موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٢ يوليو / تموز ٢٠٢٣
رعية اللاتين في الجبيهة تعقد المحاضرة الحادية عشرة حول سفر الرؤيا

رعية اللاتين - الجبيهة :

 

أوشكت دورة سفر الرؤيا، التي تنظمها كنيسة اللاتين في الجبيهة، بالتعاون مع المركز اليسوعي، على الانتهاء.

 

ففي المحاضرة الحادية عشر، تطرّق المحاضر للحديث عن الأكواب السبعة، والمعركة الأولى في رؤيا النهايات. وقد أجرى المحاضر مقارنة ما بين الأكواب السبعة والأبواق السبعة والضربات العشر التي أجراها الرب في الخروج مع موسى. وقد خلص المحاضر إلى نتيجة مفادها، أن الأكواب هي تأديبات جلبها الإنسان على نفسيه برفضه رعاية الرب وحمايته، لذا نجد ثلاث مرات يجدف الإنسان على الرب بعد كل تأديب.

 

وهذا التجديف وإن دل، فإنما يدل على قساوة قلب بعض البشر الذين يرفضون الاعتراف بالله وقدرته حتى النهاية.  وفي المقابل نرى المؤمنين من شعب الرب، حتى وإن ماتوا وقدموا حياتهم من أجل إيمانهم، فإن أسماءهم كتبت في سفر الحياة، وهم يملكون منذ الآن مع الرب، في ملكه الألفي في السماء، وذلك لأنهم قاموا القيامة الأولى مع المسيح. فمنذ لحظة موت السيد المسيح وقيامته، طرد ابليس من هذا العالم، والقي في الهاوية وقيد عمله.

 

أما القديسين، فقامت اجسادهم بقيامة المسيح، كما يقول انجيل متى، فهم منذ الان يملكون مع المسيح لالف سنة، وخلال هذه الفترة ترك ابليس مقيدًا لكي يتحسر على فشل مشروعه الشيطاني. فلا سلطان لابليس على ابناء الرب، لكنه ما زال يعمل، لأن ابناء الظلمة يمدونه بقبلة الحياة. فبموت المسيح وقيامته، قيد ابليس، كما قيد جسد الخطيئة فينا، كما يقول القديس بولس. وسيبقى ابليس مقيدًا الى حين مجيء المسيح الثاني، وعندها ستقوم باقي اجساد الاموات للدينونة، وحينها سيخرج ابليس من سجنة، لكي ينفذ به حكم الدينونة، فيلقى في بحيرة النار والكبريت.

 

ونلاحظ ان المعركة الاخيرة تتم على مرحلتين، المعركة الاولى مع وحش البحر (الامبراطور دومتيانوس)، ووحش الأرض (الأنبياء الكذبة). وهذه المعركة حدثت في الماضي، يوم مات دومتيانوس، وانتهى دور الأنبياء الكذبة الذين ساندوه، وبموتهم القوا في بحيرة النار والكبريت.

 

أما المعركة مع ابليس فلم تنتهي بعد، ولكنها ستنتهي بنهاية العالم، عندما تنحل عناصر الكون، فلا يبقى لابليس اية عمل ليعمله، عندها ستغلق صحيفة شروره، وسيقدم لكي ينفذ به حكم الدينونة، وذلك بعد بعض مضي الالف سنة، التي تتزامن والدينونة العامة. فالملك لقديسي السماء الف سنة، وهو ملك محدود، لان الكنيسة ستملك للابد في السماء ملكها الابدي، عندما تتحد كنيسة السماء بالكنيسة الارضية، في قيامتها باليوم الاخير، اي بالقيامة الثانية العامة.

 

وعليه فملك الكنيسة الألفي وربط ابليس متزامنان. ففي الوقت الذي به ابليس يموت غيظًا قابعًا في سجنه، تتمتع كنيسة المسيح في معية الرب في السماء، كما يملك الرب على كنيسته، ويحضر معها في كل مرة تحتفل الكنيسة بسر الافخارستيا على الارض، ألم يقل الرب:

 

إن أجسادنا اضحت هياكل الروح القدس. فكيف لاجسادنا ان تكون هياكل، لولا ملك الرب على قلوبنا. لقد بدأ الملك الالفي بالقيامة الاولى (قيامة المسيح، بكر القائمين من الموت) وسيكتمل الملك الألفي، بمجيء المسيح الثاني، والقيامة الثانية (دينونة العالم في مجيئه الثاني). وفي هذه الفترة المؤقته مهما طالت (ملك الفي)، ستعود الكنيسة الأرضية لتتحد الارضية مع كنيسة السماء، ولكن هذه المرة، يكون التمتع كاملا بملك المسيح الأبدي في السماء. سعيد قديس من قام مع المسيح حين رقاده، في قيامته الاولى، وذلك لأن الموت الثاني لا سلطة له عليه (الالقاء في بحيرة النار والكبريت).