بعد مرور أحدَ عشرَ شهرًا من اجتماعهم الأخير، التقى مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة في الدير الإقليمي لراهبات القديسة دوروتيا في القدس وذلك بتاريخ 8-9 أيلول 2020. لقد كانت لحظة أخوية ينتظرها الجميع بعد أشهرٍ من العُزلة والاغلاق بسبب الإجراءات الصحية التي تفرضها جائحة كوفيد-19 على البلاد. لم يتمكن الأساقفة والنواب في قبرص والأردن من أن يكونوا حاضرين فعليًا ولكنهم تفاعلوا وشاركوا عبر برنامج سكايب. لقد تضمّن البرنامج تبادلٌ للخبرات الشخصية والراعوية خلال فترة الاغلاق، وقرب الرعاية الرعوية المسكونية، وتجديد البرنامج والأنشطة الرعوية.

1. شارك أعضاء المجلس تجربتهم التي عاشوها بسبب إغلاق الكنائس ودور العبادة. كانت الموجة الأولى من فيروس كورونا صادمة للجميع، وولّدت حالة من عدم اليقين وعدم التصديق مع تزايد القيود والانهيار المجتمعي من حيث الشعور بالأمن والأمان. وقد أدّى عدم الاتصال المباشر بالناس إلى شلّ جميع الأنشطة الاجتماعية والراعوية والروحية.

لقد كانت فترة الاحتفال بالصوم الكبير والأسبوع المقدس وعيد الفصح دون حضور المؤمنين في كنيسة فارغة بالنسبة للأساقفة وكهنة الرعايا أمرًا محبطًا للغاية! فقد كانت زيارة المرضى مستحيلة، وبالمثل كان من المستحيل على المؤمنين قبول المناولة المقدسة.

لقد أثنى الأساقفة على دور كهنة الرعايا، الذين أظهروا حماسة وغيرة رعوية لا مثيل لها، إذ شرعوا بعدة طرق ووسائل ليكونوا حاضرين وعلى اتصال وثيق ومباشر بالمؤمنين عن طريق: المكالمات الهاتفية، البث المباشر للقداديس، التعليم المسيحي عبر اليوتيوب، والإعلانات عن طريق الإنترنت عن جدول الاحتفالات الليتورجية، والمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من التباعد الاجتماعي.

لقد سمحَ الوباء إلى إعادة اكتشاف وزيادة الوعي بقيمة التضامن الإنساني والمسيحي، وقد كان واضحًا من خلال المشاركة في جمع الطعام وتوزيعه على المعزولين والمرضى من بين أبناء شعبنا.

2. قام الأساقفة بمراجعة المسودّة الأولى "التوجيهات الرعوية المسكونية" بهدف تقديم المساعدة لكهنة الرعايا في اتخاذ خيارات مناسبة دون التشكيك في مبادئ الإيمان الكاثوليكي أو حتى كسر الشركة الكنسية، وذلك من خلال تقدير المؤمنين وقيادتهم إلى الشهادة للإيمان شهادة صادقة ومتماسكة. عندما يتم الانتهاء من المسودة، سيتم مشاركتها مع كهنة الأبرشيات قبل أن تصبح وثيقة نهائية.

3. إن تعليمات المجمع الخاص بالإكليروس التي صدرت بتاريخ 20 تموز 2020 "اهتداء الجماعة الرعوية في خدمة رسالة الكنيسة التبشيرية" توفّر فرصة للتأمل في حياة رعايانا، حول الحاجة إلى ارتداد واهتداء رعوي وإرسالي لحمل يسوع المسيح، واعلان إنجيله في كلّ رعايانا: للبعيدين وللجرحى والمتألمين في الحياة. لقد تم إنجاز الكثير في الماضي، ولكن مجال العمل لا زالَ مفتوحًا لفهم وإدراك قيمة مواهب العلمانيين والمكرّسين والحركات الكنسية. إن ارتداد الناس واهتدائهم هو الشرط الذي بدونه يكون تجديد البنى الكنسية مستحيلاً. سوف تستمر دراسة الوثيقة على مستوى الأبرشية والرعايا لتشجيع تعاون الجميع من أجل تنشيط حياة الرعايا بشكل أكبر.

قرارات المجلس

أ. إنشاء مكتب استشارات قانونية لمساعدة الجماعات والمؤسسات الكنسية في التعامل مع الممارسات القانونية للحصول على الاعتراف القانوني، والحصول على قانون الضرائب الخاص بهم ككيان شخصي قانوني، وتنظيم جميع شهادات ملكية العقارات.

ب. أعرب رؤساء الأبرشيات عن تقديرهم للعمل الذي تقوم به الأمانة العامة للشبيبة المسيحية في فلسطين "شبيبة موطن يسوع". وإنهم يأملون أن تقوم هذه الأمانة بدورها في تنسيق خدمة الشباب بشكل أفضل، مع احترام الاستقلالية الشرعية لمختلف الأبرشيات والمؤسسات الدينية.

ج. ستنعقد الجلسة العامة القادمة في حيفا في 2-3 أذار 2021.