موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأربعاء، ٢٢ مارس / آذار ٢٠٢٣
كتب الأب يوسف مونس: عيد البشارة فرح روحي ووحدة لبنانيّة
تصوير: أسامة طوباسي / أبونا

تصوير: أسامة طوباسي / أبونا

الأب يوسف مونس :

 

عيد البشارة في 25 آذار هوعيد وطني في لبنان، يعيّده المسيحيون والمسلمون معًا.

 

نص البشارة في انجيل لوقا فصل 1/28-35، ونص البشارة في القرآن الكريم سورة آل عمران 69- 41 – 46، توحد اللبنانيون مسيحيين ومسلمين، وجعلوا من هذا النهار نهارًا روحيًا ونهارًا وطنيًا فريدًا لا مثيل له في جميع اقطار العالم.

 

في مدرسة الجمهور ناجي الخوري يتمنى ويحلم، والشيخ محمد الشفتري يخطب في كنيسة الجمهور عن البشارة، واللجنة الروحية في الجمهور تسارع الى التقاط الفكرة وحملها، وجعل يوم البشارة يومًا روحيًا ووطنيًا جامعًا.

 

تحمس للفكرة آنذاك الوزير ميشال اده مع الوزير ابراهيم شمس الدين والدكتور محمد السماك والاستاذ حارس شهاب. ونقلت الفكرة الى رئيس مجلس الوزراء آنذاك فؤاد السنيورة، واقر يوم البشارة يوم عيد وطني غير معطل، ثم طلب الوزير ميشال اده من رئيس الوزراء سعد الحريري ان يكون عيداً معطلاً، فاقر مجلس الوزراء بالاجماع في 18 شباط 2010 ان يكون هذا العيد عيدًا وطنيًا لبنانيًا مسيحيًا ومسلمًا معطلاً.

 

وهكذا من الجمهور، من اللهبة واللهفة في قلب استاذ علماني، الى صوت شيخ يخطب عن وحدة البشارة، الى دور لبنان المميز، كان هذا العيد المميز الذي اخذ يعم العالم.

 

لا نسأل من يحمي لبنان في هذه الايام السوداء. هذه الايام الصعبة التي نعيشها، والخوف يملأ قلوبنا، والفزع يرعد فرائصنا، والقلق يعصف بنا، والرعدة والهلع والرعب تنهش وجودنا، كأننا متروكون لقدرنا، لا احد يرعانا او يحمينا ويهتم بنا، وننسى ان العذراء مريم هي السيدة الحارسة لنا ولوطننا لبنان. وننسى ايضا ان وطننا لبنان مكرس لسيدة لبنان، وهي حارسة ارضه وسهوله وجباله واناسه المنشدين: "صلاتك معنا يا اطهر العباد، كوني عوننا الآن وفي ساعة موتنا، فانك انت ملجانا وعليك رجانا، لا تهملينا يا حنونة يا سيدة المعونة الدائمة".

 

وشاح حماية السيدة العذراء يمتد على كل الاراض اللبنانية، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب، من البحر حتى السهل واعالي الجبال، والى اعمق الوديان، وفي كل بيت وكل شخص، لاننا الى ظل حمايتها نلتجئ، وهي والدة الله القديسة، لا تغفل عن طلباتنا اليها.

 

ولان لبنان هو ارض الحوار والعيش معًا، اصبح نص البشارة كما ورد في انجيل لوقا وقصة البشارة كما وردت في القرآن الكريم لوقا 35/28-1، عمران 69/41-46، هو عيد فريد قام به كبار من لبنان، رجال حوار ولقاء، وجعلوا منه عيدًا يلتقي ورسالة لبنان الحوارية والعيش معًا، وتبادل الثقافات والحضارات والاختبارات الوجودية والروحية والانسانية الكبيرة المميزة في تاريخ البشرية.

 

ولان السيدة مريم العذراء موجودة في قلب لبنان وفي قلب اهله، فلا يخلو بيت من مذبح او صورة لها، ولا يخلو عنق من ايقونتها، واسمها يحمله الكثير من النساء، كما لا تخلو ضيعة من كنيسة تحمل اسمها، كسيدة الشبانية المنمشة الوجه.

 

العذراء هي السيدة الحامية، تحمي اليوم لبنان، لها مزاراتها على كل منعطف او تلة او درب من دروب لبنان. فان اتجهت جنوبًا او شمالاً شرقًا او غربًا، تجد لها مقاماتها ومزاراتها ومعابدها وتماثيلها، فمن سيدة الجنوب الى سيدة البشارة الى سيدة مغدوشة الى سيدة خلدة الى سيدة النورية الى سيدة حريصا الى سيدة البقاع الى سيدة الحصن الى سيدة قنوبين الى سيدة الغسالة الى سيدة النهر الكبير في كنيسة سيدة القلعة.

 

عيد مبارك على كل من يحمل اسم البشارة، وعلى الكنائس والمزارات التي تحمل هذا الاسم.

 

(الديار اللبنانية)