موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
النذور الاحتفالية في حراسة الأراضي المقدسة: شعوب الأرض في أخوية واحدة
جانب من احتفال إبراز النذور (تصوير: نديم عصفور / حراسة الأراضي المقدسة)

جانب من احتفال إبراز النذور (تصوير: نديم عصفور / حراسة الأراضي المقدسة)

حراسة الأرض المقدسة :

 

ينتمي الرهبان الذين أبرزوا نذورهم الاحتفالية، الأحد 11 تشرين الأول، إلى تسع بلدان مختلفة: الكونغو كنشاسا، والكونغو برازافيل وإيطاليا وسوريا والمكسيك والبرازيل والبيرو وكولومبيا وجنوب أفريقيا. وقد أبرز ستة عشر راهبًا نذورهم الرهبانية بين يدي حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، معاهدين الله أن يحيوا في الطاعة والفقر والعفة حتى الممات، بحسب قوانين رهبنة الإخوة الفرنسيسكان الأصاغر.

 

أقيم الاحتفال في كنيسة دير المخلص في القدس، خلف أبواب مغلقة بسبب انتشار جائحة كورونا والإغلاق العام المفروض على كافة انحاء إسرائيل. وقد استطاعت عائلات الرهبان وأصدقائهم متابعة قداس النذور الدائمة من كافة أنحاء العالم مباشرة، وعبر الصفحة الخاصة بحراسة الأراضي المقدسة على تطبيق فيسبوك ومن خلال مركز الاعلام المسيحي.

 

وفي عظته، قال حارس الأراضي المقدسة: "يحثنا هذا الزمن على عيش دعوتنا بالمكوث في الأوضاع التي تحيط بنا، بدل محاولة الهروب منها. إنه زمن يدربنا على الطاعة، لأنه يجبرنا على قبول الظروف المحيطة بنا. إنه زمن يعلمنا كيف نعيش الحياة بهدوء وفرح فرنسيسكاني دون أن نملك لذواتنا شيئًا، إذ ندرك اننا لا نحسن في مثل هذه الأوضاع، أحكام السيطرة على أي شيء، بل علينا قبول المحدوديات والتخليات، وان نعيش هذه المسيرة بأسلوب يختلف عما كنا نتخيله. إنه زمن يعلمنا أيضاً أمراً ما في شأن العفة، والقيمة التي يتمتع بها جسدنا والقدرة على منح ذواتنا بالكامل للرب".

 

وتابع الأب فرانشيسكو باتون عظته متطرقًا إلى حلم الله الذي تحدث عنه النبي أشعيا وكذلك يسوع في الانجيل، وقد عاينه هو في هذا اليوم يتحقق من خلال احتفال هؤلاء الاخوة بابراز النذور الدائمة: "إنه الحلم بمعاينة كافة شعوب الأرض صاعدة نحو اورشليم، لتصبح أخوية واحدة أنتم تمثلونها إذ تأتون من أربع قارات مختلفة للمشاركة في وليمة العرس التي هيأها لنا الرب نفسه". وشدد الأب باتون أيضًا على كون الدعوة التي قبلها هؤلاء الإخوة الست عشر، هبة من الله، وأنها، وإن تطلبت منهم الكثير، إلا أنهم يستطيعون البقاء أمينين لها بفضل "الرب الذي يجعل ذلك الأمر ممكنًا لنا".

 

هذا واستلقى الإخوة الفرنسيسكان قبل ابرازهم للنذور الدائمة، بوجوههم على الأرض، أمام المذبح، طالبين مع جمهور المصلين شفاعة جميع القديسين. وساجدين، أبرزوا من ثم النذور الاحتفالية وإلى جانبهم الأشابين. في نهاية القداس، ألقى بعض الرهبان، باسم الجميع، كلمة شكر وجهوها إلى عائلاتهم وإلى المنشئين، وخاصة الأب دوناتشيانو، معلم التلاميذ، إضافة إلى سائر الرؤساء الإقليميين للأقاليم المختلفة التي ينتمي إليها الرهبان الذين أبرزوا في هذا اليوم نذورهم الاحتفالية، ولم يستطع رؤساء أقاليمهم المشاركة في هذه اللحظة الهامة.

 

من ناحيته، أردف أحد الناذرين، وهو الأخ أندريا، قائلاً: "تكونت هذه المسيرة التي سلكناها حتى الآن من لحظات مختلفة: فرح وتعب وانتظار وأمل، ولكنها تقدمت دائماً ضمن علاقة مستمرة مع الرب وثقة به مع تسليم تام له، بمشاعر من الإعجاب والتعجب، قائلين ما قاله بطرس: "ها قد تركنا نحن ما عندنا وتبعناك".

 

وامام وعد الرب لبطرس بأن يمنح من يتبعونه مائة ضعف مع الاضطهادات (مر 10: 28-31)، صلى الإخوة قائلين: "ها نحن يا رب، فأفعل بنا ما تشاء، وأمنحنا نعمة الاستعداد لكل شيء. أما أنت، يا رب، فلا تتباعد عنا ولو للحظة واحدة".