موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٥

ميلاد يسوع المسيح، ميلاد المحبة والسلام

بقلم :
عبير الرحباني - الأردن

نحتفل بعيد الميلاد المجيد. بميلاد لا يعرف الظلام أبداً. فالنهار متواصل من دون تعاقب مع الليل. وزينة الأبنية والطرقات والأشجار جعلت النور ساطعاً في منتصف النهار. فنحن نستقبل ميلاد ملك الملوك. فطفل المغارة ضيفنا النقي نستقبله بدقات الاجراس والطبول. نستقبله بالتسبيحات والتراتيل. نستقبله بكل فرح عظيم. نستقبله بهذه القصيدة اليتيمة الفريدة "المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة". هذه القصيدة التي نظَّمتها السماءُ ولحنتّها، وأنشدتها الملائكةُ التي أحاطت بطفل المِذود معلنةً بذلك بهجَتَها بميلادِ يسوع المسيح. وعلى الرغم من أن صداها ما زال يتردد في فضاء كل عصر ومكان، إلا أن الأرض المقدسة التي ولد فيها رسول المحبة والسلام ما زالت ظمآة للسلام، وما زالت تفتقد المحبة والمسرة اللتين هما رسالة الميلاد المجيد. إن ميلاد يسوع المسيح ليس كأي ميلاد عادي بل إنه ميلاد أزلي. فهو ميلادُ السلام، وبدءُ العملِ بميثاقِ المصالحة بين السماءِ والأرض، والذي جاء في فصل الشتاء فصل الخير. فأمطرت السماء سلاماً ومحبة بميلاده، فابتهجت السماءُ وتهلّلت ابتهاجَ الصادقِ الوفيِّ، حاملاً السلام الحقيقي الإلهي للبشرية، وتجسيداً حياً لمحبة الله للإنسان. فميلاد يسوع المسيح نقطة إنطلاق لتغيير جذري في العلاقات بين الناس حيث علّمنا أن المحبة هي أساس التعامل الصحيح بين الناس، لأن الإنسان أخو الإنسان، كما علمنا "محبة الله" والقريب وحتى محبة الاعداء. وعلى الرغم من أن العالم كله جائع للسلام، إلا أن المحبة والخير والقيم الإنسانية المشتركة تجمعان الأردنيين بمختلف دياناتهم حيث يجمعنا رب واحد، ووطن واحد، وراية واحدة، وقيادة هاشمية حكيمة.. وأهداف موحدة. فآلامنا وآمالنا واحدة، ومشاعرنا وأفراحنا واحدة فلتكن ليلة عيد الميلاد المجيد فرحة وبركة وحافزاً لنا جميعاً لنشر السلام والمحبة في العالم، ليس فقط في موسم الأعياد، وإنما على الدوام، حيث نقف اليوم على عتبة السنة الجديدة، فليساعدنا الله كي نكون لطفاء وعادلين وعاقلين في كل علاقاتنا. فالعام الجديد أمامنا كالكتاب المفتوح غير المكتوب كل صفحاته بيضاء. فدعونا نكتب في صفحة كل يوم أشياء وفي نهاية العام سوف ننظر إليها بسرور أكثر من الندم وليكن عام 2016 عام سلام وطمأنينة ومحبة، وكل عام وأنتم بألف خير.

المزيد من عبير الرحباني - الأردن

ميلاد يسوع المسيح، ميلاد المحبة والسلام