موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ١٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
وسط تصفيق حار إقرار اتفاق المناخ في دبي
بعد ليلتين من المفاوضات الماراتونية، لم يستغرق الأمر سوى خمس دقائق من سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، ليعلن بضربة من مطرقته اعتماد اتفاق تاريخي بشأن التوجه نحو التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري.

أ ف ب :

 

لم يكن لدى سلطان الجابر المزيد من الوقت ليضيعه. ففي الساعة الحادية عشرة والربع (07,15 ت غ) الأربعاء، قال "لا أسمع أي اعتراض؟ لقد أقر". وهو ما قوبل بتصفيق حار من الحاضرين وقوفًا في القاعة التي بالكاد جلسوا على مقاعدها.

 

في هذه القاعة نفسها افتُتح في 30 تشرين الثاني المؤتمر الثامن والعشرون للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للمناخ.

 

وقال الجابر من على المنصة "هذا هو التوافق في دولة الإمارات". وقد بدا عليه الارتياح بعد أن وعد طيلة أشهر باتفاق "تاريخي" وعانى خلالها من سيل من الانتقادات لدوره المزدوج كرئيس لمؤتمر الأطراف ولشركة النفط الوطنية "أدنوك". وأضاف "لدينا صيغة تتعلق بالوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي لأول مرة" في تاريخ مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، وهو ما استتبعته جولة أخرى من التصفيق.

 

في اللحظات التي سبقت ذلك، كان المفاوضون يتجاذبون أطراف الحديث بارتياح في قاعة الاجتماعات الكبرى في مركز دبي إكسبو الفسيح حيث مُددت المفاوضات يومًا إضافيًا بعد الموعد الرسمي.

 

الأجواء المرحة بين المندوبين المنهكين، بعد أربع ساعات فقط من نشر مسودة الاتفاقية الجديدة، بشرت بنتيجة إيجابية بعيدة كل البعد عن الضجة التي أثارتها الاثنين المسودة الأولى التي اقترحها سلطان الجابر. وقال مفاوض أوروبي قبل الافتتاح مباشرة "السعوديون موافقون، هذا مفاجئ، لكن الصينيين والأميركيين أيضًا... إنه أمر غير متوقع".

 

وأمام عينيه تبادل رئيسا وفدي السعودية والصين أطراف الحديث، مبتسمين. فقد كانت معارضتهم العلنية لأي اتفاق ينص على "الاستغناء التدريجي" عن الوقود الأحفوري تنذر بانفصالهم عن غالبية من الدول تطالب بذلك، قبل أن يقبلوا أخيرا "التحول" نحو التخلي عنه.

 

وطُرح سؤال حول احتمال معارضة الهند التي تعتمد على الفحم ولم تدل بتصريحات علنية على مدى أسبوعين من المؤتمر. لكن المفاوض الأوروبي قال إنه تلقى منها "ردود فعل متباينة".

 

 

تغيب الجزر الصغيرة

 

بعد دقائق قليلة، تم اعتماد النص. لكن الحماس تضاءل بسبب خيبة الأمل التي عبرت عنها الدول الجزرية الصغيرة المهددة بالغرق بسبب الاحترار العالمي.

 

وقالت آن راسموسن، ممثلة جزر ساموا "لم نرغب في مقاطعة التصفيق عندما دخلنا القاعة، لكننا في حيرة من أمرنا: لقد ضربتم المطرقة في حين لم يكن تحالف الدول الجزرية الصغيرة (Aosis) موجودًا في الغرفة". وأضافت "توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه لم يتم ضمان تصحيح المسار كما يجب"، معتبرة أن النص لا يثير أملا في إنقاذ الجزر مع ارتفاع مياه المحيطات.

 

وقوبلت كلمتها بالتصفيق وهتافات التشجيع من ناشطي المنظمات غير الحكومية الذين وقفوا جميعهم في الجزء الخلفي من القاعة.

 

ثم انضم إليهم في إبداء التأييد لهذه الدول المندوبون الأوروبيون ومندوبو العديد من الدول الأخرى الذين أشادوا للتو بالاتفاق. وهم بذلك أقروا بما يتضمنه اتفاق دبي من تنازلات صعبة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يرغبون في التخلي على نحو أسرع عن النفط والغاز والفحم المسببة لجزء كبير من الانبعاثات الملوثة.