موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣ أغسطس / آب ٢٠٢٠
الكنائس الكاثوليكية في مصر معالم ومعاني: كنيسة مدرسة الفرير دي لاسال بالظاهر

دراسة وتحقيق ناجح سمعـان :

 

ما بين الكنيسة والمدرسة الكثير من نقاط التلاقي، وأيضًا عناصر التميز داخل الروحانية اللاسالية، حيث تروي كنيسة الفرير دي لاسال بحي الظاهر بالعاصمة المصرية القاهرة، قصة الترابط الفريد بين  الكنيسة والمدرسة، ليس كون مبنى الكنيسة من أعرق الكنائس الكاثوليكية بمصر، بل لأن جُلّ رسالة رهبانها هي خدمة التعليم، حتى أنهم اختاروا لانفسم لقب "أخوة المدارس المسيحية".
 

الاسم والرسالة

 

تنتمي كنيسة القديس يوحنا دي لاسال بحي الظاهر بالقاهرة، إلى رهبانية أخوة المدارس المسيحية، والمعروفين باسم "الفرير". ويرتبط اسم مدرسة دي لاسال وكنيستها باسم مؤسس الرهبنة القديس جان باتيست دي لاسال، والذي تتمحور رسالة رهبانيته في خدمة التعليم وتربية النشئ.

تاريخ المكان

 

بنيت المدرسة عام 1898، فيما بنيت الكنيسة عام 1956. والكنيسة مبنية على شكل السفينة على غرار الفلك الذي نجا به نوح البار وبنيه من الطوفان في العهد القديم. تتسم الكنيسة باتساع صحنها المستطيل الشكل، حيث يجلس المصلون في صفوف أربعة متوازية. ليس للكنيسة رعية من المصلين إنما هي في خدمة الطلاب المسيحيين بالمدرسة، لكن مع اتساع مساحتها ورنق عمارتها جعلها ذلك قبلة تستقبل العديد من الاحتفالات الدينية العامة.

الفناء الخارجي

 

في الباحة الخارجية أمام الكنيسة يستقبلك شفيع الكنيسة ومؤسس الرهبنة الفرير دي لا سال تتأمله وحوله تلاميذه الصغار يحملون كراستهم متشبثين بثياب معلمهم. وفيما هو واقفًا وسطهم ويدفدف على أكتافهم، إذ بنظره ماخوذًا إلى بعيد نحو المستقبل.

مار يوسف المعلم

 

على خطوات قريبة من الفرير دي لاسال، يقف القديس يوسف النجار شفيع جميع المعلمين. كيف لا ويوسف البتول هو المربي الفاضل لابن الله الكلمة يسوع المسيح. وأمام القديس يوسف يقف الطفل يسوع، مثال للتلاميذ في الطاعة والحكمة والفهم.

التربية الروحية

 

دائمًا ما تكون العبادة جزء لا يتجزأ من حياة التنشئة في التربية اللاسالية، حيث تكون صلاة القداس هي أول الأعمال التي يبدأ بها الطلاب المسيحيون يومهم الدراسي، فيما يكون إخوتهم المسلمون بالمصلى يتلقون تعاليم الدين الإسلامي.

المذبح

 

مائدة من الرخام الأبيض ذات قاعدة مخروطية، تقام عليه صلوات القداديس والاحتفالات الدينية العامة.

 

الشرقية وبيت القربان

 

تحتضن المذبح في شكل نصف دائري، وبها بيت القربان وأيقونات الرسل الاثني عشر. ويوجد في مواجهة المذبح لحفظ القربان المقدس. وهو عبارة عن صندوق ذهبي اللون منقوش على بابه رسم خروف صغير في إشارة إلى يسوع المسيح، حمل الله.

أيقونات التلاميذ

 

يعلو المذبح رباعية بديعة من الأيقونات في كل واحدة منها ثلاثة أيقونات لتلاميذ السيد المسيح، وتشكل في مجموعها صور التلاميذ الاثني عشر.

 

ثنائية الصليب والقربانه

 

يزين وسط الشرقية على مدى محيطها قوس بديع زيتي اللون يحمل في تكوينه ثنائية الصليب والقربان متبادلين في الموقع.

الخمس خبزات

 

يعلو المذبح نقش جميل على الزجاج المعشق لمعجزة الخمسة أرغفة والسمكتين، في إشارة إلى يسوع المسيح خبز الحياة الحاضر في سر الافخارستيا.

 

الصور المنقوشة

 

يعلو الشرقية في نهاية قوسها ثلاث صور منقوشة على الزجاج المعشق، تتوسط الرسوم صورة السيدة مريم العذراء، وعن يمينها القديس يوحنا دي لاسال شفيع الكنيسة، وعن يسار مريم صورة القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية.

الزجاج المعشق

 

تكتسي النوافذ داخل صحن الكنيسة بالزجاج المعشق ذي الألوان الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر. فضلاً عن بعض الرسوم المنقوشة على الزجاج أبرزها الصليب والقربانة.

 

التماثيل ودرب الصليب

 

يتزين صحن الكنيسة بأربعة تماثيل حجرية بيضاء. الأول لقلب يسوع الأقدس، والثاني للسيدة مريم العذراء، والثالث للقديس يوسف البتول، والرابع للقديس يوحنا دي لاسال. ويعلّق على حوائط صحن الكنيسة 14 أيقونة كل منها على شكل صليب، وتحوي كل واحدة في داخلها إحدى مراحل درب الصليب التي سارها الرب يسوع على طريق الجلجثة.

النجمة الخماسية

 

تنتشر علامة النجمة الخماسية في أكثر من موضع بالمكان، حيث تبدو واضحة أعلى مبنى الكنيسة من الخارج، وعلى الأبواب الرئيسة، وفي الطرقات، وهي للرهبان والمربين اللاساليين "علامة الإيمان"، إيمانًا بالدور التربوي الذي نذروا أنفسهم للقيام به، راجين أن يعيشوا شعارهم الخالد "اللاساليون زارعو الفرح".