موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
البابا فرنسيس يلتقي بالمهاجرين ويختتم زيارته الرسولية إلى مالطا
"أنا هنا لأقول لكم إنّي قريب منكم... أنا هنا لأرى وجوهكم، ولأنظر في عيونكم"

فاتيكان نيوز :

 

زار البابا فرنسيس، عصر الأحد، مركز القديس يوحنا الثالث والعشرون للمهاجرين، ويحمل أيصًا اسم "مختبر السلام". وقد أسسه الأب ديونيسوس مينتوف الفرنسيسكاني عام 1971، وتديره اليوم منظمة من المتطوعين من بينهم ليفينغستون اليد اليمنى للأب مينتوف، وهو طالب من كينيا.

 

ويقدّم المركز، الذي يستقبل حوالي خمسين مهاجرًا ومعظمهم من الصومال وإريتريا والسودان، عملاً تربويًّا رائعًا للمهاجرين في مجال حقوق الإنسان والعدالة بالإضافة إلى المساعدة الطبية؛ ويستقبل طالبي اللجوء ويعتني بتعزيز التضامن والقيم المسيحية بشكل عام.

 

وبعد أن استمع إلى شهادتي حياة لضيفين من ضيوف المركز، وجه البابا فرنسيس كلمة أشار فيها إلى أن قصص هؤلاء المهاجرين تجعله يفكر بقصص الآلاف والآلاف من الأشخاص، أُجبروا في الأيام الأخيرة على الهرب من أوكرانيا بسبب الحرب. وأيضًا بقصَص رجالٍ ونساءٍ كثيرين، أُجبروا على ترك بيوتهم وأرضهم في آسيا وأفريقيا والأمريكتين، بحثًا عن مكان آمن.

 

وقال: أفكر في مراكز الاستقبال؛ كم هو مهم أنّ تكون هذه الأماكن مليئة بالإنسانيّة! مشيرًا إلى العوامل العديدة التي تسبّب التّوتر والتّأزم. ومع ذلك، في كلّ قارة، هناك أشخاص وجماعات تقبل التحدي، وتدرك أنّ واقع الهجرة هو علامة الأزمنة التي تكون فيها الحضارة على المحك. وبالنسبة لنا نحن المسيحيّين، تكون على المحك أيضًا الأمانة لإنجيل يسوع، الذي قال لنا "كُنتُ غَريباً فآويتُموني".

 

أضاف: اسمحوا لي أن أعبّر عن حلمي، بأن تتمكّنوا أنتم المهاجرون، بعد أن اختبرتم استقبالاً غنيًا بالإنسانية والأخوّة، من أن تصبحوا شهود ومُحرِّكي استقبال وأخوّة. أعتقد أنّه من المهم جدًا في عالم اليوم أن يصبح المهاجرون شهودًا للقيَم الإنسانيّة الأساسيّة لحياة كريمة وأخويّة. إنّها قيَم تحملونها في داخلكم وتنتمي إلى جذوركم. وما إن يلتئم جرح الإنسلاخ والاقتلاع من جذوركم، يمكنكم أن تُظهروا هذا الغنى الذي تحملونه في داخلكم، إرث إنسانية ثمين، وتتقاسموه مع الجماعات التي استقبلتكم، وفي كلّ بيئة تعيشون فيها. هذا هو الدرب! درب الأخوّة والصّداقة الاجتماعيّة.

 

 

مراسم الوداع

 

وبعد اللقاء توجّه البابا فرنسيس إلى مطار مالطا الدولي حيث كان باستقباله رئيس جمهورية مالطا جورج ويليام فيلا وبعد أن أُقيمت مراسم الوداع الرسمية قبل أن يغادر قداسته عائدًا إلى روما مُختتمًا بذلك الزيارة الرسوليّة السادسة الثلاثين التي حملته إلى مالطا على خطى القديس بولس، تحت شعار الاستقبال والضيافة كعلامة ملموسة لعيش الوصيّة الكبرى، وصيّة المحبّة.