موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١١ يوليو / تموز ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: لبنان بحاجة إلى مكان صالح وتربة خصبة ليعيش فيها الحياد

أبونا :

 

أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن لبنان الكيان والدولة والحوار وتعدد الحضارات والثقافات بحاجة الى مكان صالح وتربة خصبة ليعيش فيها الحياد. كلام البطريرك الراعي جاء خلال استقباله وفدًا من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر.

 

وقال البطريرك الراعي: "علينا العمل معًا لنعمل على حياد لبنان، كي يكون أرض الحوار كما صوتت عليه الأمم المتحدة من خلال مشروع الرئيس ميشال عون بأن يكون لبنان أكاديمية الإنسان وحوار الثقافات والديانات، وهذا الأمر يلزمه مكان طبيعي وتربة صالحة ترتكز على الحياد. ومن هنا علينا العمل مع كل اللبنانيين كي لا يبقى لبنان أرض الحوار والحرية والتعددية وحوار الحضارات والثقافات مجرد شعارات".

 

من جهته، ألقى أبي نصر كلمة جاء فيها: "لقد أثبتت التجارب أنّنا عاجزون في لبنان عن الإجتماع والحوار واستنباط الحلول بدون وسيط أو رقيب أو وصي؛ إن أسوأ ما وصلنا إليه اليوم هو عجز السياسيِّين عندنا وتسليمهم بمقولة أنَّ حلَّ الأزمات اللّبنانية لم يعد بيد اللّبنانيين بل بيد الدول الأخرى. إنّ دولاً كثيرة في المنطقة وخارجها تبحث عن مصالحها ولا تتردد في إستخدام لبنان ساحة لتحقيق مكاسبها أو تصفية حساباتها لكننا أمام هذا التدخل أثبتنا عجزنا كلبنانيين عن إدارة شؤوننا وقدرتنا على بناء دولة مستقلة ذات قرار حرّ. لقد حان لنا أن نَحْزِمَ أمرنا ونكفّ عن التطلع والإرتهان للخارج، سواء جاء هذا الخارج من الشرق أم من الغرب، حان لنا أن نجد أنفسنا حيث يجب أن نجدها لا في الشرق ولا في الغرب بل في وطننا لبنان".

 

وتابع: "من أجل ذلك، لا بدّ من تحييد لبنان عن صراعات الدول ونزاعاتها، لاسيما صراعات المنطقة، باستثناء إسرائيل، وحدها سياسة الحياد التي طالما دَعَوْتَ إليها، غبطة البطريرك، تبدو اليوم الضامن الوحيد لمستقبل الشعب اللبناني بتعدديَّة انتماءاتهِ وولاءاتهِ. وهذا لن يتحقَّق ما لم يكن مطلبًا لبنانيًا جامعًا، يصدر عن سلطة لبنانية تجسِّد إرادة الشعب ومطالبه المحقّة، من خلال حكومة لا تنحاز إلى فئة على حساب فئة أخرى، ولا إلى طائفة على حساب طائفة، بل تجسّد مطالب الشعب المحقّة. وإنَّ الأحوال الراهنة البالغة التعقيد والتي تهدّد لبنان في مرتكزات كيانه، قد تبدو اليوم مؤآتية لإيجاد صيغة لتحييد لبنان، وإبعاده عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية".

 

وختم بالقول: "هكذا حكومة بإستطاعتها إذ ذاك أن تعلن حياد لبنان تجاه المعسكرَين اللذين يتقاسمان العالم العربي اليوم؛ فنحن مع العرب إذا اتفقوا، وحياديين إذا اختلفوا. وعندها بإستطاعتنا أن نطلب من الدول الصديقة مساعدة لبنان ونجدته كما كانت تفعل كلّما تعرّض لخطر".