موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣ مايو / أيار ٢٠٢٤

كلمات يسوع السبع على الصليب: تأسيس لخليقة جديدة

بقلم :
الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني - مصر
كلمات يسوع السبع على الصليب: تأسيس لخليقة جديدة

كلمات يسوع السبع على الصليب: تأسيس لخليقة جديدة

 

نحن أمام قصة خلق جديدة تمت على الصليب ومركزها هو الحب والغفران والعودة إلى المشاركة مع الثالوث الأقدس، والابن الذي خلق العالم الجديد كما في العالم القديم الذي أفسدته الخطيئة. دستور الخليقة الجديدة يبدأ بالغفران وصفحة جديدة منطلقة من الابن إلى الآب. في الخليقة الجديدة لدينا نموذج نقتدي به وهو يسوع المسيح أدم الجديد وحواء الجديدة هي مريم العذراء، واصبحت ام البشرية وام الكنيسة.

 

هذه الخليقة الجديدة تمّت على الصليب، أمام أنظار الخليقة أجمع وانتهى العالم القديم. وهذه الخليقة تعلن محبة الله المجانية للبشرية أجمع لكي تكون خليقة جديدة بيسوع المسيح المخلص.

 

الخليقة الجديدة ولدت من على الصليب أي من جنب يسوع المسيح عندما نزل دم وماء كما كانت الخليقة القديمة من الطين هكذا الجديدة من جنب يسوع هو مصدر الحياة الجديدة واعطانا ذاته من على الصليب.

 

نجد في هذا الجدول ترابط بين كلمات يسوع السبع على الصليب وسفر التكوين والخروج والمزامير.

 

إنها ذروة إنجيل المحبة والتفاني والعطاء.

 

هم قمة طريقه للصليب، كتحقيق له دعوة الهبة الكاملة؛

 

أنها أنها تكشف عن محتوى حياته كالحب تم الانتهاء منه دون خصومات أو تحفظات أو تأخير؛...

 

نطق يسوع من على الصليب سبع كلمات نقلتها لنا الأناجيل.

 

وبحسب فريق التحرير اليوناني للأناجيل، فهذه سبع جمل فقط تتكون من 41 كلمة، بما في ذلك المقالات والأجزاء.

 

من الممكن اكتشاف التماسك المطلق للرب. لقد مات كما عاش وطبق حتى النهاية ما علمه لتلاميذه.

 

عندما نجد أنفسنا أمام المسيح، الذي يستمر في التبشير من على عرش الصليب، ونستمع إلى الكلمات الأخيرة التي نطق بها قبل أن يبذل حياته من أجلنا، نجد جوهر الإنجيل، الذي لا يُعلن بصوت عالٍ فحسب، بل أيضًا عاش بكل جذريته.

 

يروي الإنجيلي لوقا ثلاثة: صلاة يطلب فيها يسوع من الآب المغفرة لمضطهديه؛ كلمة موجهة إلى أحد المجرمين الذين صلبوا معه وهي وعد بالخلاص؛ وتسليم روحه بثقة إلى يدي الآب. فيهم يظهر صلاح المخلص ورحمته اللامتناهية وثقته المطلقة بالله.

 

ويذكر يوحنا ثلاث كلمات أخرى تكشف لاهوت الصليب الذي يميز إنجيله. إن لحظة الموت هي في الوقت نفسه ذروة عمل المسيح، وساعة تمجيده، وولادة الكنيسة ممثلة بمريم التلميذة الحبيبة والمرأة القديسة عند أقدام الصليب.

 

يذكر متى ومرقس كلمة واحدة فقط ليسوع (غير موجودة في الأناجيل الأخرى): صرخة أولئك الذين يختبرون معنى الشعور بأن الله قد تركهم، والتي يبدأ بها المزمور 22، وهي ليست صلاة شخص يائس، بل لمن يثق بالله في لحظة المعاناة الكبرى.

 

عندما نتأمل في الآلام يمكننا أن نميّز بين ثلاثة مستويات:

 

أولاً: هو ما تأمله من شهدوا ذلك المشهد: فظاعة العذاب الذي تقاسمه المسيح مع اثنين من المجرمين؛ إتمام إدانة غير قانونية بعد محاكمة صدر فيها الحكم قبل المحاكمة؛ أو رفض الناس لمن فعل الخير.

 

ثانيًا، يمكننا أن ننظر إلى كيف اختبر المسيح موته، وإلى المشاعر التي خرجت من قلبه في لحظة الألم تلك: لقد مات غفورًا ورحمة للبشرية المحتاجة إلى الخلاص.

 

ثالثًا: يساعدنا الإيمان على التعمق أكثر: الصليب هو سر المحبة والحياة؛ في يسوع، ابن الله الوحيد والإنسان الحقيقي، يتم خلاص العالم؛ لقد مات من أجل جميع الرجال، ليس فقط لأصدقائه.

 

هذه الكلمات ستساعدنا على اختراق سر شخص الرب وعظمة عمله الفدائي للجميع. إذا أصغينا إليها بتقوى واستقبلناها في قلوبنا، كما فعلت مريم عندما كانت عند أقدام الصليب، فإن مسيرة الصوم ستقودنا إلى تجديد فصحي حقيقي.