موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأحد، ٢٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
تسليمة نسرين... كاتبة بنغلادشية متمردة تقاتل التطرف منذ 26 عامًا
صورة مؤرخة في 1 تشرين الثاني 2016 للكاتبة البنغلادشية المنفية تسليمة نسرين خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزلها في نيودلهي

صورة مؤرخة في 1 تشرين الثاني 2016 للكاتبة البنغلادشية المنفية تسليمة نسرين خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزلها في نيودلهي

أ ف ب :

 

تعيش الكاتبة تسليمة نسرين في المنفى منذ أكثر من ربع قرن نتيجة تهديدات استهدفتها، لكنها ترفض الانصياع للمتطرفين الإسلاميين الذين يريدون قتلها.

 

وتحذر الكاتبة البنغلادشية البالغة من العمر 58 عامًا والتي كان من أكثر كتبها بيعا "إيه فرانش لوفر" و"شوده" من صعود التطرف الإسلامي وخطره على العالم الحديث.

 

وتقول لوكالة فرانس برس، من منزلها في المنفى في نيودلهي حيث تقيم منذ العام 2011، "في البلدان الإسلامية، تزداد قوة المنظمات المتطرفة، سواء أكانت حركة الشباب أو تنظيم القاعدة أو جماعة بوكو حرام". وتضيف "حتى عندما ننظر إلى أوروبا، نرى أن العديد من المتطرفين الإسلاميين يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية باسم التعددية الثقافية".

 

وتقول نسرين، وهي ملحدة، إنها تؤيد بعض التدابير الفرنسية، مثل حظر النقاب في الأماكن العامة، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعًا. وتوضح "أنا أؤيد هذا الحظر. حجاب الوجه خطير جدًا. يجب أن ترى الذين يجلسون بجوارك. يمكن أن يكونوا قتلة". وهي تعرف هذا النقاش جيدًا، إذ إن غضب المتطرفين في بنغلادش منها بدأ مع قرارها التخلي عن الزي الإسلامي التقليدي بما فيه البرقع.


 

متعصبون غاضبون

 

وأصبحت نسرين، وهي طبيبة، معروفة خلال الثمانينات بعد سلسلة كتابات تندد بالاضطهاد الديني والجنسي للنساء في بعض البلدان الآسيوية. وأصبحت مواضيعها مثيرة للجدل بشكل متزايد. وهاجم متطرفون غاضبون المكتبات التي تبيع أعمالها في دكا العام 1992. في السنة التالية، صدرت ضدها "فتوى" ردًا على روايتها "لاجا" (العار) التي تصوّر اضطهاد مسلمين لعائلة هندوسية.

 

ومع عرض مكافأة لقاء قتلها، اضطرت نسرين إلى الفرار من البلاد وأمضت السنوات القليلة التالية مختبئة بحثًا عن ملاذ في أوروبا أولا ثم الولايات المتحدة قبل أن تستقرّ أخيرا في الهند. وتقول إن المتطرفين غيّروا وجه بنغلادش، مضيفة أن الدول الأخرى التي كانت معتدلة في السابق معرّضة للخطر نفسه، مشيرة مثلا إلى تحوّل تركيا عن العلمانية.

 

وترى نسرين أن التعصب الديني آخذ في الارتفاع أيضًا في الهند التي تعتبر من الديموقراطيات التي لا تتردد إجمالا باستضافة الأشخاص الذين يواجهون مشاكل في بلادهم. وتقول "الهند كانت ليبرالية أكثر في السابق. أحببت الهند لذلك. لكن الوضع تغير... أصبح الأمر صعبًا جدًا اليوم، ولا تسامح أو تساهل مع أي انتقاد". إلا أنها تستدرك "ليس كل الناس متطرفين. لو كانت الهند بهذا السوء، لما عشت هنا".


 

"سيقتلونني"

 

وكانت نسرين تحمل لواء الدفاع عن قضايا النساء وثقافة الاغتصاب قبل وقت طويل من نشوء حركة "#أنا أيضا".

 

واتجهت الأنظار في السنوات الأخيرة إلى الهند وباكستان وبنغلادش بسبب انتشار الاعتداءات الجنسية العنيفة وسط إدانات منخفضة لمثل هذه الجرائم.

 

وتشدد نسرين على أن "الرجال يجب أن يفهموا أن الاغتصاب ليس ممارسة جنس"، متذكّرة كيف تعرضت لاعتداء جنسي على يد شاعر شهير اعتقدت أنه صديق.

 

وكتبت المؤلفة الحائزة جوائز عدة، أكثر من 40 كتابًا ترجمت إلى حوالى 30 لغة.

 

وكانت إحدى النقاط المضيئة بالنسبة إليها عندما أعيد هذه السنة نشر مذكراتها "ماي غيرلهود" على خلفية حرب التحرير في بنغلادش العام 1971، وحصلت على تقييمات عالية في المنشورات الدولية.

 

لكن نسرين التي تحمل جواز سفر سويديًا، تعلم أنها قد لا تتمكن أبدًا من العودة إلى وطنها الأم.

 

وتقول "عندما كان والدي على فراش الموت (العام 2002)، توسلت السلطات للسماح لي برؤيته للمرة الأخيرة لكنها لم رفضت. منعوني من العودة إلى بلدي لمدة 26 عاما، وهذا غير قانوني". وتختم "الحكومة (البنغلادشية) الحالية ترعى المنظمات الإسلامية المتشددة. أصبحت المساجد والمدارس الدينية نافذة جدًا. سيقتلونني لكنني سأقاتل من أجل حقي في العودة".