موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢ أغسطس / آب ٢٠١٨
يا طيّب القلب وينك؟

منال الفانك :

مُذْ خُلِق الكون، وُجِد التنوع بكل شيء ، حتى فيما بيننا كبشر، ،،ترى الطيب أمام القاسي،،ترى الأمين أمام الخائن،،هنا الكسول وهناك النشيط،،، هذا متفائل و ذاك متشائم،،اللطيف هنا و هناك الفظ،،،،
إنما لطالما لفتتني شخصية الإنسان (طيب القلب،،عصبي المزاج)،،و لطالما تساءلت أن هل من المفروض أن تحتمل شخصاً فظ التعامل بحجة اللقب الذي ظفر به مرةً أنه أبيض الداخل ؟؟؟!!!
حسناً،،لنحاول إقناع أنفسنا بذلك،،،و بأن الشخص لا يقييم حسب تصرفاته و أفعاله ،،إنما حسب المخفي داخله وهو للكثيرين الأهم !!!!!
فهل مُصَرَّح لطيِّب القلب أن يجرح غيره بكلمة؟؟؟وكم لك أن تتظاهر بالصمم ، لأنه وكما عُرف عنه طيِّب و يتكلم بعفوية دون قصد الإساءة؟!
تتغاضى مرة،،اثنتان،،إنما مع تكرار الأمر،،ألن تتغير نظرتك تجاهه؟؟؟؟
الكلمة القاسية متى خرجت ،كالرصاصة هي،،إن لم تقتل،تمزق!! وعلى ذات المبرر (مش قصده!)
حسناً،،،لا تقصد و نطقت بتلك الدرر،،فكيف الحال لو كنت تقصد؟!!!!
لنضع الكلام جانباً،،و لنختبر سلوك صديقنا (العصبي طيب القلب)،،
ماذا عن سلوكه غير المدروس بفورة غضب!!و الذي قد يهين،،يَجرَح و يُحرِج أيضاً،،،فهل يا صديقي علمتَ أن العين ترى داخلك؟؟؟
لا،،،العين ترى ما ترى فقط،،،و تحكم على شاهدتْ،،،
أسمعتَ يا عزيزي عن قاضٍ أصدر عفواً عن متهم،، لأن الأخير لم يقصد ما اقترف و قلبه طيب؟!!!
مهما كانت طبيعة العلاقة التي تربطك بتلك الشخصية ،،رئيس و مرؤوس،،،صداقة،،زوج و زوجته،،أهل و أبناء،،،،،،كيف لك استيعاب الموقف؟؟؟
و كم مرة عليك أن تَعُدَّ للعشرة أو للمئة قبل الرد على (طيب القلب)؟؟؟؟
أفي كل مرة عليك أن (تبلعها و تسكت) احتراما لذاتك أولا و أخيرا؟؟؟؟
أم تتجاهل حرصاً منك علاقتكما أياً كانت،،
لا ملائكة على الأرض،،،و لكل منا ساعة الصفر خاصته،،،
متى حانت ،لا يحق لأي كان المحاسبة،،،لأنه و على الأكيد غيرك (خيره سابق)!!!!
فمن أنت ؟و أين أنت يا طيِّب القلب؟؟؟؟؟
نهاركم رواق و طيبة أحبتي،،،،،