موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠

الأحد الثالث عشر بعد العنصرة

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
أما قرأتم قطُّ في الكتب: إنّ الحجر الذي رذله البناؤون هو صار رأسًا للزاوية؟

أما قرأتم قطُّ في الكتب: إنّ الحجر الذي رذله البناؤون هو صار رأسًا للزاوية؟

 

الرِّسالَة

 

ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ

باركي يا نَفسيَ الربّ 

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 

(1 كور 16 : 13 -24)

 

يا إخوةُ، اسهَروا، اثبُتوا في الإيمانِ، كونوا رِجالاً، تَشدَّدوا. وَلْتكُنْ أمورُكم كُلُّها بِالمَحبَّة. وأطلُبُ إليكم، أيُّها الإخوةُ، بما أنَّكم تعرِفونَ بيتَ استفاناس، وأَنَّهُ باكورَةُ آخائيَةَ، وقد خَصَّصوا أنفُسَهم لِخدمَةِ القدّيسين، أن تخضَعوا أنتم أيضًا لأَمثال هؤلاءِ ولكلّ مَن يعاوِنُ ويتَعب. إنّي فرِحٌ بِحُضُورِ استفاناس وفُرتوناتُسَ وأخائِكُوسَ، لأنَّ نقصانَكم هؤُلاءِ قد جَبروه فأراحوا روحِي وأرواحَكم. فاعرَفوا مِثلَ هؤلاء.ِ تُسَلّمُ عليكم كنائسُ آسِية. يُسَلّمُ عليكم في الربِّ كثيراً أكِيلا وبِرِسْكِلَّة والكنيسَةُ التي في بيتِهِما. يُسلّمُ عليكم جميعُ الإخوة. سلِّموا بعضُكم على بعضٍ بقُبلةٍ مُقدَّسة. السلامُ بِيدي أنا بولسَ. إن كانَ أحدٌ لا يُحِبُّ ربَّنا يسوعَ المسيحَ فليكُنْ مَفروزاً. ماران أثا. نِعمَةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ معكم. محبَّتي مَعَ جميعِكم في المسيح يسوع. آمين.

 

الإنجيل

 

فصل من بشارة القديس متى

(متّى 21: 33-42)

 

قال الربُّ هذا المثَل: إنسانٌ ربُّ بيتٍ غرسَ كرْماً وحوَّطهُ بسياجٍ وحفر فيهِ مَعْصَرَةً وبنى بُرجاً وسلَّمهُ إلى عَمَلةٍ وسافر. فلَّما قَرُبَ أوانُ الثمرِ أرسلَ عبيدَهُ إلى العَمَلة ليأخذوا ثمرهُ، فأخذَ العَمَلةُ عبيدَه وجلدوا بعضًا وقتلوا بعضًا ورجَموا بعضًا. فأرسل عبيداً آخَرين أكثرَ من الأوّلين فصنعوا بهم كذلك. وفي الآخِر أرسل إليهم ابنَهُ قائلاً سيهابون ابني. فلمَّا رأى العَمَلةُ الاِبنَ قالوا في ما بينهم: هذا هو الوارِثُ، هلمَّ نقتُلْهُ ونستولِ على ميراثهِ. فأخذوهُ وأخرجوهُ خارِجَ الكرم وقتلوهُ. فمتى جاءَ ربُّ الكرم فماذا يفعلُ بأولئِك العَمَلة؟ فقالوا لهُ: إنَّهُ يُهلِك أولئِك الأردياءَ أردأُ هلاكٍ، ويسلِّمُ الكرمَ إلى عَمَلةٍ آخَرين يؤدُّون لهُ الثمرَ في أوانهِ. فقال لهم يسوع: أمَا  قرأتم قطُّ في الكتُب: إنَّ الحجرَ الذي رَذَلهُ البنَّاؤُونَ هو صار رأسًا للزّاوية؟ مِنْ قِبَلِ الربِّ كانَ ذلك وهو عجيبٌ في أعيُنِنا.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

في هذا المثل الإنجيليّ يشبّه الرّبُّ يسوع الله بربّ البيت. كيف لا؟ والله خلق هذا الكون (البيت الكبير) وحوّطه بعنايته، بروحه القدّوس الذي يسقي كلّ نفس عطشى من ينبوعه الحيّ.

 

الله هو سيّد البيت. هو سيّد كل شيء. كل شيء له: الأرض وخيراتها والبشر وذكاؤهم وثرواتهم. الله سلمنا هذه الخيرات لنستصلحها ولكننا لا نمتلكها.

 

كما أنّ سيد البيت سافر، أي أنه ترك مسافة بينه وبين الكرامين ليمارسوا حريتهم بمسؤولية، لا ليطيعوا طاعة عبيد العين الذين يعملون طالما يراهم سيدهم، كذلك الله الذي يترك مسافة بيننا و بينه لنحيا حريتنا في علاقتنا معه. إذ لا يودّ أن يجبرنا على محبته، لأنّ المحبة علاقة لا مكان للضغط والعبودية فيها.

 

وذاتَ يوم أراد ربّ البيت (الله) أن يأخذ ثمار الكرم التي اشتغلها الإنسان مع أخيه الإنسان التي هي الفضائل أمثال الرّحمة والمحبّة والإحسان... فأرسل عبيده (وهم كلّ من يحبّون الله دون مقابل ويفعلون مشيئته وينادون باسمه القدّوس) ليأتوا بهذه الثمار. الله يعلم متى يطلب منا ثماره .أحيانا نعتقد أنّ الحياة تسيّرها الصدفة أو قوة عمياء فنخاف ولا نقبل أن نعطي ثمرا. الثمر قد يكون استسلاما أكبر لعناية الله أو لطفا مع شخص مزعج أو فرحا أشاركه مع شخص حزين أو إصغاء لشخص متضايق . فنقول إن الوقت غير مناسب لهذا اللقاء أو لهذا الحدث. ولكن الحقيقة هي أنّ الله، لا الصدفة، هو الذي يسمح بهذا الحدث أو اللقاء، وهو يتمّ في أوانه إذ قرب وقت الثمار. عندما لا نثق بالله، عندما لا نرى يد الله في الأحداث والأشخاص، عندئذ نتصرّف مثل الكرامين الذين جلدوا أو رجموا أو قتلوا المرسَلين.

 

لكن، يبدو أنّ الإنسان طمع وطمع في الأكثر لمّا شاهد ثمار هذا الكون، فتناسى اللهَ مركز هذا الكون ووضع نفسه مكانه (مكان الله). ولمّا رأى الإنسانُ هؤلاء العبيد تذكّر أنّ الله ما زال يسأل عن كرمه ويفتقده، وبالتالي سيبقى (الله) مركز هذا الكون وعلّة وجوده. 

 

ولكن الله يعطينا فرصة جديدة فيرسل من جديد أناسا آخرين يطلبون منا ثماره. لذلك علينا كل يوم أن نفحص ضميرنا فنتذكر بمن التقينا اليوم وكيف تعاملنا معهم . من أول النهار حتى آخره. من شريك الحياة، إلى رب العمل، الى عامل القمامة... إيماني يقول لي أني لم التق أحدا صدفة ولم يحصل حادث صدفة. الكل مدبَّر من الله لكي أعطيه ثماره. طوبى لي إن تعاملت مع الأشخاص والأحداث بايجابية. وإن أخطأت بالتعامل، فالله يدعوني إلى التوبة، إذ هو سيرسل لي غدا عبيدا آخرين أكثر من الأولين، لكي يعطيني فرصة جديدة لأحاول تحسين إدائي. وإذا اقتنعت بأنّ ثماري هي لي وأني سيد البيت وأنّ الآخرين مرسَلون مزعجون، فسأتعامل مع الحياة كلها بخوف وحذر وسأبني برجي وأحوّطه بسياج شائك ولن أدع أحدا يقترب مني وسأنتهي وحيدًا وحزينًا.

 

لكنّ الله، لفرط محبّته الغزيزة للكون، أرسل ابنه لعلّ الإنسان يتراجع عن شرّه فيصفو. لكنّ الإنسان لم يكترث إنّما ازداد شرًّا فعمد إلى قتل الاِبن الوارث لكي يغدو هو الوريثَ الوحيد لله.

 

المسيحية هي ثقة مطلقة بمحبة الله لي وبقدرته وحكمته. هذه الثقة تجعلني أتعامل مع الأشخاص والأحداث بايجابية وفرح وسلام، فأعطي من يسألني بحسب قدرتي. وأتقدم في الحياة بدون خوف.

 

أن نكون مع يسوع يتطلب تغييرا جذرياً في حياتنا. يتطلب أن نغير طريقة تفكيرنا الإنساني إلى تفكير الله أي حسب الانجيل، فبدون هذا التغيير الجذري للعقل والقلب سنبقى خارج عائلته، حتى اذا نحن نُظهِر اننا نحبه. بدون هذا التغيير، في الواقع نحن لا نحب يسوع، ولكن نحب أنفسنا ومشاريعنا. فهناك تجربة تهددنا دائما وهو ان نعمل من الله شبيها لنا، مثلنا ولكن الكتاب المقدس يعلمنا نحن علينا ان نتشبه به لانه خلقنا على صورته ومثاله.

 

في كثير من الأحيان جعلنا من صلاتنا ان الله عليه ان يعمل ارادتنا بدلا من ان تكون صلاتنا العمل بارادته وقبولها في حياتنا. ليكن معلوما بان المسيحي يحقق بنوته الإلهية بقدر ما يعمل ارادة الله في حياته.

 

وختاماً أحبائي نحن، أبناءَ الله وأحبّاءَه، إن لم نعمل في كرمه، بمخافته ومحبّة الإخوة، سنجد أنفسنا، يوم الدينونة، في الجحيم، وكثيرون من المغارب والمشارق سيتّكئون في أحضان إبراهيم.

 

الطروباريات


طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع

إنّ تلميذاتِ الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

 

قنداق ميلاد العذراء باللَّحن الرّابع

 إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدمَ وحوَّاءَ قد أُعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدَّس أيّتها الطاهرة. فله أيضاً يعيّد شعبُكِ، إذ قد تَخلَّص من وصمة الزلَّات، صارخاً نحوكِ: العاقر تلدُ والدةَ الإلهِ المغذِّيةَ حياتَنا.