موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٨ مارس / آذار ٢٠١٩
المشككون والمتعالون يخربون الأوطان

د. حسان ابوعرقوب :

صنفان من الناس يخرّبون أوطانهم بنهجهم، الصنف الأول هم الذين نصبوا أنفسهم للتشكيك ونشر الشائعات والأراجيف، يصوّبون سهامهم على كل إنجاز أو تقدم، أو موقف أصيل نابع من ضمير حي ويقظ. وكأنّ بينهم وبين الدولة شعبا وحكومة ونظاما عداوة قديمة، وثأرا بائتا، لذلك تجدهم يبثون سمهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والصالونات المختلفة، ولا هدف لهم إلا الانتقام من الوطن، لمرض في نفوسهم لا يعلمه إلا الله تعالى، ربما يكون هدف البعض الوصول إلى كرسي القرار، وهدف البعض الآخر الإضرار بمن يجلس على كرسي القرار، وإن لم يطمح بالوصول، وربما يكون البعض مأجورا أو مدفوعا من قبل أعداء الوطن.

والصنف الثاني، بعض من الذين يجلسون على الكراسي، ويتجاهلون الإرادة الشعبية، والمطالب المحقة والعادلة لأبناء الشعب الأبي، وكأنّ في آذانهم صمما عن كل ما يطلبه أبناء الشعب، بل تجدهم يتصرفون بخلاف الإرادة الشعبية، وكأنهم يتحدّون الناس، ويضربون بإرادتهم عرض الحائط. مما يسبب عداوة بين الشعوب وبينهم.

بين هؤلاء وهؤلاء يقع الناس في التيه، وتضعف قنوات الاتصال بين أركان الدولة، ويرتفع منسوب انعدام الثقة ليصل لدرجات خطرة، فمن جهة تنتشر الإشاعات والأكاذيب، ومن جهة أخرى تصرفات من بعض أصحاب القرار مخالفة للاتجاه العام، فتصبح الفجوة عميقة، وتصير البلاد مهيأة للوقوع أسيرة للفوضى.

ولكي لا تصل البلاد لذلك المنحدر القاتل، على أبناء الشعب أن يقاوموا الإشاعات، ويهجروا مروجيها، كما على الحكومات أن تتمتع بالشفافية العالية والمصداقية، وعليها أن تتحسس اتجاه الشعب لتسير على وفق إرادته بما يرضي الله تعالى، إذ الوظيفة الأولى لأي حكومة هي خدمة الشعب وتحقيق مصالحه.

(الدستور الأردنية)