موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٨ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣
رسامة المطران حنا جلوف الفرنسيسكاني نائبًا رسوليًا للاتين في سورية

أبونا :

 

أقيمت في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في مدينة حلب، يوم الأحد الموافق 17 أيلول 2023، الرسامة الأسقفيّة للأب حنا جلوف الفرنسيسكاني، وذلك بعد تعيينه من قبل البابا فرنسيس نائبًا رسوليًا للاتين في سورية، في تموز الماضي.

 

وترأس قداس الرسامة الأسقفيّة عميد دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، بمعاونة كل من بطريرك القدس للاتين الكاردينال المعيّن بييرباتيستا بيتسابالا، والسفير الفاتيكاني بدمشق الكاردينال ماريو زيناري، ومشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس، وحارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، ورهبان وراهبات، وحشد من المؤمنين من رعايا متعدّدة.

 

وخلال القداس، تمّ قراءة رسالة البابا فرنسيس بتعيين الأب جلوف نائبًا رسوليًا، خلفًا للمطران جورج أبو خازن. وأشار قداسته إلى أنّ الأسقف الجديد يتحلّى بـ"الفطنة وحسن إدارة الأحوال الصعبة، وغيرها من الفضائل الإنسانيّة والكهنوتيّة"، متمنيًا بـ"شفاعة الطوباويّة مريم العذراء، وقديسي الأرض السورية الكثيرين، والقديس فرنسيس، أن يتمكّن من تقديم المواساة إلى الشعب الموكل إليه، وخدمته بطريقة أبويّة، مع المحافظة دائمًا، وبعناية على وظيفة التعليم والرعاية والتقديس بحسب تعليم الكنيسة".

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقى الكاردينال غوجيروتي كلمة نقل فيها بداية عن تحيات البابا فرنسيس، معربًا عن سعادته لمشاركته في هذا "اليوم الرجاء المشرق" لاسيّما للكنيسة اللاتينية في سورية، وللكاثوليك وجميع السوريين الذين عطشوا منذ زمن طويل إلى السلام، وإلى حياة تليق بالإنسان، حياة موسومة بالمحبّة، لا ينقصها العمل والتعليم والخدمات الصحيّة والأمان.

 

وأشار المسؤوال الفاتيكاني إلى أنّ احتفال الكنيسة اليوم بالرسامة الأسقفيّة هي علامة على زيارة الرّب، أبو الرحمة، وهو يحمل لشعبه الرجاء، لكي يعطي لبائسيه إكليلاً عوضًا عن الرماد، وزيت فرح عوضًا عن ثوب الحداد، والتسبيح عوض روح الحزن، كما يذكر النبي أشعيا.

وخاطب الكاردينال غوجيروتي الأسقف الجديد جلوف بالقول: "من أجل هؤلاء الأشخاص، ومن أجل هذه الوجوه الحاضرة هنا، تتمّ رسامتك أسقفًا اليوم. فأنت لم تظهر أنك أب صالح وحنون وحسب، بل وقوي أيضًا إن ما لزم الأمر. فلم تترك قطيعك وحده، بل أردت أن تبقى معه حتّى اللحظة الأخيرة. حتى عندما كان ذلك يعرّض حياتك للخطر. لذلك، جعلك الله علامة لشعبك السوري، ودعاك لكي تبذل حياتك من أجل الناس الذين وضعهم هو نفسه على دربك".

 

أضاف: "لقد دُعيتَ لكي تكون ابنًا للقديس فرنسيس، وبالتالي لتكون أخًا أصغرًا للبشر. تذكّر علامة التاو، الصليب الفرنسيسكاني، التي وجدتها مرسومة على جدار السجن الذي وضعت فيه. إنّها علامة هويتك. وبعد ذلك، تمّ رسامتك الكهنوتيّة لتعزي بنعمة الله حياة الناس، الحياة التي تولد، والتي تنمو، والتي تسامح، والتي تحتفل بالمحبّة، والتي ترافق المحتضرين في سفرهم الأخير.

تابع: "ليكن الكبير فيكم كالصغير، والمترئس كالخادم"، هذا ما قاله لنا الرب في إنجيله. لا يريد رعاة متكبرين، متباهين، مطالبين أن ينالوا المديح، ساعين للثراء على حساب الفقراء. فالله يرفض هؤلاء الرعاة الذين يتنعمون بلبس الصوف المسروق من قطيعهم. إنك ستكون أبًا، كما يذكرنا الرسول بولس، رافضًا للرياء، لا يتصرّف بمكر، ولا يزيّف كلمة الله، بل معلنًا للحق، سالك بضمير صالح أمام كل إنسان، وأمام الله. لا ضير أنك ضعيف مثلنا جميعًا، فأنت أيضًا تحمل كنز الإيمان في آنية من خزفيّة. لكنّ الله يعهد بنعمته إلى ضعفنا لكي يظهر أن القوة الفائقة هي منه وليست منا.

 

وخلص إلى القول: لك منا أطيب التمنيات، ولكم أنتم أيضًا أيها المسيحيون في سوريا. أوكد لكم أن الكنيسة تقف إلى جانبكم، وإلى جانب شعبكم بأسره. فاليوم أصبح بيت الصلاة هذا مركزًا للعالم، حيث يجري الله معجزة من فيض محبته، ويقدّم لنا رجاء لا يخيب... ها إنك تستقبل مع شعبك ابتسامة الرب هذه، وتعتبرونها دعوة للحفاظ على ابتسامتكم رغم كل شيء، لأنكم محبوبون للغاية من الآب الذي أرسل ابنه ليكون متضامنًا معكم حتى موت الصليب، لكنه قام من بين الأموات بعد ذلك. وأنتم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ستقومون معه لتعيشوا إلى الأبد في السماء، في جنة السلام.