موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البابا فرنسيس يلتقي مؤسّسات الإغاثة والإعانة في البرتغال: أنتم المحبة التي تعمل

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

في اليوم الثالث من زيارته الرسوليّة إلى البرتغال، بمناسبة يوم العالميّ للشبيبة السابع والثلاثين، التقى قداسة البابا فرنسيس، صباح الجمعة 4 آب 2023، ممثلي بعض مراكز الإغاثة والإعانة والمحبّة، وذلك في مركز سيرافينا في لشبونة.

 

وألقى قداسته كلمة تطرّق فيها إلى ثلاثة أوجه لشهادة مؤسّسات ’المحبّة التي تعمل‘:

 

 

1. عمل الخير معًا

 

ويعني أن نعيش ونساعد ونحبّ معًا: الشّباب والبالغين، الأصحاء والمرضى، معًا. يجب ألّا نترك أنفسنا تُعرّف انطلاقًا من المرض أو المشاكل، لأنّنا لسنا مرضًا أو مشكلة: نحن، كلّ واحد منّا، عطيّة، عطيّة فريدة بالرّغم من حدودنا، وعطيّة ثمينة ومقدّسة لله، وللجماعة المسيحيّة وللجماعة البشريّة. وهكذا، كما نحن، نُغنِي الجماعة ونترك الجماعة تُغنينا.

 

 

2. العمل بصورة واقعيّة

 

إنّ الكنيسة "ليست متحفًا للآثار. إنّها نبع القرية القدّيم الذي يعطي الماء لأجيال اليوم والمستقبل". النّبع يخدم لإرواء عطش الأشخاص الذين يصِلُون متعبين بثقل ومشقّات السّفر والحياة! الواقعيّة، أيّ الانتباه إلى الأمور كما هي "هنا والآن"، وهذا ما تفعلونه أصلًا، مع الاهتمامّ بالتّفاصيل ومع الحس العمليّ، وهي فضائل جميلة تميِّز الشّعب البرتغالي.

 

 

3. كونوا قريبين من الضعفاء

 

كلّنا ضعفاء ومحتاجون، لكن نظرة الإنجيل المليئة بالرأفة تقودنا إلى أن نرى احتياجات الذين هم أكثر حاجة منّا. وإلى أن نخدم الفقراء، أعزاء الله الذي افقتر لأجلنا: الفقراء المستبعدين، والمهمّشين، والمنبوذين، والصغار، والذين لا حامي لهم. إنّهم كنز الكنيسة، وهم المفضلون لدى الله! ولنتذكّر هذا: ألا نفرّق بينهم. في الواقع، بالنسبة للمسيحيّ، لا توجد أفضليات أمام المحتاجين الذين يطرقون الباب: مواطنين أم غرباء، ينتمون إلى مجموعة أو أخرى، شبابًا أو كبارًا في السنّ، نعطف عليهم أو ننفر منهم..

 

 

الحب الملموس

 

ولفت البابا إلى أنّه يودّ أن يتوقّف عند فكرة لم يكتبها، لكنها جزء من روح ما يريد قوله.

 

قال: لا يوجد حبّ مجرد، فالحب الأفلاطوني لا وجود له في الواقع. الحب ينبغي أن يكون ملموسًا، إنّه الحب الذي يلطّخ اليدين. وكل وحد منا مدعو لأن يتساءل ما إذا كان الحب الذي يكنه حيال الأشخاص الحاضرين هنا، والأشخاص الآخرين ملموسًا أم مجردًا؟ عندما أمدّ يد المساعدة إلى شخص محتاج، إلى مريض، إلى شخص مهمش، هل أخاف من أن ينقل لي العدوى؟ هل أشعر بالقرف حيال الفقر؟ فقر الآخرين؟

 

أضاف: إنّ بعض الأشخاص يعيشون حياة نظيفة لكن لا جدوى منها، ويمرون على هذه الدينا دون أن يتركوا أثرًا، لأنّ حياتهم لا ثقل لها. لكن هنا يوجد واقع يترك أثرًا منذ سنوات طويلة، ويشكل مصدر إلهام للآخرين. واعتبر أنه لا وجود لليوم العالمي للشبيبة إن لم يؤخذ هذا الواقع في عين الاعتبار. لأن هذا النشاط يعكس أيضًا وجه الشبيبة، لأنه يولّد حياة جديدة باستمرار، من خلال تصرفاتكم والتزامكم، ومن خلال تلطيخ اليدين للمس بؤس الآخرين، وهذا يولد إلهاماً ويولّد الحياة.