موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
الصلاة من أجل مرضى العالم على طريق الآلام الخالي قبل عيد القيامة
الأب فرانشيسكو باتون ورهبان آخرون يسيرون في أحد شوارع القدس (رويترز)

الأب فرانشيسكو باتون ورهبان آخرون يسيرون في أحد شوارع القدس (رويترز)

أبونا ورويترز :

 

يسير الرهبان الفرنسيسكان، وهم يرتدون عباءات بنية اللون، عبر القدس المغلقة بشوارعها المهجورة إلى كنيسة القيامة، محط الأنظار في أبرز الأعياد في التقويم المسيحي، لكن المدينة تخلو من زوار الأرض المقدسة في عيد القيامة.

 

من هؤلاء الأب فرانشيسكو باتون (56 عامًا)، حارس الأرض المقدسة، المسؤول عن حماية المواقع المقدسة. يقول بعد أن صلى الرهبان الفرنسيسكان خارج باب كنيسة القيامة المغلق: "نعيش أيامًا غريبة. في العادة تمتلئ المدينة القديمة بالحجاج القادمين من أجل أسبوع الآلام".

 

ويضيف "من المحزن بعض الشيء رؤية ذلك. لا أحد قادر على السير فيه (الطريق). لكننا نعلم أن كثيرين في هذه اللحظة يسيرون على طريق آلام خاص بهم، عندما أفكر في الموجودين في المستشفى، وفي بيوتهم، يكافحون فيروس كورونا".

 

ويلزم سكان الأرض المقدسة بيوتهم باستثناء الخروج في الحالات الضرورية التي لا تشمل الشعائر الدينية. ولذا فإن الكنائس التي تتقاسم السهر على كنيسة القيامة تواجه إغلاق مواقع لم يسبق له مثيل، فيما تعيه الذاكرة مثلما هو حال القيادات الإسلامية واليهودية في مدينة تضم مواقع مقدسة في الأديان الإبراهيمية الثلاثة.

 

ويلتزم الرهبان الفرنسيسكان بإرشادات التباعد الاجتماعي، إذ يتلون صلواتهم على امتداد "درب الآلام"، ويتوقفون عند محطات الصليب الـ14 التي تمثل أحداث آلام وصلب وموت السيد المسيح قبل قيامته. وعندما يصلون إلى القبر الفارغ، يصلون من أجل المرضى ومن يحتضرون في مختلف أنحاء العالم والعاملين في القطاع الطبي، مثلما كان أسلاف الأب فرانشيسكو يعالجون المرضى في العصور الوسطى.

 

ويقول الأب فرانشيسكو باتون "بدأت جماعة صغيرة من الرهبان الفرنسيسكان الإقامة في كنيسة القيامة عام 1333، ولذا يمكنك أن تتخيل ما يعنيه ذلك المكان لنا". ويضيف "مسؤولية الصلاة في المكان الذي قهر فيه المسيح الموت، أن نصلي من أجل كل هؤلاء الذين يواجهون الموت في هذه اللحظة".