موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٩ مارس / آذار ٢٠٢٤
الأب لبيب قبطي، أحد كهنة البطريركيّة اللاتينيّة، يرحل إلى ديار النور
الراحة الأبديّة أعطه يا رب...

أبونا :

 

رحل الأب لبيب قبطي، وهو أحد كهنة البطريركيّة اللاتينيّة، إلى ديار النور. وقد كان مرشدًا للشبيبة المسيحيّة لعدّة سنوات في الأردن، وكاهن الرعيّة العربيّة الأمريكيّة في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس لعدة سنوات، قبل أن يتقاعد قبل 10 سنوات بسبب أوضاعه الصحيّة.

 

ولد المرحوم الأب لبيب قبطي في بيروت عام 1950. التحق بالمعهد الإكليريكي التابع للبطريركيّة اللاتينيّة في بيت جالا عام 1963. سيم كاهنًا في بيروت في 6 تموز 1975 على يد النائب الرسوليّ للاتين. وبعد سيامته، خدم كاهنًا مساعدًا في بيت جالا ومدرسًا في المعهد الإكليريكي، من ثمّ إلتحق بالمعهد البيبلي الفرنسيسكاني ومدرسة الكتاب المقدس الدومينيكانية في القدس لمتابعة دروسه في الكتاب المقدّس.

 

سافر إلى جبل الديب في لبنان عام 1976، وبعد عودته في العام التالي خدم كاهنًا مساعدًا في رعيّة الهاشمي بعمّان، ومدرسًا في إكليريكية بيت جالا عام 1978. عاد من جديد إلى جلّ الديب في تموز من العام 1982، وفي تشرين الأوّل من العام ذاته درس الحق القانوني في جامعة اللاتران في روما. عاد إلى لبنان عام 1985، ومن ثمّ إلى روما عام 1986 للمساعدة في إحدى الرعايا هناك. وفي عام 1988 التحق بالأكاديميّة الحبريّة في روما. أصبح كاهنًا لرعيّة مرج الحمام في عمّان عام 1989.

 

أرسله البطريرك ميشيل صبّاح إلى الولايات المتحدة الأميركيّة ليباشر تأسيس أول رعيّة للجاليّة العربيّة اللاتينيّة في جنوب كاليفورنيا (بومونا، منطقة لوس انجلوس) وشمالها (سان فرانسيسكو)، وكانت من ثمار هاتين الرعيتين رسامة أول كاهن للبطريركيّة اللاتينيّة من أبناء رعيّة سان فرانسيسكو، وهو الأب بيرنارد بوجي. نال لقب مونسنيور عام 2006، قبل أن يتقاعد من الخدمة الراعويّة عام 2014. وقد أقام في بيت القديسة حنة في سان فرانسيسكو في العام 2017.

 

الأب لبيب قبطي يحتفل بعيد ميلاده الـ65 على السرير الأبيض

الألم معلّم

 

عندما كان يرقد على السرير الأبيض عام 2015، طُلب من الأب لبيب قبطي أن يوجّه كلمة لأبناء رعيتيه (رعيّة بومونا، جنوب كاليفورنيا، ورعيّة سان فرانسيسكو، شمال كاليفورنيا) خلال زيارتهم له في المستشفى. فبسط ذراعيه وقال ما يلي:

 

"يا أهلي الأحباء، إن الألم مُعَلِّم، الوجع مُعلِّم، هو أجملُ درس في الحياة، إن أجمل معلّم في الحياة هو الألم. فعندما يدخل الألم في حياتك. وتقبله مثل يسوع. تصبح مثل يسوع على الصليب، باسطًا يديك وتضم الجميع إليك. لقد أحبنا يسوع حتى الموت، ومات من أجلنا. لم يفدنا يسوع من على الصليب بعظاته أو بعجائبه وسيره على المياه، لكن فدانا بكونه حمل الله الذي تألم من أجل خطايانا، وهو البريء من كل خطيئة.

 

الألم جعل يسوع الأول بين المتألمين، والأول في القيامة. وبدون الألم لم يكن هناك قيامة. قال: "يا ابتاه، ارفع عنّي هذه الكأس، لكن لا تكن مشيئتي بل مشيئتُك". الألم جعل يسوع يعمل مشيئة الله. ونحن نواجه في حياتنا أمراضًا وأوجاعًا، ونواجه الكثير من الصعوبات. فيجب علينا أن نقبلها ونقول: "لتكن مشيئتك يا رب". وقولنا "لتكن مشيئتك يا رب" معناها: "كما في السماء كذلك على الأرض". إنّ الله أعدنا لشيء في السماء وهو يحققه على الأرض، هو يُحضّرنا للسعادة. وقال الله لنا إنه يريد أن يحققها على الأرض. "كما في السماء كذلك على الأرض". أما إذا عكسنا هذه الجملة "كما على الأرض كذلك في السماء"، فإن هذا لن يصلح.