موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٤ مايو / أيار ٢٠٢١
البابا فرنسيس يوجّه رسالة في الذكرى المئوية الثامنة لوفاة القديس دومينيك
يدعو قداسته الرهبان الدومينيكان ليكونوا في طليعة إعلان جديد للإنجيل

فاتيكان نيوز :

 

لمناسبة مرور 800 عامًا على وفاة القديس دومينيك، بعث البابا فرنسيس رسالة إلى الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية الأب جيرارد فرنسيسكو تيمونير، أكد في بدايتها وحدته مع الرهبان الدومينيكان في الشكر على الخصوبة الروحية للكاريزما والرسالة المميزة للرهبنة التي أسسها القديس دومينيك، والذي يُعرَف أيضا بواعظ النعمة، موجهًا تحياته وأجمل أمنياته لجميع أعضاء الرهبنة.

 

وذكَّر قداسته بما كتب في الإرشاد الرسولي "افرحوا وابتهجوا": "كل قديس هو رسالة؛ إنه مشروع للآب لكي يعكس ويجسد، في مرحلة معيّنة من التاريخ، جانبًا من الإنجيل". وقال: إنّ القديس دومينيك قد أجاب على الحاجة الملحة في زمنه لا فقط إلى وعظ متجدد وقوي بالإنجيل بل وأيضًا إلى شهادة مقنعة لدعوته إلى القداسة في شركة حية في الكنيسة. وذكَّر بأن القديس دومينيك أراد العودة إلى فقر وبساطة الجماعة المسيحية الأولى، كما ودفعه حماسه من أجل خلاص النفوس إلى تأسيس مجموعة من الواعظين يمكنهم عبر أمانتهم للكتاب المقدس ونزاهة حياتهم إنارة العقول وتدفئة القلوب بالحقيقة واهبة الحياة للكلمة الإلهية.

 

وشدد على أن القديس دومينيك يمكن أن يكون في زمننا، وما يرافقه من تحديات جديدة أمام رسالة الكنيسة المبشِّرة، مصدر إلهام للمعمَّدين جميعا والمدعوين كتلاميذ مرسلين إلى بلوغ كل ضواحي عالمنا حاملين نور الإنجيل ومحبة المسيح الرحومة. وقال: إنّ دعوة القديس دومينيك الكبيرة كانت الوعظ بإنجيل محبة الله الرحومة بكل حقيقتها المخلِّصة وقوتها الفادية، كما وقد ألهمت شهادة القديس لرحمة المسيح ورغبته في حمل بلسم لمداواة مَن يعيشون فقرا ماديا وروحيا تأسيس الرهبنة الدومينيكانية.

 

تابع: إنّ الرسالة الإنجيلية حول كرامتنا كأبناء الله وأعضاء عائلة بشرية واحدة تدعو الكنيسة اليوم إلى تعزيز أواصر الصداقة الاجتماعية وتجاوز البنى الاقتصادية والسياسية غير العادلة، والعمل من أجل تنمية متكاملة لكل فرد ولكل شعب. وشدد على أن أتباع المسيح مدعوون إلى التعاون في الجهود من أجل ولادة عالم جديد، نكون فيه جميعا إخوة، وحيث يوجد متسع لكل المستبعَدين من مجتمعاتنا، وحيث يسطع السلام والعدالة. وأعرب عن الرجاء أن تكون الرهبنة الدومينيكانية اليوم أيضًا في الصفوف الأولى في إعلان جديد للإنجيل قادر على التحدث إلى قلوب رجال ونساء زمننا، وأن يوقظ لديهم تعطشا إلى مجيء ملكوت المسيح، ملكوت القداسة والعدالة والسلام.

 

كما أشار إلى تشديد القديس دومينيك على أهمية الحياة الجماعية ورغبته في أن ينادى بالأخ دومينيك. وقال: إنّ مبدأ الأخوّة هذا قد أخذ شكل إدارة مشتركة يشارك فيها الجميع في التمييز واتخاذ القرارات في تماشٍ مع أدوارهم وسلطاتهم. وأضاف أن القديس دومينيك مثل القديس فرنسيس قد أدرك أن إعلان الإنجيل بالكلمة وبالمَثل يعني النمو داخل جماعة كنسية في وحدة أخوية.

 

وفي ختام رسالته، شكر البابا فرنسيس الرهبان الدومينيكان على إسهامهم الكبير في إعلان الإنجيل عبر تعمق لاهوتي في أسرار الإيمان. كما وذكَّر بمدارس ومعاهد الرهبنة واهتمامها بالعلوم المقدسة وحضورها في دنيا الثقافة، ما يحفز اللقاء بين الإيمان والمعرفة ويقوي حيوية الإيمان المسيحي ورسالة الكنيسة في جذب العقول والقلوب إلى المسيح.