موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٢ مايو / أيار ٢٠١٨

حوّل الفشل إلى نجاح

بقلم :
الأرشمندريت نادر ساووق - الأردن

الفشل لا يعني النهاية، ولكنه في الحقيقة يمكن أن يكون البداية، لانطلاقة جديدة في حياتك، لا بل هي بدايتك الحقيقية نحو النجاح. ولكن مطلوب منك ألا تسمح لليأس والاستسلام أن يسيطرا عليك. فعندما تفشل إياك أن تستسلم، فأنت لا يمكن أن تنتهي إذا فشلت مرّة، ولكنك ستنتهي إذا استسلّمت، فلا تستسلم ولا تيأس، لأن اليأس لا يتفق مع الإيمان إطلاقاً، فالإيمان أمل ورجاء وثقة بالله تعالى. على سبيل المثال: توماس إديسون، مثال يُحتذى به، فقد كلّفه اختراع المصباح الكهربائي حوالي 1000 محاولة فاشلة، ولكنه أصرّ ونجح، ولم يستسلم أبداً للفشل أو اليأس والاحباط. ومن هذا المنطلق، يقول ونستون تشرشل: "إن النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد الأمل". والسؤال الذي يطرح: كيف تحوّل فشلك إلى نجاح وانتصار؟ أولاً: حدّد المشكلة وواجهها كل إنسان في الدنيا تقابله مشكلات في حياته، وتختلف أساليب الناس في معالجة المشاكل، أو في التعامل معها، فمنهم يستخدمون أساليب خاطئة، كالهروب من المشكلة، بينما آخرون يواجهون مشاكلهم بالحكمة والصبر والهدوء، وهذا هو الأسلوب الصحيح لمواجهة المشاكل، وبالتالي فإن مواجهة المشكلة تحتاج إلى إيمان قوي وصبر يتحدى الأزمات والمشاكل، إيمان يدفعك إلى التعلّم من كلّ أزمة لمزيد من التقدم والتطوّر، إيمان بأن المشكلة ليست النهاية، ولكنها يمكن أن تكون البداية لتصحيح المسار ولإنجاز أفضل. ثانياً: انطلق نحو الهدف، وابدأ من جديد اجعل هدفك محدداً وواضحاً، وتمسّك به إلى أن تحققه وافتح صفحة جديدة وبداية جديدة، ولا تجعل الأفكار السلبية تسيطر عليك، ووفّرّ طاقتك للأمور الإيجابية. جاء أحد الأشخاص ذات يوم إلى نورمان فنسنت بيل، مؤلف كتاب "قوّة التفكير الإيجابي" وقال له: أنا انتهيت تماماً. فقال له ماذا حدث؟ فقال: إن مصنعي احترق بالكامل. وبعد فترة من الصمت، أحضر نورمان ورقة وقلما وسأله: هل أنت متزوج؟ فقال: نعم، وهل زوجتك تحبك؟ فأجاب: هي زوجة فاضلة ومُحبة. فقال له: اكتب زوجة فاضلة مُحبة. هل عندك أولاد؟ فأجاب: نعم عندي ثلاثة أولاد. ما هي أخبارهم: فقال: الحمد لله، كلهم متفوقون في دراستهم. فقال له: أكتب أبناء أفاضل. ثم سأله: هل تعاني من أمراض معينة؟ فأجاب «لا، فقال له: أكتب صحة جيدة. وهكذا سأله عن مسكنه واصدقائه...، ثم قال له: انظر في الورقة، هل بعد كل هذا تقول: أنا انتهيت. وأنت يا أخي إياك أن تقول: "أنا انتهيت"، بل ردّد: ""أنا أستطيع"، لا بل ردّد دائماً "اللّهم أبعد عنّي الهمّ والغمّ والكسل، وكل ما يُثقل روحي وقلبي وعقلي... لأن الله لم يُعطنا روح الفشل، بل روح القوّة والمحبّة والفطنة". (الرأي الأردنية)