موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
"بيروت ترنم للأمل".. من قلب كنيسة دمرها انفجار مرفأ العاصمة
جانب من الأمسية (رويترز)

جانب من الأمسية (رويترز)

رويترز :

 

من قلب كنيسة مقابلة لموقع انفجار مرفأ بيروت المروّع، وتحت سقفها المهدد بالسقوط، ووسط جدرانها القديمة التي تزعزعت، ارتفع مساء الثلاثاء صوت المغنية اللبنانية عبير نعمة، بمشاركة جوقة الجامعة الأنطونية، في ترانيم دينية ووجدانية ووطنية تحت عنوان "بيروت ترنم للأمل".

 

وأقيمت هذه الأمسية في كنيسة مار مارون، في حي الجميزة، بوسط بيروت عند الساعة السادسة وسبع دقائق مساء، في التوقيت نفسه الذي حصل فيه انفجار المرفأ في الرابع من آب الماضي، وأسفر عن مقتل 191 شخصًا وإصابة أكثر من 6500 آخرين، إضافة إلى تشريد 300 ألف شخص تضرّرت منازلهم أو دُمّرت.

 

وترددت موسيقى الأمسية والترانيم في كل الشوارع المدمَّرة عبر مكبرات الصوت من خلال سبع نقاط في وسط العاصمة، وهو ما أتاح لسكان بيروت وزوارها الاستماع على مدى خمسين دقيقة إلى برنامج ضمّ أغنيات وطنية وترانيم دينية.

 

وقالت رئيسة مهرجان «بيروت ترنم» ميشلين أبي سمرا: إن هذه الأمسية التي نقلت مباشرة عبر محطة «إم تي في» اللبنانية وصفحة المهرجان وشبكات التواصل الاجتماعي، هي بمنزلة "تحية لكل الأبرياء الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت وعزاء لأهلهم وللناس الذين خسروا بيوتهم".

 

وأضافت: "ترددنا كثيرًا قبل أن نقدم على هذه الخطوة المتواضعة، احترامًا منا للمفقودين تحت الأنقاض ولدم الضحايا الأبرياء وأهل بيروت، ووجع كل واحد منا، لكننا أحببنا أن نصلي معًا من أجلهم جميعًا، وأن تكون الصلاة والموسيقى نقطة رجاء وأمل في بلد يطغى عليه السواد والدمار".

 

ورأت أبي سمرا أن هذا النشاط ليس أمسية فرح. وتابعت: "صحيح أننا نأمل في أن تكون الأيام المقبلة أفضل، ولكن من المبكر أن نفرح في هذه المرحلة. لقد بدأت ورشة ترميم المنازل من حولنا لكننا نحتاج إلى ترميم القلوب الموجوعة. فاللبنانيون في الداخل وفي كل أنحاء العالم يشعرون بالألم نفسه. وبفضل الصلاة وصوت عبير نعمة سنقدم رسالة أمل".

 

أما عبير نعمة، فقالت عن شعورها بالغناء لبيروت المدمرة: "إنه أمر صعب للغاية. أنا مخنوقة. صعب علي أن أغني، لكنه الأمر الوحيد الذي أجيده. وفي الوقت نفسه أجد أنها خطوة ضرورية جدًا. إنها ليست أمسية احتفالية، بل أمسية صلاة مع الناس على نية الضحايا ولشفاء الجرحى وعلى نية المفقودين والناس الذين خسروا كل ما يملكون". وأضافت: "بالموسيقى نرفع صوتنا مع أهالي بيروت ومع بيروت ومع كل لبنان. نحن نعيش مأساة كبيرة لعل الموسيقى تعطي أملاً، فالوجع يوحد، أما السياسة فتفرق".

 

وقالت أبي سمرا في هذا الصدد: "من قلب كنيسة مارون المدمرة أردنا إيصال صوت بيروت الحقيقي صوت بيروت الثقافة والتلاقي والمحبة والسلام".