مرثا ومريم وقيامة اليعازر

مَرْثا وَمَرْيَـمُ كانَتَا بانْتَظِارِكَ على أَحرِّ مِنَ الجَمْر أخاهُما أليعازَرُ بِداءٍ لا يَنْفَعُهُ دَواءٌ لا حُلْوٌ ولا مُرّ أَخْبَراكَ بِالْمُصابِ الأَليمِ فَأَنْتَ ما كُنْتَ لَهُما غريب حَيْثُ كُنْتَ تَسْتَريحُ عِنْدَهُمْا دَوْماً مِنَ الْمَدِينَةِ قريب مَرْيَمُ كانَتْ مِثَالَ التَّقْوى والصَّلاةِ فِيْ كُلِّ الظُّروف وَأمّا مَرْثا فَالْمُضيفَةُ تَقومُ بالطَّهْيِ وخِدْمَةِ الضُّيوف جِئْتَ متأخِّرا عليهِما بَعْدَ ما ماتَ أخاهُما فعاتبوك فَقُلْتَ لِمَرْيَمَ مُعزِّياً أنا القيامَةُ والحياةُ فَلِمَ الشُّكوك سَيَقومُ أخوكِ عاجِلًا أمْ آجِلاً وسيقومُ كلُّ مَنْ يُؤمِنُ بي فَأَنا ربُّ الحياةِ وما الموتُ إلاّ العُبورُ إلى مَلَكوتِ أبي أَنْتَ كُنْتَ إِنْساناً مِثْلَنا أَظْهَرْتَ وُجودَ كُلِّ الشُّعورِ فيك جُعْتَ فَعَطِشْتَ فَرِحْتَ فَحَزِنْتَ فَسالَ الدَّمْعُ مِنْ عينيك وَقَفْتَ أمامَ الْقَبْرِ مُناجِياً أَباكَ طالِباً منه أَنْ يُظْهِرَ مَجْدَه نادَيْتَ أَليعازَرَ فِي الْقَبْرِ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ قُمْ فَتَمَّتِ الْعوْده أَلْقَبْرُ لا يَزالُ فَارِغاً وَيَشْهَدُ للصَّخْرَةِ الَّتي عَلَيْها وَقَفْت فالْحِجارَةَ فِيْ أَرْضِكَ هِيَ كَإِنْجِيلٍ خَامِسٍ لنا في البيت نَعَمْ شَفِقْتَ عَلَيْهِما فأَقَمْتَ أخاهُـما مِنَ قبضة المَوْتْ غَضِبَ اليهودَ لِأنَّ قِسْماً مِنْهُمُ آمَنَ بِكَ بِأَعْلى صَوْتْ أَمّا الْقِسْمُ الآخَرُ فَتَذَكَّروا قَوْلَ قَيافا بِواجِبِ الْحُكْمِ عليه فَمَوْتُ واحِدٍ عَنِ الشَّعْبِ يَكْفي كَأَنْ نَكْسِرَ يَدَيْهِ ورجليه عِنْدَها قرَّروا مُراقَبَتَكَ وإِقامَةَ الحِصارِ حواليك لِيَجِدوا عِلَّةً كافِيَةً لِقَتْلِكَ ثُمَّ هيَّجُوا الشّعْبَ عليك أَمّا أَنْتَ فَتابَعْتَ الطَّريقَ غَيْرَ آبِهٍ لَهُمْ لِتَصِلَ الهدف فَفِي مَوْتِكَ على الصَّليبِ مِنْ أَجْلِنا يَقُومُ كُلُّ الشّرف أَنْتَ قُلْتَ مِنْكَ أَتَيْنا وَإِلَيْكَ نَعودْ فَفِيْ كَلِماتِكَ لنا عزاء ومَنْ آمَنَ بِكَ وَبِدِيانَتِكَ وَجَدَ هُنا الْأَمانَ وَهُناكَ الهناء