موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
2 تشرين الأول: عيد المـلائـكة الحـراس
فلنذكر دائمًا ملاكنا الحارس في صلواتنا ونطلب منه تقويتنا وحمايتنا وارشادنا

إعداد الأب وليـم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

خلق الله الملائكة كأرواح خادمة لكي تتولى خدمته في السماء.

 

لكن الله من عظم محبته للإنسان جعل هذه الملائكة أيضًا في خدمة بني البشر وحراستهم، وقد امتدت خدمتهم بين الأرض والسماء، فهم في السماء لا يفترون عن التسبيح والتمجيد والسجود والعبادة لله، أما على الارض يقومون بإبلاغ مقاصد الرب لخدامه والقيام بخدمة القديسين.

 

وقد اتفق الآباء اللاهوتين على أنه لكل إنسان منا ملاك خاص منذ ولادته. كما آمن المسيحيون منذ القدم بوجود هذه الأرواح السماوية وصوروها ككائنات مجنحة للتعبير عن وظيفتهم في الوساطة بين السماء والأرض. كما يقوم الملائكة بحراسة الكنائس والأديرة حيث أقام الله لكل كنيسة ملاكًا.

 

ذكر لنا سفر الأعمال أنه عندما قام رؤساء كهنة اليهود بإلقاء القبض على الرسل ووضعوهم في السجن حتى يمنعوهم من الكرازة باسم المسيح، قام ملاك الرب في الليل وفتح ابواب السجن واخرجهم وطلب منهم ان يذهبوا ويكلموا الشعب بكلمة الحياة.

 

هنالك ثلاثة مخاطر تهدّد الملاك الحارس:

 

الخطر الأول: من لا يسير. يوجد الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفون كيفية السير أو يخافون من المخاطرة بأنفسهم ويتوقّفون. إنما نحن نعلم أنّ من يبقى جامدًا في الحياة، ينتهي بالفساد. تمامًا مثل المياه: عندما تبقى المياه راكدة، تصبح غير صالحة، وكلّ شيء يفسد. إنّ الملاك يساعدنا، ويدعونا إلى السير.

 

الخطر الثاني: أن نخطئ في المسار، خطر سهل أن نصحّحه، في البداية فقط.

 

الخطر الثالث: أن نترك المسار الصائب، أن نتوه في الطريق. إنّ واجب الملاك الحارس أن يساعدنا على السير دائمًا في المسار الصحيح.

 

وكان البابا فرنسيس قد دعا في عدة عظات في عيد الملائكة الحراس، إلى "الإصغاء إلى إلهاماته". وسأل: "هل تتحدّثون إلى ملاككم الحارس؟ هل تعرفون اسم ملاككم؟ هل تدعونه يمسككم بأيديكم على الدرب ويدفعكم إلى التحرّك؟".

 

وشدد على أنّه في سرّ حماية الملاك، يوجد التأمّل في الله الآب.

 

وقال: ملاكنا ليس فقط معنا، هو يرى الله الآب. هو في علاقة معه. إنه الجسر اليومي من ساعة النهوض من نومنا، يرافقنا وهو على علاقة مع الآب ومعنا. الملاك هو الباب اليومي للصعود، للقاء الآب. لأنه ينظر إلى الآب، ويعرف الدرب. وقال: "إنّ حضور الملاك الحارس في حياتنا ليس لمساعدتنا على الدرب، بل ليرينا أين يجب أن نصل".