موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٥ مايو / أيار ٢٠٢٠
الكرسي الرسولي يخفض نفقاته من أجل احتواء العجز الناجم عن الحالة الصحية الطارئة
تراجعت واردات الكرسي الرسولي بنسبة 25% بسبب الظرف الصحي الراهن

فاتيكان نيوز :

 

أكد عميد أمانة سر الاقتصاد، الأب خوان أنطونيو غيريرو ألفيس، أن الفاتيكان لا يواجه خطر الإفلاس، لافتًا إلى أن الفاتيكان ليس شركة ولا يمكن أن يُقاس كلّ شيء من وجهة نظر العجز وحسب. وأوضح بأن الفاتيكان يستمر بفضل مساعدة المؤمنين، ويسدد الضرائب إلى الدولة الإيطالية والتي يصل حجمُها إلى سبعة عشر مليون يورو سنويًا.

 

جاءت كلمات المسؤول الفاتيكاني في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني وكان البابا فرنسيس قد عينه في هذا المنصب منذ بضعة أشهر وأسند إليه مهمة تنفيذ الإصلاح الهادف إلى تطبيق الشفافية الاقتصادية للكرسي الرسولي وإلى استخدامٍ ناجع للخيور والموارد الموضوعة في خدمة رسالته التبشيرية.

 

وأكد الأب ألفيس أن العالم كله يعيش اليوم أزمة فريدة من نوعها ومجهولة المدى، لافتًا إلى أن هذا الزمن الصعب يضعنا أمام مسؤولياتنا، ولا بد أن يضمن الكرسي الرسولي استمرارية رسالته كما يجب أن نميّز بين الأمور الأساسية وغير الأساسية. وأشار إلى أنه خلال الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2020 بلغ حجم الواردات 270 مليون يورو، فيما وصلت النفقات إلى 320 مليونًا. وأوضح أن الواردات هي عبارة عن مساهمات وهبات، وعائدات الأملاك العقارية، مضيفًا أن نسبة 45% من النفقات تتعلق بالموظفين و45% بالخدمات العامة والمصاريف الإدراية.

 

وتوقف عميد أمانة سر الاقتصاد عند الخدمة القيمة التي يقدمها الفاتيكان على صعيد تغطية نشاطات البابا بـ36 لغة مختلفة، وذلك من خلال الإذاعة والتلفزيون، وشبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي والصحيفة، والمطبعة ودار النشر، ودار الصحافة الفاتيكانية، لافتًا إلى أنه نشاط لا يوجد مثيل له في العالم كله. وأضاف أن نسبة 15% من الموازنة تُنفق على هذه الدائرة التي تَعد أكثر من 500 شخص، كما أن نسبة 10% تُنفق على السفارات البابوية التي هي عبارة عن سفارات للإنجيل، تسهر على صون العلاقات الدولية وحقوق الفقراء، وتعزز دبلوماسية الحوار والسلام والاعتناء بالأرض كبيتنا المشترك.

 

ولم تخلُ كلمات المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الكنائس الشرقية التي تعاني من الاضطهادات وهي تحصل على 10% بالمائة من الموازنة، أما الكنائس الفقيرة والرسالات فهي تموّل من خلال مجمع تبشير الشعوب، بنسبة 8.5%. وأوضح أن الضرائب التي يسددها الكرسي الرسولي إلى الدولة الإيطالية تصل نسبتها إلى 6% من الموازنة، أي حوالي 17 مليون يورو سنويًا.

 

وفيما يتعلق بالظرف الصحي الراهن، قال الأب غيريرو إن الواردات تراجعت بنسبة 25% تقريبًا. ولفت إلى أنه في ضوء هذا الواقع اتُخذ قرار بخفض النفقات من أجل احتواء العجز. وقال إن الحالة الطارئة الناجمة عن فيروس كورونا تحتّم هذا الأمر، مشيرًا إلى أن السيناريو المستقبلي يعتمد على جهود الكرسي الرسولي المتعلقة بخفض النفقات، ويعتمد أيضًا على مجموعة من العوامل الخارجية، خصوصًا إذا تراجعت الواردات. وختم المسؤول الفاتيكاني مؤكدًا أنه في حال لم تُسجل أي واردات استثنائية من البديهي أن يستمر العجز في النمو.