موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣
مصر تُعيد افتتاح ديرين أثريين بقنا بعد ترميمهما
لاجتذاب المهتمين بالسياحة الدينية

الشرق الأوسط :

 

أعاد مسؤولون مصريون، السبت، افتتاح ديري مار جرجس «المجمع» والأنبا بسنتاؤس بحاجر نقادة في محافظة قنا (جنوب مصر) بعد الانتهاء من ترميمهما.

 

وقال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، إن الحكومة تحرص على رفع كفاءة المناطق الأثرية وإتاحتها لاستقبال زائريها من المصريين والسائحين من مختلف دول العالم، وتحسين التجربة السياحية بها، بجانب استيعاب النمو في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.

 

وأشاد وزير السياحة والآثار بالتعاون المثمر بين المجلس الأعلى للآثار ومحافظة قنا والكنيسة القبطية ومطرانية نقادة وقوص للانتهاء من ترميم هذين الديرين»، مشيرًا إلى «وجود صحوة غير عادية في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار في الآونة الأخيرة أسفرت عن افتتاحات متتالية كان آخرها افتتاح سور مجرى العيون وحصن بابليون ومعبد بن عزرا اليهودي في منطقة مصر القديمة بالقاهرة التاريخية».

 

وعدّ أشرف الداودي، محافظ قنا، افتتاح أعمال ترميم ديريْ القديس الأنبا بسنتاؤس، ومار جرجس الروماني، «إضافة كبيرة لمجموعة المواقع الأثرية»، التي تتميز بها محافظة قنا، بما يسهم في تعزيز مكانتها على خريطة مصر السياحية، ويجذب إليها المزيد من الزوار المصريين والأجانب، خصوصاً المهتمين بالسياحة الدينية. وبدوره، دعا الأنبا بيمن، مطران نقادة وقوص، إلى إدراج الديرين على الخريطة السياحية، لا سيما أن موقعهما يأتي بين معبد دندرة في قنا، والمعابد الأثرية في الأقصر، لافتاً إلى أن كلا الديرين يعود تاريخ إنشائهما إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي؛ موضحاً أن «كشف أسرار هذا الموقع يحتاج إلى المزيد من أعمال الحفائر الأثرية».

ونجح فريق عمل ترميم دير مار جرجس «المجمع»، في الكشف عن عدد من الأجزاء المعمارية بالكنائس الخمس التي يضمها الدير، خلال عمليات الترميم، كما استطاع الكشف عن رفات القديس بسنتاؤس، في الدير المسمى باسمه، حسب الدكتور أبو بكر أحمد المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار.

 

وشمل مشروع ترميم دير مار جرجس (المجمع) ترميم وصيانة كنيسته الرئيسية وتدعيم الأساسات، حيث كُشف عن حجرة صغيرة من الداخل أسفل حجرة المعمودية في الجانب الشمالي الغربي من الكنيسة تسمى «قبة الميرون»، وكانت تُستخدم لحفظ زيت الميرون المقدس، كما أنه كُشف عن بعض قواعد الأعمدة الغرانيتية وعمود كورنثى داخل المذبح في الكنيسة الأثرية، وكذلك لوحة من الحجر الجيري عليها كتابات قبطية تمثل شاهد قبر يرجع إلى القرن 14 الميلادي، وقد رُمّم ودُعمت أعمدته وعقوده بمادة البناء نفسها، كما كُشف عن نماذج مختلفة لأشكال الصلبان على العقود.

 

وفي كنيسة مار يوحنا رُمّمت الجدران، ورُفعت كفاءة شبكة الكهرباء، وجرى عمل مزاريب لتصريف مياه الأمطار، كما كُشف عن مغطس في الجهة الغربية للرواق الأوسط من الكنيسة يعود إلى القرن 11 الميلادي، وقد رُمّم أيضاً.

 

ونجح فريق العمل في ترميم كنيسة السيدة العذراء، إحدى كنائس الدير، حيث نُفّذت أعمال درء الخطورة لجدرانها وتغطيتها بجمالون زجاجي مقام على أعمدة خشبية على أطراف الكنيسة بارتفاع مترين من منسوب الأرضية، وعمل حواجز زجاجية ما بين الأعمدة لرؤية حفائر الكنيسة من الخارج، وقد ظهرت في أثناء أعمال الترميم قواعد وبقايا جدران وأكتاف حاملة لبقايا القبة المركزية وبقايا هيكل الكنيسة. كما تضمنت أعمال الترميم قلالي الرهبان.

يعود تاريخ دير المجمع الذي يقع على الضفة الغربية للنيل، والمسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 1951، إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وسُمي بدير المجمع نظراً لكونه مجمعاً مقدساً يقوم على إدارة مجمع كنائس، ويتكوّن من 5 كنائس هي، كنيسة مار جرجس، وكنيسة السيدة العذراء، وكنيسة مار يوحنا، وكنيسة الملاك غبريال، وكنيسة الملاك ميخائيل وهي مندثرة الآن بالإضافة إلى قلالي الرهبان، حسب وزارة السياحة والآثار المصرية.

 

بينما يعود تاريخ دير الأنبا بسنتاؤس إلى القرن السادس الميلادي، وقد بُنيت الكنيسة الموجودة الآن، في بداية القرن الثامن عشر الميلادي بيد القمّص هرميلا، وقد سجّل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية في عام 2008.