موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
البابا يحتفل بقداس عشاء الرب في سجن الأحداث كازال ديل مارمو في روما

فاتيكان نيوز :

 

ترأس البابا فرنسيس، عصر الخميس 7 نيسان 2023، قداس "عشاء الرّب" يوم خميس الأسرار، وذلك في سجن الأحداث كازال ديل مارمو، في ضواحي العاصمة الإيطاليّة روما، تخلله رتبة غسيل الأرجل لاثني عشر سجينًا شابًا من بينهم سجينتين.

 

وألقى البابا عظته عفويّة قال فيها: يلفُتُ الانتباه كيف أن يسوع، قبل يوم واحد فقط من صلبه، يقوم بهذه البادرة. كان غسل الأقدام هو العادة في ذلك الوقت لأن الشوارع كانت مغبرة، وكان الناس يأتون من الخارج وعندما كانوا يدخلون الى بيت ما، قبل الأكل، أو اللقاء، كانوا يغسلون أرجلهم. ولكن من كان يغسل الأقدام؟ العبيد، لأنه كان عمل العبيد. لنتخيل مدى دهشة التلاميذ عندما رأوا أن يسوع قد بدأ يقوم بعمل العبد. لكنه قام بذلك لكي يجعلهم يفهمون رسالة اليوم التالي بأنه سيموت كعبيد، لكي يدفع ديوننا جميعًا. لو كنا نصغي إلى هذه الأشياء عن يسوع، لكانت الحياة جميلة جدًا لأننا كنا سنندفع لكي نساعد بعضنا البعض، بدلاً من أن نخدع بعضنا البعض، ونستغلَّ بعضنا البعض، كما يعلمنا الأدهياء.

 

تابع: من الرائع أن نساعد بعضنا البعض، وأن نمدَّ يد المساعدة لبعضنا البعض: إنها تصرفات بشرية عالمية، لكنها تنبع من قلب نبيل. واليوم يريد يسوع من خلال هذا الاحتفال أن يعلمنا هذا: نبل القلب. يمكن لكل منا أن يقول: "لكن إذا عرف البابا الأشياء التي أحملها في داخلي". لكن يسوع يعرفها ويحبنا كما نحن ويغسل أقدامنا جميعًا. إنَّ يسوع لا يخاف أبدًا من ضعفنا، هو لا يخاف أبدًا لأنه دفع، ويريد فقط أن يرافقنا، ويريد أن يمسكنا بأيدينا لكي لا تكون الحياة قاسية علينا. سأقوم أيضًا ببادرة غسل الأقدام، ولكنها ليست شيئًا فولكلوريًا، لا. إنّه تصرُّف يُعلن كيف يجب علينا أن نكون مع بعضنا البعض.

 

أضاف: نرى في المجتمع الكثير من الأشخاص الذين يستغلّون الآخرين، وأشخاصًا كثيرين محاصرين في ظروف معيّنة وغير القادرين على الخروج منها. كم من الظلم، وكم من الأشخاص العاطلين عن العمل، وكم من الأشخاص الذين يعملون ويتقاضون نصف أجر، وكم من الأشخاص لا يملكون المال لشراء الأدوية، كم من العائلات قد دُمِّرت، وكم من الأشياء السيئة... ولا أحد منا يمكنه أن يقول: "أشكر الله أنني لست كذلك" لأنَّ كل واحد منا يمكنه أن ينزلق. وهذا الإدراك، وهذا اليقين بأنّه يمكن لكلِّ واحد منا  أن ينزلق منه كل منا هو ما يمنحنا الكرامة لكوننا خطأة. ويسوع يريدنا هكذا ولهذا أراد أن يغسل أقدامنا ويقول لنا: "جئت لكي أخلصكم، ولكي أخدمكم". الآن سأفعل الشيء نفسه كتذكير لما علمنا إياه يسوع: أي أن نساعد بعضنا البعض. وهكذا تصبح الحياة أجمل ويمكننا أن نسير قدمًا على هذا المنوال.

 

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: خلال غسل الأقدام –وأتمنّى أن أتمكّن من أن أقوم بذلك لأنني لا أستطيع المشي بشكل جيد– فكِّروا: "إنَّ يسوع قد غسل قدمي، يسوع قد خلَّصني، والآن أواجه هذه الصعوبة". ولكنها ستعبُر لأن الرب هو بجانبنا على الدوام ولا يتركنا أبدًا. فكِّروا في هذا الأمر.