موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٨ ابريل / نيسان ٢٠١٩
بمناسبة عيد الفصح

د. جلال فاخوري :

اخترقت الزمانية قيود الزمن. هزم الزمن بكل ما استجمع من شرور وقيود في دائرة العبودية المادية وحل محل العبودية حرية الانطلاق. اشاعت روحية الزمانية (الأزلية) وإنحصرت حدود الزمن الذي حاصر الانسان. حدثت القيامة فانهزمت مادية المناخات التي خيمت على الحياة الانسانية وشاعت روحية الانتصار الزماني بالقيامة وصاحب القيامة.

انتقلت السماء إلى الارض لتشيع روح المشيئة الالهية بالقيامة المعجزة التي غذت النفس بعطاء لا تستطيع الارض إعطاءه. فبذل النفس اعمق عطاءً يمكن لنفس ان تقدمه عن احبائه (ليس اعظم حباً من ان يبذل الانسان نفسه عن غيره) بالقيامة رسم السيد المسيح مشروعه الالهي بأنسنة الانسان ليكون شبيهاً به على الارض القيامة والميلاد هما هوية الانسان في عملية العبور إلى الحياة الابدية فالقيامة (الفصح) هي معجزة إنتصار الزمانية على الزمن بل إختراق لكل حدود الزمن البائد. القيامة هي موت الانسان القديم اي موت الزمن الآسن هي حرية الله التي منحها للإنسان على الارض ليكون إبناً لله.

القيامة تحرر من قود الزمن وعبوديته والإنطلاق نحو حرية السماء، القيامة هي تحقيق للزمانية وهي تحقيق لإنسانية نفتقدها اليوم في زمن التوحش الليبرالي المعولم. الفلسفة والعلم والادب والحكمة هي آليات تبقي الانسان في دائرة عدم القدرة على الاختراق اما القيامة فهي ميكانيزم العبور إلى التأله. تلك هي لحظة إنتصار الزمانية وإنهزام الزمن وكما ان الاضحى والوقوف امام الله في عرفات هو محاولة القدرة الانسانية ان تتماهى مع الارادة الالهية كذلك القيامة هي التماهي مع المشيئة الالهية وتحقيق له في مملكة السماء على الارض.

(الرأي الأردنية)