موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
الكنيسة الكاثوليكية تحيي اليوم الإرسالي العالمي 2022: تكونون لي شهودًا
الأعلى إلى اليمين: المطران شارل فوربن جانسون، الطوباويّة بولين جاريكوت، جان بيغارد، والطوباوي باولو مانّا

الأعلى إلى اليمين: المطران شارل فوربن جانسون، الطوباويّة بولين جاريكوت، جان بيغارد، والطوباوي باولو مانّا

أبونا :

 

من الصعب قياس القوّة الإرساليّة للكنيسة الكاثوليكيّة بالأرقام أو وضعها في قالب إحصائي. ومع ذلك، يمكن قياس الجهود الكاثوليكيّة عبر العديد من المجالات الإرساليّة في جميع أنحاء العالم، والكشف عنها، بدءًا من التعليم إلى الصحة.

 

وبحسب الأرقام المنشورة بمناسبة يوم الإرساليات العالميّ لهذا العام، ويُحتفل به يوم الأحد 23 تشرين الأوّل 2022، فإنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تدير حول العالم 72,785 مدرسة حضانة تستقبل فيها 7,510,632 طفلاً وطفلة، و99,668 مدرسة ابتدائيّة تحتضن 34,614,488 طالبًا وطالبة، و49,437 مدرسة ثانويّة فيها 19,252,704 طالبًا وطالبة.

 

أمّا في مجال الرعاية الإنسانيّة والصحيّة، تدير الكنيسة الكاثوليكيّة 5,322 مستشفى، 14,415 مستوصفًا، 534 عيادة لمرضى الجذام، 15,204 دارًا للمسنين والمصابين بأمراض مزمنة والمعاقين، 9,230 دارًا للأيتام، 10,441 دارًا لرعاية الأطفال، 10,362 مركزًا للاستشارات الزوجيّة، 1,337 مركزًا للتعليم أو إعادة التأهيل، و34,291 مؤسّسات متعدّدة.

 

إنّ هذه الأرقام تمثّل شاهدًا على قوّة عمل الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم.
 

اليوم العالمي الإرسالي 2022

 

أنشأ البابا بيوس الحادي عشر اليوم الإرسالي العالميّ في عام 1962، وعادة ما يُحتفل به في الأحد الثالث من شهر تشرين الأوّل. أمّا موضوع هذا العام فهو الآية: "تكونون لي شهودًا" (أعمال الرسل 1: 8). وقد وصف البابا فرنسيس في رسالته لهذا الاحتفال كلمات السيّد المسيح في أعمال الرسل بأنّها "قلب تعليم يسوع للتلاميذ من أجل رسالتهم في العالم".

 

وأشار إلى أنّ هذا العام يشهد العديد من المناسبات المهمّة في حياة الكنيسة ورسالتها: 400 سنة على تأسيس مجمع نشر الإيمان المقدّس، والذي أشرف على التوسّع الكبير للعالم الكاثوليكيّ بعد تأسيسه من قبل البابا غريغوريوس الخامس عشر عام 1622. ولاحقًا أصبح يُعرف بـ"مجمع تبشير الشعوب". وبعد الدستور الرسوليّ "أعلنوا البشارة" لعام 2022، أُطلق عليه "دائرة البشارة بالإنجيل".

 

وفي هذا العام أيضًا، يتم الاحتفال بمرور 200 عامًا على مؤسّسة جمعية نشر الإيمان، والتي تأسّست عام 1822 من قبل العلمانيّة الفرنسيّة بولين جاريكو (1799-1862)، والتي أُعلنت طوباويّة في 22 أيار الماضي. وتُعد هذه المؤسّسة الأقدم من بين أربع مؤسّسات إرساليّة بابويّة، وهي مظلة للجمعيات الإرساليّة الكاثوليكيّة الخاضعة لسلطة الحبر الأعظم.

 

ويتم تخصيص "اللمّة العالميّة السنويّة" (التبرعات المقدّمة خلال قداس الأحد) لهذه المؤسّسات الإرساليّة: جمعية نشر الإيمان، جمعية القديس بطرس الرسول، جمعيّة الطفولة المقدّسة، والاتحاد الإرسالي الحبري. وقد منحت المؤسّسات الثلاثة الأولى لقب "الحبريّة" منذ 100 عام، وهو ما أشار إليه البابا فرنسيس في رسالته لهذا العام بمناسبة اليوم الإرساليّ العالميّ.

المؤسسات الإرساليّة الحبريّة

 

توجد أربع جمعيات إرساليّة تأسّست في القرن التاسع عشر. وتتولّى جمعيات الإرساليّة الحبريّة مهمّة دعم النشاطات الإرساليّة ماديًّا، وهي الفكرة التي بدأت مع الطوباويّة بولين جاريكوت، ومن خلالها تعني إشراك المؤمنين في العمل الإرساليّ.

 

تأسّست جمعية نشر الإيمان من قبل الفتاة الفرنسيّة جاريكوت والتي أطلقت شبكة صلاة وتبرعات من أجل المرسلين، حتّى يتمكّن المؤمنون من المشاركة بنشاط في الرّسالة حتى أقاصي الأرض. ومن هذه الفكرة، ولد اليوم الإرساليّ العالميّ الذي يُحتفل به كلّ سنة.

 

أمّا جمعيّة الطفولة المقدّسة فتأسّست من قبل المطران الفرنسيّ شارل فوربن جانسون عام 1843 في فرنسا، من أجل تعزيز الرسالة بين الأطفال تحت شعار: "الأطفال يبشّرون الأطفال، والأطفال يصلّون من أجل الأطفال، والأطفال يساعدون الأطفال في كلّ العالم".

 

أمّا جمعية القديس بطرس الرسول فقد تأسّست في العام 1889، بإلهامٍ من المطران جول ألفونس، إلا أنّها أصبحت حيز العمل من قبل السيّدة جان بيغارد. وتعمل هذه الجمعيّة بشكل أساسيّ على تنشئة ودعم الإكليريكيّين والكهنة في أراضي الإرساليّات.

 

وأخيرًا، الاتّحاد الإرسالي الحبري، وهو اتحاد مكوّن من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، تمّ إنشاؤه لتعزيز مهمّة الكنيسة الإرساليّة. تم تأسيسه من قبل الطّوباوي باولو مانّا، المولود قبل 150 سنة، لتحفيز وتنشيط الكهنة، والرّهبان والرّاهبات وكلّ شعب الله على الرّسالة. وقد كان القديس البابا بولس السّادس نفسه عضوًا في هذه الجمعيّة، ومنحها الاعتراف الحبري.

"أحلم بكنيسة إرساليّة"

 

ويشير البابا فرنسيس في رسالته إلى أنّ هذه الجمعيّات الإرساليّة الحبريّة الأربعة "تتمتّع بمستحقّات تاريخيّة كبيرة". ودعا الجميع إلى "الفرح معها في هذه السّنة الخاصّة بالأنشطة التي قامت بها لدعم رسالة التبشير في الكنيسة الجامعة وفي الكنائس المحليّة"، متمنيًّا "أن تجد الكنائس المحليّة في هذه الجمعيّات أداة قويّة لتغذية الرّوح الإرساليّة في شعب الله".

 

وخلص إلى القول: "ما زلت أحلم بكنيسة كلّها إرساليّة، وبوقت جديد من العمل الإرسالي للجماعات المسيحيّة. وأكرّر ما تمنّاه موسى لشعب الله وهم في الطريق، قال: "ليت كلّ شعب الرّب أنبياء!" (عدد 11، 29). نعم، ليتنا كلّنا في الكنيسة، وما نحن عليه بالفعل بحكم المعموديّة: أنبياء، وشهودًا، ومرسلين للرّبّ يسوع! بقوّة الرّوح القدس وحتّى أقاصي الأرض. يا مريم، سلطانة الإرساليّات، صلّي لأجلنا".