موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر Tuesday, 26 November 2019

عودة ذخائر المذود، والعود أحمد

بقلم :
أشخين ديمرجيان - القدس

طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من البابا فرنسيس إعادة الذخائر المأخوذة من المذود (صندوق من الخشب) الذي وُلد فيه السيّد المسيح في بيت لحم، وذلك في أثناء زيارته الأخيرة إلى الفاتيكان. وتوجد الذخائر حاليًا في كنيسة "سانتا ماريا مادجوري" في روما. وكانت قد نُقلت إلى روما في زمن سابق. والذخائر عبارة عن قطع خشبية صغيرة أُخِذت من ذلك المذود. كان يحمل هذه الذخائر بعض الحجاج خلال عودتهم إلى أوروبا تيمّنًا بها، وهكذا تجمّعت في روما. ويبدو أنّ الفاتيكان استجابة لطلب الرئيس أبو مازن سوف يُعيد الذخائر إلى مقرّها الأصلي بعد عدّة أيام، في موسم التحضير لعيد الميلاد المجيد، وتحديدًا بتاريخ 30 نوفمبر. وتتزامن عودة الذخائر باليوم الذي تُضاء فيه شجرة عيد الميلاد في ساحة المهد. سوف توضع الذخائر في كنيسة القديسة كاترينا المحاذية لكنيسة المهد والتابعة لحراسة الأرض المقدّسة للآباء الفرنسيسكان. إنّ إعادة ذخائر المذود من إيطاليا إلى موقعها في بيت لحم، مسقط رأس السيّد المسيح، لفتة جميلة من الفاتيكان سوف يسطّرها التاريخ لا محالة. وستكون للاحتفال بعيد الميلاد المجيد بهجة كبيرة ومعنى أعمق بوجود أجزاء من مذود المسيح الأصلي في مكان ميلاده. وسيجذب الخبر آلافًا مؤلّفة من سكان فلسطين وخارجها ومن الحجاج والسياح من جميع أنحاء العالم، ممّا ينعش البلاد معنويًا ووجدانيًا وروحانيًا واقتصاديًا، ويدعو إلى التفاؤل مع سوء الأحوال السياسية فيها، خاصة بعد انتهاك أمريكا من جديد للقانون الدولي وإعلانها عن شرعية المستوطنات الاسرائيلية ، مع أنّ هذه الأمور لا تحدّدها أمريكا لوحدها. ومع أنّ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2334 الذي تبنّاه في 23 ديسمبر 2016، حثّ فيه على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ونصّ القرار على مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وحاز على تأييد 14 عضوًا، فيما امتنعت فقط الولايات المتحدة عن التصويت كالعادة. لكن لا حياة لمن تنادي. ونحن نعيش في شريعة الغاب حيث البقاء للأقوى. خاتمة تأتي إعادة الذخائر وسط تأييد عارم لأصول الأخلاقيات. على أيّ حال سيكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وبوجود قطع من خشب المذود الذي ولد فيه السيّد المسيح حدثا تاريخيًا ذا شأن كبير. ويا ليت طفل المذود يجلب إلينا الأمن والسلام كما أنشدت الملائكة بمناسبة مولده: مجدًا لله العظيم محبّ البشر!