موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠٢٣
مؤتمر القانون الكنسيّ العاشر يكرّم مستشار المحاكم اللاتينيّة الأب جهاد شويحات

أبونا :

 

كرّم مؤتمر القانون الكنسيّ العاشر، والمنعقد في منطقة البحر الميت، الأب الدكتور جهاد شويحات تقديرًا لجهوده الكبيرة في المحاكم الكنسيّة اللاتينيّة في عمّان والقدس والناصرة على مدار 33 عامًا، قضى منها 15 عامًا رئيسًا للمحكمة الكنسيّة اللاتينيّة في الأردن.

 

جاء ذلك في حفل عشاء عقد بالتزامن مع ختام القسم الأول من المؤتمر الخاص بالمحامين، وبدء القسم الثاني منه، وهو ورشة العمل الخاصة بالأساقفة وقضاة المحاكم الكنسيّة وكهنة الرعايا، والذي يستمر حتّى يوم السبت 29 تموز، وسط مشاركة أساقفة وقضاة وكهنة من الأردن، وفلسطين، والجليل، ولبنان، وسورية، ومصر، ومختصّين من إيطاليا.

 

الإنسان والقاضي

 

في بداية الحفل الذي أحيته الفنانة سالي كسابري، ألقى الأب شوقي بطريان كلمة أشار فيها إلى الصفات الإنسانيّة والقانونيّة التي تميّز بها الأب شويحات، لافتًا إلى أنّ خدمته قد تميّزت بالمحبة والاحترام والإصغاء وعدم احتكار العلم، وهي صفات لمسها كلّ شخص تعامل معه سواء في المحكمة الكنسيّة أو خلال تدريسه مادة القانون في المعهد الإكليريكي.

 

كما أشار أيضًا إلى تميّزه بالمهنيّة والاحترافيّة والصياغة المنمقة في كتابة القرارات، والتأكيد على أنّ حيثياتها تؤدي إلى اليقين الأدبي. وقال بأنّ الأب جهاد كان منذ البداية يعمل مع كلّ القضاة، ولم يبخل عليهم بتقديم المعلومات المفيدة حتّى في أحلك الظروف، موضحًا بأنّ علاقته الوطيدة مع المحامين كانت من أروع علامات خدمته في المحكمة الكنسيّة.

كلمات وهدايا شكر

 

وألقى الأستاذ يعقوب الفار كلمة شكر باسم جميع المحامين المشاركين في مؤتمر القانون الكنسيّ، للأب شويحات والذي وصفه بالحكيم البارع والقاضي المحترف، مثنيًا على عمله الدؤوب لإصلاح مفهوم العلاقة بين القاضي والمحامي، والتي أصبحت قائمة على التشاركيّة، وعملت على نقل القضاء الكنسيّ في الأردن بشكل نوعيّ. وأمل أن يستمرّ من خلال موقعه الجديد كمستشار في المحاكم في تقديم النصح والإرشاد وتطوير الثقافة القانونيّة للمحامين.

 

وخلال الحفل، قدّم الأستاذ ناظم نعمة درع شكر للأب شويحات باسم محاميي الأردن. كما قدّم الأستاذ تامر مليحة درعًا تقديريًا باسم محاميي فلسطين، وهدية تذكارية من الأستاذ عصام أبو نصّار باسم محاميي الجليل، كما وللأب أكثم حجازين لمناسبة انتهاء خدمته في الناصرة والانتقال للعمل كرئيس للمحكمة في عمّان. كذلك، قدّم قضاة المحاكم الكنسيّة اللاتينيّة هديّة عبارة عن مخطوط قرار البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا بتعيين الأب شويحات مستشارًا، ومجلد حول إبادة الأرمن من المطران كريكور أغسطينوس كوسا، وأيقونة قبطيّة من الوفد المشارك من مصر.

كلمة الأب شويحات

 

وألقى الأب جهاد شويحات كلمة استهلها مشيرًا إلى أنّ احتفال اليوم هو "تفكير بكلّ إنسان تعب وأفنى عمره في خدمة الرسالة التي أوكلت إليه"، بالتالي فإنّ هذا التكريم والتقدير هو لجميع من عمل ويعمل في المحاكم الكنسيّة من رؤساء وقضاة. واستذكر جهود عمله في المحكمة اللاتينيّة في عمّان، منها: 18 عامًا نائبًا للرئيس، و15 عامًا رئيسًا لها.

 

وقال: قضيتُ مدة 33 سنة مع زملائي القضاة في الإصغاء إلى شكاوي المتألمين، وجروحات المظلومين، وإلى إنكسار قلوب الكثيرين من الأزواج والعائلات التي نهشتها الآلام، النفسيّة والأخلاقيّة، بحثًا عمّا يريح ضمائرهم، ويوقف نزيف فشل زواجهم ودمار مشاعر أطفالهم. لقد كنّا، وكان الليل يسهر معنا ساعات طويلة بحثًا عن حلول إيجابيّة تردّ الأزواج إلى نعيم التفاهم بفكّ الخصام.

إرهاق الضمير

 

كما تحدّث عن "إرهاق الضمير قبل الوصول إلى نقطة الصفر لإصدار أحكام مصيريّة".

 

وقال: كنتُ أقف حائرًا بين الرفق والشدّة، وبين العدل والرحمة، بين إرهاصات الضمير وراحة البال. أتغاضى عن اعتراضات بعض المحامين المستجدّين وعن انتقادهم لقرارات خلافًا لما يتوقعون. وأتغاضى عن الحديث عن الانتقادات الجارحة التي صدرت عن بعض الأطراف المتخاصمة. وأتغاضى عن الشكاوى التي قدّمت إلى السلطات الدينية طعنًا بقرارات المحكمة بداية واستئنافًا دون الاستماع إلى آراء القضاة. وأمرّ مرور الكرام عن التهديدات برفع الشكاوى إلى روما أو دائرة الفساد، وهم يعلمون أنّنا لا نخاف شيئًا، ولا نهاب إنسانًا، لأنّنا على حقّ، بل لدينا ما يدينهم".

الجانب المشرق والمضيء

 

كما أشار إلى الجانب السعيد المشرق والمضيء في المحاكم.

 

وقال: أريد أن أتحدّث عن روعة أسلوب التخاطب الراقي الذي يستخدمه الأساتذة المحامون والمحاميات: الأسلوب المنمق الرزين المكحّل بجمال المفردات بانتقاء اللغة القانونيّة المهذبة والمقنعة بفنٍ وروعة واحترام. كان السموّ بالفكر والإقناع بالحجة والمعرفة من ميزات المحامين التي تفرض احترامها: سعة في الاطلاع القانونيّ وخبرة وتمرسًا في الفقه والاجتهاد، مكثرين في المعرفة، ومسعين في المدارك، لأنهم ولأنهنّ يعتبرون أنفسهم جزءًا من المحكمة ومعاونين على تحقيق العدالة، وليس خصوم لها، ولا أعداء كما يعتقد القلّة. دون النظر إلى ربح أو خسارة".

أكثر من 8 آلاف قضية

 

وتطرّق إلى أنّ مجموع القضايا التي نظر فيها منذ عام 1992 إلى 2023.

 

وقال: بلغ مجموع القضايا التي تمّ البتّ فيها 8450 دعوى تتألف من: حصر إرث، انفصال، طاعة زوجيّة، حجر أوقاف، تبني، نسب، مشاهدة أطفال، نفقة زوجيّة، نفقة أطفال، بطلان زواج، وغيرها، بغض النظر عن الدعاوى والاستشارات التي نظرت فيها أمام محكمة الروم الكاثوليك في عمّان. أصدرت وزملائي أحكامًا قضائيّة في 269 دعوى بطلان زواج، منها 20 دعوى زواج مقرّر غير مكتمل، وهي من أصعب الدعاوى لأنّ الحكم فيها يعود إلى محكمة الروتا الرومانيّة.

 

وفي الختام، قدّم الأب شويحات الشكر للأب شوقي بطريان نائب الرئيس ومعاونه الوحيد، وللآباء: إميل سلايطة، مجدي سرياني، أكثم حجازين الذين نظموا أعمال المؤتمرات التسعة السابقة، ولجميع الأفراد والمؤسّسات الداعمة لأعمال هذه المؤتمرات، ولعائلة البروفيسور الراحل الأب مانويل أروبا كونده. كما شكر الآنسة أليانا حجازين التي عملت سكرتيرة للمحكمة مدة ثماني سنوات وتميّزت دومًا بالأمانة والوفاء، ولجميع المحامين والمحاميات الذين عملوا معه خلال السنين الطويلة. وفي الختام، قدّم للحضور الأب أكثم حجازين الرئيس الجديد للمحكمة الكنسيّة اللاتينيّة في عمّان.

 

هذا وتخلل الحفل توزيع الشهادات على المشاركين في أعمال مؤتمر المحامين العاشر.