موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
الكنيسة الكاثوليكيّة تحيي عيد 'سلطانة فلسطين وسائر الأرض المقدّسة'
البطريرك بيتسابالا: لدينا مستقبل في الأرض المقدّسة، ولسنا جماعة على وشك الموت!

أبونا :

 

احتفلت الكنيسة الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة، صباح اليوم الأحد 30 تشرين الأوّل 2022، بعيد مريم العذراء 'سلطانة فلسطين وسائر الأرض المقدّسة'، وذلك في المزار المُشاهد على اسمها في دير رافات، على بعد نحو 35 كيلومتر إلى الغرب من مدينة القدس.

 

وترأس الاحتفال بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة، والرهبان والراهبات، والإكليريكيين، وفرسان وسيّدات فرسان القبر المقدّس، وحشد من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف الرعايا الكاثوليكيّة إلى المزار المريميّ المؤسّس قبل 95 عامًا.

 

وفي عظة الاحتفال، عبّر البطريرك بيتسابالا عن سعادته لمشاهدة العديد من الرعايا المجتمعة معًا في هذا العيد، ويمنح تعزيّة "حس الجماعة"، وهو أمر مهمّ لكنيسة الأرض المقدّسة بسبّب الصعوبات السياسيّة، موضّحًا بأنّ مريم العذراء، سلطانة فلسطين، الشفيعة الرئيسيّة لأبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة، تقوم دائمًا بعمل أمور لا يستطيع الأساقفة أن يقوموا بها في كثير من الأوقات.

 

السينودس والإصغاء

 

وأشار إلى أنّ الكنائس الكاثوليكيّة افتتحت العام الفائت، وفي هذا المكان، مسيرتها السينودسيّة، واليوم نرغب في تقديم كل ما تمّ إنجازه في جميع الرعايا للسيّدة العذراء. وأوضح بأنّ الموضوع الرئيسي للقاءات العام الفائت كان الإصغاء، حيث أصغى الأساقفة والكهنة لما قاله الشعب المسيحيّ، مشيرًا إلى أنّ الأصغاء ليس موضوعًا خاصًا بالكنيسة فحسب، إنما يشمل مناحي الحياة اليوميّة كلّها.

 

وشدّد البطريرك بيتسابالا بأنّ نقطة الانطلاق يجب أن تبدأ في الإصغاء لكلمة الله، فهدف السينودس ليس فقط محاورة بعضنا لبعض، وأن نصبح بالتالي ديمقراطيين بشكل أكبر، وإنما أن نصبح أيضًا أكثر انتباهًا بأنّ حياة الآخر هي جزء من حياتي، وبأنّ حياتي هي جزء من حياة الآخرين.

ثقة ورجاء

 

ووضع بطريرك القدس للاتين أمام العذراء سيّدة فلسطين وسائر الأرض المقدّسة جميع الرعايا والجماعات المسيحيّة. ولفت إلى أنّه خلال زياراته للعديد من رعايا الأبرشيّة، في الأردن وفلسطين والجليل وقبرص، قد لمس العديد من المبادرات، إلا أنّه أيضًا لمس تحدّيات عدّة، موضحًا بأنّنا في هذا العيد نحمل إلى العذراء كلّ همومنا، لاسيّما آمال الكنيسة في فلسطين.

 

وقال: هنالك تحدّيات سياسيّة ومجتمعيّة وعائليّة في كلّ مكان. وعندما نتحدّث عن الإصغاء، فإن طريقتنا في التعبير تحمل في طابعها أحيانًا العنف، الذي يدّمر معه كل شيء على صعيد العلاقات والأشخاص، وحتّى المستقبل، طالبًا من السيّدة العذراء أن تضع فينا من جديد روح الثقة من جديد، وأن نصبح أنبياء، كما يقول البابا فرنسيس، يحملون الرجاء والحياة لمجتمعهم.

معاني حدث الزيارة

 

وأردف: إنّ اللقاء بين القديسة أليصابات والقديسة مريم، في حدث الزيارة، لهو لحظة مركزيّة في تاريخ الخلاص، ففي نهاية نشيد تعظّم هنالك كلمة لا نتوقّف ربما عندها كثيرًا، ألا وهي "للأبد". ولفت إلى أنّ احتفال اليوم يقع ضمن "للأبد"، وبالتالي فإنّنا جزء من تاريخ الخلاص. فرغم التحديّات، فما نزال نحتفل ونشهد إلى يومنا هذا بالأمور العظيمة التي يصنعها الرّب على الصعيد الشخصي والجماعي.

 

وتابع البطريرك بيتسابالا عظته لافتًا إلى أنّ حدث الزيارة يعلمنا أيضًا ألا ندع في قلوبنا مجالاً للغيرة أمام الخير الموجود في حياة الآخر؛ فأليصابات لاحظت وجود يسوع في مريم العذراء، ومريم لاحظت وجود الروح القدس في أليصابات. بالتالي، فإنّ المسيرة السينودسيّة ليست عبارة عن إصغاء فحسب، إنما معاينة حضور الله وعمله فينا وفي الآخرين.

 

وأكد إلى أنّ عيد اليوم هو احتفال بحضور الله، ولما يقوم به في حاضرنا ومستقبلنا. وقال: نعم، لأنّه لدينا مستقبل في الأرض المقدّسة، ونحن لسنا جماعة على وشك الموت، ولا يمكن لجميع مشاكلنا أن تعمل على إعاقة عمل الروح القدس فينا وفي وسطنا. وخلص بطريرك القدس للاتين في عظته برفع الدعاء التالي: "نطلب منكِ أيتها السيّدة مريم العذراء، سلطانة فلسطين وسائر الأرض المقدّسة، أن تمنحينا القوّة لكي نحمل إلى هذه الأرض، أرضنا المقدّسة، الفرح والرجاء".