موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
مثل هذا اليوم من كل عام .... الكل يتخبط

ميس نبيل أيوب :

منا من يفرح ﻷن عاما قديما سيغادرنا و سينشل معه كل الهموم و الاحزان ....ينشل معه سوء الحظ و المشاكل المستعصية ....و عاما جديدا سيطل علينا بثوب الفرح و البهاء ....يزرع في نفوسنا الامل و الضياء ....متأملين دوما بأن العام الجديد سيكون هو الافضل و سيجلب لنا الحظ ....و الصحة و الغنى و المراكز العليا .... هذا كل ما ننتظره على الاغلب .....

منا من اشترى بطاقات اليانصيب ... و ينتظر السحب ... و يتأمل بربح الجائزة الكبرى ﻷن ماغي فرح صرحت بأن البرج الفلاني حظه بالسماء هذا العام .....

و منا من ذهب الى السوق باكرا ....و اشترى العديد من الاغراض تجهيزا لسهرة بسيطة في المنزل مع العائلة ....

و منا ما زال نائما هانئا رضيا في الفراش .....يستيقظ الساعه الثانية عشرة لتكون بشرته نقيه استعدادا لحفل في اضخم الفنادق العالمية.....

و منا منذ ليلة امس غادر الى باريس لحضور حفلة رأس السنة و سيعود بعد غد .....

نعم فنحن في مجتمع تتحكم فيه المستويات الاجتماعية و الماده بشكل كبير ....

لكن لا يهم اين سنقضي هذا الحفل .... لكن المهم مع من

لا المكان و لا الزمان قادر على جعلنا سعداء لولا الحب الذي نشعر به تجاه من هم معنا و لن يغادرونا ...

و لن ننسى ايضا المرتبطين حديثا ....و المتزوجين .....

منهم من سيحضر المفاجآت لﻵخر ... و بعض الفتيات سيكتبن أول سهرة مع خطيبي او زوجي ..... لكن المهم (الكل سيفرح )

و منا من لديه أحباب تحت التراب ...سيذهب صباحا لمعايدتهم و الاطمئنان عليهم ﻷن الجو بارد .. و لا أحد يأبه بهم ....

و منا من فقد أحبائه منذ فترة قريبة ... و الحزن لا يترك للفرح مطرح في قلبه ......هذا سيصللي و يدعو المولى و يستودع العام القديم المحزن بيد الله .... و ينام باكرا على امل الاستيقاظ على مشارف عام فرح جديد .....

و منا من لا ينسى قداس الشكر ...في نهاية كل عام ....نرنم( ارحمني يا الله بعظيم رحمتك ) حتى نستذكر كل خطايانا و نندم عليها .. و لكي يغفر لنا الرب الحنان الرحيم .... و من ثم نرنم (اللهم نمدحك ) و نشكر الرب على الحلو و المر .. نشكره على عجيب صنائعه .......

و بعد هذا القداس نذهب لنجهز انفسنا ....

ننظر الى طاولة الطعام .... كل منزل لن تخلو طاولته من البقدونسية و التبوله و الحمص و المتبل ...

و تختلط رائحة الشتاء برائحة المشاوي

نعم انه آخر يوم بالسنة ....... انه احتفال رأس السنة الميلادية ....أعاده الله على الجميع بالصحة و العافية

استيقظوا

استيقظوا .... امامكم يوم طويل شاق