موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٧ مايو / أيار ٢٠١٣

هل فقد العالم عقله

بقلم :
عفيف شليوط - حيفا

عندما كنت أشاهد نشرة الأخبار الصباحية صُعقت، لم أصدق ما أسمع وما أرى، هل ما أشاهده يحدث بالفعل في هذا العالم الغريب ؟ هل أنا بحلم؟ هل فقد العالم عقله وإتزانه الى هذه الدرجة؟ ربما تدهشون وتقولون في قرارة أنفسكم ما الذي يدهشني ويستحق كل هذا الاستغراب والدهشة؟ ما الذي يمكن أن يدهشنا في هذا العصر الغريب العجيب ؟ ولكني أوّد أن أبلغكم أنه بالفعل هنالك لا تزال أمور غريبة ربما لم نسمع بها ، وعندما نسمعها سنصعق ونقول الى أيّ حد يمكن أن يصل هوس الناس وتهورهم "وهبلهم"؟! من الأمور التي سمعتها ولم يتسن لي تذكر أسماء الأشخاص الذين تورطوا في هذا الهوس الجنون ، ولكني أذكر جيّداً ما هي الأشياء التي بيعت بالمزاد العلني وبأسعار لا تصدق. فتم بيع العلكة التي بصقها أحد المشاهير بسعر خيالي ، وتم بيع سن مقلوع أيضاً وبأسعار خيالية ، أما الذي أثار تقززي بالفعل عملية بيع "مخطة " احدى الفنانات وبسعر أثار حفيظتي أكثر فأكثر. حتى الآن لم يتم الإعلان عن بيع "بصقة" شخص معيّن أو برازه أو قرفه ، فمن منكم يوّد أن يصبح ثريّاً عليه أن يدلي بدلوه في مجال البيع هذا قبل أن يسبقه "مبدع" آخر فيخسر المناقصة فالمجد ليصبح من أصحاب الملايين. بعد أن شاهدت ما شاهدته ، وسمعت ما سمعته ، أخذت أبحث في عالمنا العربي ، وهل نحن مصابون بهذا الداء؟ وما أحبطني أننا غارقون في هذا الهوس والجنون ، فتمت في اليمن على سبيل المثال عملية مزاد علني على شخص مُقعد مُعاق على ان يتم تأجيره لمدة عام واحد داخل اليمن فقط بكافة المحافظات من أجل كسب المال بواسطة التسوّل، وكان المزاد من نصيب رجل دفع من اجل ذلك 400 الف ريال يمني. وهنا لا بد من المقارنة بين الغرب والشرق، فشرقنا الحبيب هنا كان عملياً ، ففكر الشخص الذي اشترى الرجل المُقعد كيف يستثمر أمواله في مشروع تجاري خالٍ من القيم الانسانية ، أما الغرب فاستثمروا أموالهم من أجل الاحتفاظ بتفاهاتهم دون التفكير بالربح المادي. ولما ندهش لتفاهة الانسان ما دمنا سمعنا وقرأنا الكثير من السخافات مثل قيام إحدى الشركات بعرض قطع أراضي للبيع على سطح القمر والمثير للدهشة كثر عدد الراغبين بشراء الأراضي على سطح القمر والذي ضرب رقماً قياسياً في هذا المجال الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي قام بشراء قطعة أرض على سطح القمر بلغ ثمنها 5.000.000 دولار أمريكي. ومن الجدير بالذكر أنه بلغ عدد مُلاك الأراضي على سطح القمر أكثر من 2 ونصف مليون "أهبل" و"هبلة" من أكثر من 170 دولة في العالم. فماذا ننتظر من ضروب الجنون والغباء ، ماذا لم يفعله بعد الأثرياء والنجوم والمشاهير ليثبتوا مدى تميّزهم وعظمتهم ، لكن ما يفعلونه لا يثير فينا إلا الشفقة عليهم ، وإذا كانت العظمة تأتي بواسطة هذه الأمور ، فقل على العظمة السلام.