موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٣ يوليو / تموز ٢٠٢٠

أحد آباء المجمع المسكوني الرابع

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
مباركٌ أنت يا ربُّ إله أبائنا، لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا

مباركٌ أنت يا ربُّ إله أبائنا، لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا

 

الرِّسَالة 

 

مباركٌ أنت يا ربُّ إله أبائنا،

لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا 

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى تيطس (3: 8-15)  

 

يا ولدي تيطُسُ صادقةٌ هي الكَلِمةُ وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلِ البدعَةِ بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى أعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أوتِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهّبين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ، وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي، سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين.

 

الإنجيل

 

فصل من بشارة القديس متى (5: 14-19)

 

قال الربُّ لتلاميذه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفْى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجدوا أباكم الذي في السماوات. لا تَظُنّوا أنّي أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إنّي لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ. الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السماوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

 

في هذا الأحد المبارك تلي على مسامعنا المقطع الإنجيلي من بشارة  متى وهو جزء من العظة على الجبل. يتوجه الرب يسوع إلى تلاميذه قائلاً: "أنتم نور العالم... هكذا فليضىء نوركم قدّام الناس ليروا أعمالكم الصالحة، ويمجِّدوا أباكم الذي في السماوات". هذا الخطاب لم يوجَّه فقط إلى تلاميذ الربّ الذين رافقوه في ذلك الوقت، إنَّه موجَّه أيضاً لكل تلميذ له وفي أيّ زمان ومكان، إنَّه موجَّه لنا نحن الذين نتتلمذ على الكلمة الإلهية عندما نسمعها ونعمل بها. "أنتم نور العالم"، فإذا كنا حقًّا نوراً فلا بدّ أن يظهر نورنا للناس. المستنير ينير سواه بالضرورة. فالمهم ليس أن يقف الناس عند هذا النور، ولكن "أن يمجدوا أباكم الذي في السماوات".

 

المهمّ كيف نطبّق هذه في حياتنا. فالكلام واالبحث في هذا ليسا كافيين، بل أن تخبّر ثمارنا المسيحية عن إيماننا. فمن ثمارنا نُعرَف أننا مسيحيون... فكيف ندّعي أننا نحن تلاميذ الربّ، ونحن نكره ونبغض أخانا الإنسان؟ أثر يسوع تأثراً شديداً بالنفوس التي تفتقد الى النور، عليكم أنتم ان تنيروا ظلمة النفوس وتشعلوها فتتحول الحرارة حياةً، حياة جديدة ونقية وأبدية.

 

لقد تباعدنا عن مجد يسوع ولكن نعمته وبركته تبقى تظللنا. فهنا نحن أبناء جبلته مع جموع المؤمنين اختبرنا بتعاليم السيد محور حياتنا والعيش معه وتتقدس نفوسنا بكلمة الله المقدسة من خلال الكتاب المقدس .في كثير من الأحيان تجد النفوس المؤمنة بأنها بعيدة عن مجد الرب ولا تدري كيف تسلك في حياتها ، لأنها فقدت التواصل مع الكنيسة من خلال سر الشكر الإلهي (المناولة).

 

لننظر إلى الناحية المشرقة بحنان لا متناهي: "انتم نور العالم… انتم من يتوجب عليهم اضاءة الظلمات… ونسأل أنفسنا وأن نعطي أجابة واضحة للرب والمخلص، هل ترغبون في ان تصبحوا رسلي؟"

 

هذا هو النداء الذي يوجهه  المعلم الى شباب اليوم في هذه الأيام… حتى ولو كانوا أقلية… فمجموعة صغيرة من العمليات الذكية والحازمة قد تؤثر بشكلٍ كبير على الخلاص.

 

لكن من الصعب في بعض الأمكنة إيجاد هذه القلة القليلة حتى. إذ يبقى الكثيرون متمسكين بملذاتهم وأشغالهم…. فيعتبرون تغيير حياتهم وتكريسها للعمل من أجل خلاص النفوس أمراً غير قابل للتحقيق وغير مرغوب به… 

 

فكم من شاب يدعوه المسيح خلال سنوات الشباب الجميلة؟ فيصغون ويتساءلون لبضعة لحظات ليس إلا .

 

وتستمر الحياة. إلا انكم انتم، يا أيها الشباب الأعزاء، لبيتم النداء واجبتم المسيح بالتعبير عن رغبتكم في ان تصبحوا من اتباعه وتلاميذه… ان يكون المرء تلميذاً ليسوع لا يعني وضع علامة على جيب القميص كما لا يعني التحدث عن الحقيقة بل عيشها والالتزام بها وتغيير الذات بالمسيح. ان يكون المرء تلميذاً ليسوع لا يعني حمل شعلة ونشر النور بل ان يكون هو النور

 

إن الانجيل اكثر من درس فهو مثال ورسالة تتحول الى حياة حية. "الكلمة صار جسداً" (يوحنا 1، 14) "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، هو كلمة الحياة." (رسالة يوحنا الأولى 1، 1 – 3). تجسدت الكلمة، الرسالة الإلهية فظهرت الحياة. علينا ان نكون كالبلور النقي لكي يشع النور من خلالنا.

 

أعزائي الشباب، ان عيش حياة مسيحية بكل ما للكلمة من معنى هو السبيل الوحيد لجعل المسيح يشع من خلالنا. أي حياة مسيحية في البيت وحياة مسيحية مع الفقير الذي قد يعترض طريقنا وحياة مسيحية مع الاصدقاء وحياة مسيحية في معاملة الشباب. وحياة مسيحية في العمل وحياة مسيحية في السينما والرقص والرياضة. إن المسيحية حياة كاملة من بذل الذات وتحوّل في المسيح وإلا كانت محاكاة ساخرة تتسبب بالسخرية والضحك.

 

ونحن المؤمنين في هذا الأحد الذي نعيد فيها لتذكار آباء المجمع المسكوني الرابع. والعيد تجديد عهد، يجب أن نعي أننا دخلنا معهم في عمل الكرازة والشهادة "للنور"، وإن أدركنا هذا المستوى الذي وصلنا اليه، فلنُبعِدْ عنا كل أعمال الظلمة "الشريرة"، لكي يرى الناس محبتَنا لإلهنا المتجسِّدَة بمحبتنا لبعضنا بعضًا، هذه المحبة التي تغذِّي وتتوج كل عمل صالح. ولنكرز بهذا الإيمان معلمين ومبشّرين، لكي نتَّحد أكثر فأكثر بآبائنا، ونجدِّد معهم عهد الحبّ لإلهنا، هذا الحبّ الذي وحده يصنع السلام، ويطهّر القلوب، ويحوّلنا إلى منارات تشع إيماناً ومحبةً ورجاءً، حتى إذا رآنا الناس يمجِّدوا أبانا الذي في السموات، الذي له وحده المجد دائماً، إلى الأبد. آمين.

 

المجمع المسكوني الرابع

 

في عام ٤٥١م اجتمع في مدينة خلقيدونية (في القسم الشرقي من تركيا حاليًا) ٦٣٠ أب من آباء الكنيسة جمعاء لمعالجة موضوع عقائدي وجوهري وإيماني يتعلّق بالرّب يسوع المسيح. لذا عُرف بمجمع خلقيدونية. وقد نجم عن هذا المجمع انشقاق الأقباط والأرمن والسريان عن الكنيسة الروميّة.

 

المعارضون لهذا المجمع رفضوا أن يُنسب اصطلاح "طبيعتين" إلى الرّب يسوع المسيح، إذ كان اصطلاح طبيعة يوازي عندهم "شخص"، وبالتالي لا يمكن بالنسبة لهم أن يكون الرّب يسوع شخصين متّحدين مع بعضهما بعض، وخاصةً أن مقولة القدّيس كيرلس (٤١٢-٤٤٤م) بأنّه هناك "طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد" كانت سائدة بقوّة.

 

يتكلّم الباحثون التاريخيّون بأنّه هناك عدّة عوامل أدّت إلى هذا الإنشقاق، فبالإضافة إلى الخلاف اللغويّ هناك عوامل إتنيّة وسياسيّة عدا عن النزعة الإستقلاليّة التي كانت سائدة في المناطق الأرمنيّة والسريانيّة والإسكندرانيّة عن الإمبراطوريّة الروميّة، كما يمكن إضافة العوامل التي نتجت عن المجمع الذي انعقد في أفسس عام ٤٤٩م ويُعرف بالمجمع باللصوصي. أكدّت الكنيسة في هذا المجمع إيمانها بوحدة شخص المسيح وبـ"الطبيعتين في المسيح"، الطبيعة الإلهيّة الكاملة والطبيعة البشريّة الكاملة.

 

الأسباب الداعية لعقد المجمع

 

كان أوطيخيوس رئيس دير في القسطنطينيّة يضم أكثر من ٣٠٠ راهبًا، يدعمه ديوسقورس بطريرك الإسكندرية، أنّ طبيعتَي المسيح، الطبيعة الإلهيّة والطبيعة البشريّة، اتّحدتا وصارتا بعد تأنّسه طبيعة واحدة، إذ ابتلعت الطبيعة الإلهيّة الطبيعة البشريّة.

 

وبرّر أوطيخيوس قوله هذا مستندًا إلى عبارة استعملها القدّيس كيرلّس الإسكندريّ: "الطبيعة الواحدة المتجسّدة للإله الكلمة". وقد يكون لسوء الفهم اللغويّ بين مسيحيّي تلك الأيّام (وبخاصّةٍ في القسطنطينيّة وأنطاكية والإسكندرية)، قد ساهم في تغزية الإنشقاق الذي نتج عن هذا المجمع، عدا عن عوامل سياسيّة وإتنيّة أخرى.

 

آمن أوطيخيوس بوجود طبيعتين للمسيح قبل التجسد (ربما يكون قد شايع اوريجنس الإسكندري في نظريّة الوجود الأزلي للأرواح)، غير أنّه لم يعترف سوى بطبيعة واحدة بعد التجسد معتقدًا بأن اللاهوت قد امتص الناسوت الذي ذاب في اللاهوت كما تذوب نقطة عسل عندما تسقط في محيط من الماء.

 

إلتئام المجمع

 

في السنة ٤٥٠م رقد الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني فخلفته بوليخاريا شقيقته التي وافقت على الزواج من مركيانوس قائد جيشها لمشاركتها بإدارة المملكة شريطة أن تبقى عذراء. أرجع مركيانوس الأساقفة المنفيّين واستجاب لطلب البابا لاون، فدعا إلى مجمع في مدينة "خليقدون" اعتبرته الكنيسة الشرقيّة والغربية المجمع المسكوني الرابع.

 

التأم مجمع خليقدونية في السنة ٤٥١م وشارك فيه٦٣٠م أسقفًا، أبطلوا جميعهم مجمع افسس اللصوصي، ودانوا هرطقتي أوطيخيوس ونسطوريوس معًا، وحرموا ديوسقوروس أسقف الإسكندريّة لتمنُّعه عن المثول أمام المجمع، على الرغم من دعوته ثلاث مرات إلى الحضور، وتاليًا لتحيّزه وعدم أخلاقيته اللذين أظهرهما في مجمع أفسس.

 

قابل الآباء بحرارة رسالة لاون التي حال ديوسقوروس - في مجمع افسس (٤٤٩م) دون قراءتها، وفيها يُفرّق لاون بوضوح خالص بين الطبيعتين ويشرح بوضوح وجود الطبيعتين في الأقنوم الواحد. وأعربوا عن إيمانهم بالابن الواحد "الكامل من حيث الوهيته والكامل من حيث إنسانيته، الإله الحقّ والإنسان الحقّ، واعترفوا "باتّحاد الطبيعتين اتّحادًا جوهريًا بلا انقسام ولا انفصال ولا اختلاط... وبأنّه اتّحاد حقيقي في الجوهر والتركيب"، فـ"في المسيح اقنوم واحد مؤلَّف من طبيعتين متميّزتين: اللاهوت والناسوت". ومن أهمّ ما ورد في هذا التحديد:

 

"إنّ المسيح هو نفسه تامّ في الألوهة وتامّ في البشريّة، إله حقّ وإنسان حقّ. إنّه مساوٍ للآب في الألوهة ومساوٍ لنا في البشريّة، شبيه بنا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة. قبل كلّ الدهور وُلد من الآب بحسب الألوهة، وفي الأيّام الأخيرة هو نفسه، لأجلنا ولأجل خلاصنا، وُلد من مريم العذراء و الدة الإله، بحسب البشريّة. واحدٌ هو، وهو نفسه المسيح، ابن الله، الربّ، الذي يجب الاعتراف به في طبيعتين متّحدتين دون اختلاط ولا تحوّل ولا انقسام ولا انفصال. وهو لم ينقسم ولم ينفصل إلى شخصين، بل واحدٌ هو، وهو نفسه الابن الوحيد، الإله الكلمة، الربّ يسوع المسيح".

 

في هذا التحديد الخلقيدونيّ أعاد الآباء التشديد على دستور الإيمان. كما شدّدوا على أمرين هامّين في ما يختصّ بشخص يسوع المسيح:

 

1. الأوّل، وحدة الشخص في السيّد المسيح، وهذا ما تدلّ عليه إشارة "واحدٌ هو، وهو نفسه"؛ فيسوع شخص واحد، وهو نفسه كلمة الله الأزليّ المولود من الآب قبل كلّ الدهور والمولود من السيّدة مريم في البشريّة.

 

2. الثاني، محافظة كلّ طبيعة من الطبيعتين على خصائصها في وحدة الشخص. فالكلمة صار بشراً واتّخذ الطبيعة البشريّة كلّها ما خلا الخطيئة، دون أن يتخلّى عن طبيعته الإلهيّة.

 

برّأ مجمع خليقدونية ثيودوريتس القورشي وإيفا الرهاوي وبعض الأساقفة الآخرين، وذلك بعد تأييدهم قطع نسطوريوس واعترافهم بان مريم هي والدة الإله وإنكارهم تقسيم الابن الوحيد إلى اثنين. وسن المجمع ثلاثين قانونًا، أشهرها القانون الثامن والعشرون المتعلّق بالمساواة بالكرامة بين أسقفي روما القديمة وروما الجديدة (القسطنطينيّة)، وحرّر أورشليم من سلطة القيصريّة وأعطاها المرتبة الخامسة بين الكنائس الكبرى.


الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة باللَّحن السادس

إنّ القوّاتِ الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عند القبر طالبةً جسدَك الطاهر. فسبَيْتَ الجحيمَ ولم تجرَّبْ منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا مَن قام من بين الأموات يا ربُّ المجد لك.

 

طروباريّة الآباء باللّحن الثامن

أنتَ أيها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا من أسستَ آباءَنا القديسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هدَيتنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك.

 

القنداق باللّحن الرابع

يا شفيعة المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.