرقس بشبرا في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تحمل الكنيسة اسم القديس مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية، شفيعًا لها. وقد بدأت الكنيسة أنشطتها في أحد الشعانين في 8 نيسان أبريل 1894. وتم افتتاح الكنيسة رسميًا للصلاة في عام 1910.

 

التصميم المعماري

 

يتجلى التصميم البازيليكي المعماري في أروع صوره داخل كنيسة سان مارك بشبرا، حيث الكنيسة على شكل صليب، ويقع المذبح الرئيسي في القلب منه، كما يتسم المبنى بالارتفاع الشاهق والأعمدة ذات التيجان فضلاً عن المذابح الجانبية.

المذبح الرئيسي

 

يقع المذبح الرئيسي في مقدمة الكنيسة، وهو مائدة من الرخام الأبيض تقام عليه القداسات الإلهية، ويحاط المذبح بأربعة أعمدة زيتية اللون ذات رأس مذهب، وترتبط الأعمدة بالأقواس نصف الدائرية لتصنع قبة المذبح التي يعلوها الصليب البيزنطي، وفي زوايا الأعمدة الاربعة للقبة توجد صور الملائكة حراس الذبيحة الإلهية.

 

تمثال القديس مرقس

 

في خلف المذبح الرئيسي للكاتدرائية، يقف القديس مرقس، كاروز الديار المصرية وشفيع البيعة، رافعًا يده اليمنى بالبركة، فيما تحمل اليد اليسرى الإنجيل الطاهر كلمة الله.

الإنجيليون الأربعة

 

أعلى القبة المحيطة بالمذبح الرئيسي يوجد أربع لوحات زيتية للإنجيليين الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وبيد كل منهم الإنجيل الذي يحمل اسمه لإعلان البشرى السارة للعالم أجمع.

 

بيت القربان

 

في خلفية المذبح الرئيسي للكاتدرائية يوجد بيت القربان، وهو مذبح من الرخام يعلوه صليب حديدي، وتضاء الشموع حول بيت القربان حيث يسوع المسيح حاضرًا في شكلي الخبز والخمر.

المذابح الجانبية

 

يوجد بالكنيسة ستة مذابح جانبية يحمل كل منها اسم قديس. أولها مذبح القديس يوسف البتول وهو يقع خلف المذبح الرئيسي للكنيسة ويحتضن داخله بيت القربان. عن يمين المذبح الرئيسي للكنيسة يوجد مذبح قلب يسوع الأقدس، ثم مذبح القديسة تريزا الطفل يسوع، ومذبح القديس أنطونيوس البدواني، ومذبح العذراء سيدة فاتيما، وأخيرًا مذبح الرحمة الإلهية حيث يحمل كل مذبح تمثال أو صورة لشفيع المذبح، كما يوجد أعلى كل مذبح بيت قربان صغير.

 

التماثيل

 

يزين صحن الكنيسة باقة من التماثيل للرب يسوع ومريم العذراء إلى جانب عدد من القديسين حراس البيعة. ومن هذه التماثيل تمثال يسوع المصلوب، ومريم العذراء المنتقلة إلى السماء، والقديسة ريتا، والقديس يوحنا دي لا سال، والشهيد مار جرجس الروماني، والقديسة جان درك، والملاك الحارس رافائيل.

الأيقونات

 

إلى جانب التماثيل هناك الأيقونات الموزعة بعناية داخل أرجاء الكنيسة لعدد من القديسين بمختلف العصور قديمها وحديثها. من هذه الأيقونات أيقونة القديس فرنسيس الأسيزي، والقديسة تريزا الأفيلية، والقديسة كاترين، والقديس انطونيوس كوكب البرية، والأنبا بولا أول السواح، ومار شربل، والقديسة بربارة، والأم تريزا، والأب بيو، والقديسة ماريا ميكالوب أول قديسة استرالية، والقديسة جوزفين بخيتة، والقديس البابا يوحنا بولس الثاني.

 

النوافذ

 

يوجد في وسط صحن الكنيسة على الجانبين في الجزء العلوي من الحائط نافذتين كبيرتين مملوءة كل منها بالزجاج المعشق بالألوان حيث تروي كل واحدة درسًا روحيًا ذا مغزى، فضلاً عن أنها تعكس داخل الكنيسة ضوءًا طبيعيًا متباين الألوان.

مراحل درب الصليب

 

توزع مراحل درب الصليب الأربعة عشر داخل صحن الكنيسة، وهي صور مجسمة ذات إطار خشبي تروي مسيرة حمل يسوع للصليب منذ القبض عليه وحتى الوصول إلى الجلجثة. وتعد رياضة درب الصليب من الرياضات الروحية الغنية بالتأملات الروحية، لاسيما وأنها تصلى خلال زمن الصوم الأربعيني المقدس.

 

القديسان بطرس وبولس

 

عند مدخل الكنيسة توجد لوحتين فنيتين من الفن القبطى الحديث تصوران هامتى الرسل حيث الاولى للقديس بطرس يحمل بيده اليمنى المفاتيح كقول الرب يسوع له اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فيما اليد الثانية تحمل الكتاب المقدس . واللوحة الاخرى تصور القديس بولس رسول الامم الذى يحمل بيده اليسرى الكتاب المقدس والسيف فيما اليد اليمنى مرفوعة للتعليم والوعظ.

رسالة الحضور

 

في بقعة جغرافية تتسم بكثافة التواجد المسيحي وتعدد الكنائس في منطقة شبرا، تحمل كنيسة سان مارك للآباء الأفارقة سمة الحضور الفاعل الذي يعبر عنه التاريخ العريق، هذا الذي ترويه جدران الكاتدرائية ومقتنايتها الثمينة، فضلاً عن رسالة العمل الاجتماعي التي يقوم بها الآباء في خدمة أبناء الحي وتنميتهم على طريق الإيمان والإنسانية.